عن النقل.. للمرة المائة
طبعا هي ليست المرة المائة.. ولكن بح صوتي منذ أكثر من عشرين سنة في أمر النقل في مصر.. نقل البضائع.. كانت سياسة الدولة التي أسموها بالانفتاح الاقتصادي منذ عهد الرئيس السادات، هي العمل بهمة على بيع كل ممتلكات الدولة إلى القطاع الخاص.
اعتبرت ممتلكات الدولة ممتلكاتها هي وليست ممتلكات الشعب المصري.. اعتبرت الدولة هي مصر وليس نظام حكم سيزول ويبقى الشعب.. الحديث طويل عما تم بيعه، وكيف استمر ذلك في عهد مبارك.. يطول إلى درجة أنه أصبح مملا، فما أكثر ما كتب فيه ومن كتبوا فيه، بل لقد كان ذلك أحد الأسباب المهمة لثورة يناير.. ما علينا.
الذي أعادني إلى حديث النقل هذه المرة هو الحادث المروع الذي جرى على الطريق الصحراوي، واصطدمت فيه عشرات المركبات الخاصة والعامة والنقل والمقطورات.
لقد جرت محاولة بشعة منذ السبعينيات لتفريغ هيئة السكة الحديد من قدراتها.. وأكبر قدراتها كانت القدرة على نقل البضائع بين البلاد.. بل هذا عملها الرئيسي.
الذي أعادني إلى حديث النقل هذه المرة هو الحادث المروع الذي جرى على الطريق الصحراوي، واصطدمت فيه عشرات المركبات الخاصة والعامة والنقل والمقطورات.
لقد جرت محاولة بشعة منذ السبعينيات لتفريغ هيئة السكة الحديد من قدراتها.. وأكبر قدراتها كانت القدرة على نقل البضائع بين البلاد.. بل هذا عملها الرئيسي.
الأمر نفسه حدث مع النقل النهري.. لقد نجحت الدولة الآثمة في إنهاء النقل بالسكة الحديد وإنهاء النقل النهري لصالح أصحاب سيارات النقل التي زادت وكبرت وصارت مقطورات كبيرة تمرح على طرق البلاد البعيدة والقريبة.
خسرت السكة الحديد أكبر أسباب مكاسبها وأصبحت تعتمد كلية على تذاكر نقل الركاب التي ارتفع سعرها كل عام حتى صارت عبئا على المواطنين، فضلا عما في هذه التذاكر من تخفيضات تصل إلى مائة في المائة أحيانا لقطاعات مميزة من المجتمع.
ومن ثم صار على بقية الشعب المطحون تحمل خسائر السكة الحديد الباهظة، كان القطار يتحرك من الشمال أو من الجنوب ومن الشرق أو من الغرب ويمر بالمحافظات ينزل على أرصفتها البعيدة عن المدينة ولزحام ما يحمله لكل محافظة من بضائع، وتقوم عربات النقل داخل المدينة بتوزيعه عليها أو توصيلها إلى أصحابها، ومن ثم كانت عربات النقل الداخلي صغيرة لأنها لا تخرج تقريبا عن حدود المحافظة.
الأمر نفسه كان مع النقل النهري، كانت القطارات تحمل كل أنواع البضائع من القصب والسكر والأرز والدقيق والبصل والسوداني والقطن وما تشاء حتى السيارات والدبابات والمركبات الحربية.
ومن ثم صار على بقية الشعب المطحون تحمل خسائر السكة الحديد الباهظة، كان القطار يتحرك من الشمال أو من الجنوب ومن الشرق أو من الغرب ويمر بالمحافظات ينزل على أرصفتها البعيدة عن المدينة ولزحام ما يحمله لكل محافظة من بضائع، وتقوم عربات النقل داخل المدينة بتوزيعه عليها أو توصيلها إلى أصحابها، ومن ثم كانت عربات النقل الداخلي صغيرة لأنها لا تخرج تقريبا عن حدود المحافظة.
الأمر نفسه كان مع النقل النهري، كانت القطارات تحمل كل أنواع البضائع من القصب والسكر والأرز والدقيق والبصل والسوداني والقطن وما تشاء حتى السيارات والدبابات والمركبات الحربية.
هناك في الإسكندرية قريبا من الميناء، كانت تنتهي خطوط نقل البضائع إلى أرصفة كثيرة بنيت منذ عصر إسماعيل، تفرغ ما تبقى مما حملته طوال الطريق ثم تحمل من المدينة ما سيتم نقله إلى المحافظات الأخرى، وما يأتي مستوردا من الميناء وتعود به.
لم تكن الجرارات وسيارات النقل الكبيرة ذات معنى، فكل قطار به على الأقل عشرون عربة نقل تنقل الواحدة عشرين طنا أو أقل قليلا، ومن ثم يغني القطار الواحد عن أربعين وخمسين مقطورة.
الأمر نفسه فيما يخص النقل النهري.. كيف يعود النقل بالسكة الحديد لنتخلص من كل هذا العبث الذي يجرى على الطرقات؟.. وكيف يعود النقل النهري؟
هذه أسئلة مصيرية وهي تحدث في كل الدنيا.. وكل ما يعترضها من أسباب يمكن إزالته لو خلصت النوايا للوطن وليس لبعض رجال الأعمال.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com