رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تهان وسفراء "الخارجية" نيام


غصت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت بالسخرية و"التنكيت"، بعد فرض وزارة الداخلية غرامات على "المقيمين" وتطبيقها دون سابق إنذار، تاركين مسألة التسوية لوزارات "الخارجية".

والحقيقة أن المساعي الدبلوماسية تركزت في الخارجية المصرية واللبنانية، فضلا عن استنكار برلماني وسياسي كويتي لما يحدث، ودعا الجميع لمنح المخالفين مهلة قبل "الذبح" بالمخالفات الكبيرة.

ومع الانشغال بأمر الغرامات ترك الجميع الأخطر والأهم، الذي يمس مصر شعبا وجيشا ورئيسا.. وفي رأيي أن المتسبب فيما يحدث من تطاول وإهانة متعمدة هو سفير مصر بالكويت، حيث استفز "الداخلية" الكويتية ثم غاب عن المشهد أمام إساءة طالت مصر ونقلتها الفضائيات والمواقع الإلكترونية وظل سفيرنا "سكتم بكتم"!!

تبدأ أزمة سفير مصر في الكويت، عندما أجرى مداخلة تليفزيونية يناشد فيها وزارة الداخلية منح مهلة للمصريين المخالفين لتوفيق أوضاعهم، وكان حري بالسفير اتباع الإجراءات الرسمية والدبلوماسية بما لديه من سلطة بعيدا عن "الشو الإعلامي"، الذي استفز وكيل الوزارة المعني ليرد بأن "من لا تعجبه قوانينّا فالباب مفتوح"، ويخص بكلامه المصريين على وجه التحديد!!

وبدلا من أن يرد سفيرنا اعتبار مصر والمصريين، وجدناه يلوذ بالصمت، ليبدأ تدخل وزير الخارجية سامح شكري ويأتيه الجواب "لا رجعة عن الغرامات رغم المساعي".

سفير مصر في الكويت أساء التصرف وزادت مشكلة الغرامات بمناشدته التليفزيونية، وفي الوقت نفسه لم يحرك ساكنا تجاه بذاءات نالت من مصر وجيشها ورئيسها بالاسم!!.. عندما أطل قائد جماعة الإخوان في الكويت مبارك الدويلة، في لقاء مع فضائية "المجلس" التابعة إلى البرلمان، وخلال اللقاء أساء إلى الإمارات ومصر بشكل مباشر.

قامت الدنيا في "الإمارات" بعد تطاول الدويلة على الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، ما اضطر "الخارجية" الكويتية إلى إبلاغ النائب العام بضبط وإحضار الدويلة ومحاكمته بتهمة الإساءة إلى الإمارات.. لكن ماذا بشأن مصر؟!.. لا شيء لأن السفير لم يتحرك ولم ينقل ما قيل على الهواء مباشرة إلى الخارجية المصرية، حتى تقاضي الإخوانجي المتطاول!!

مبارك الدويلة الملقب بـ "جنرال حدس" استمات في الدفاع عن الإخوان، نافيا علاقة الجماعة مع أمريكا، وأن غلطة مرسي أنه لم "يأخون مصر"!

يبقى هذا رأيه، لكن غير مقبول قوله إن "وظيفة السيسي بعد الانقلاب هي القضاء على الإخوان وحماس وتوطيد العلاقة بين إسرائيل والعرب، وإنه الحليف الأول للكيان الصهيوني"!!

هذا بعض ما قيل في حق رئيسنا ورمز بلدنا، وواجب السفير المصري التصدي لهكذا تطاول اعتاد عليه "الإخوانجية"، ثم يرد بالأدلة والبراهين على أكاذيب الدويلة، وأن عليه ألا ينطق اسم الرئيس مجردا، لأن الفرق كبير بين زعيم قائد وجماعة إرهابية خائنة ومأجورة.

استغرب الدويلة إحالته للمحاكمة من قبل "الخارجية" الكويتية ومن حملة "الإمارات" ضده واعتبرها "مشبوهة"، ولأنه لم يجد أي رد فعل مصري، وجدنا شقيقه ناصر يطل في فضائية أخرى ويزيد في الإساءة إلى مصر والجيش والرئيس السيسي، ورغم بذاءة ما أدلى به إلا أنني أقتطع القليل منه لإدراك ما تتعرض له مصر ورموزها في ظل تخاذل السفراء!!

يقول ناصر الدويلة: "أعيب على المصريين تسليمهم السلطة للانقلابيين.."، ثم يدافع عن شرعية مرسي المستمدة من الانتخابات!!

ويزيد ناصر في التطاول والإهانة بقوله: "إن الجيش المصري لم يقاتل في حرب تحرير الكويت، وإن شهداء مصر في حرب الخليج سقطوا بنيران زملائهم المصريين، لأن التسيب في طبيعة المصريين"، ولم يكتف ناصر بما سبق بل وجه بذاءته إلى الرئيس السيسي، واللقاء متاح لمن يرغب في معرفة ما قاله.

ويبقى السؤال: لماذا يلتزم سفيرنا في الكويت الصمت حيال إساءة الإخوان المتكررة والمتعمدة.. وهل من رابط بين سكوته وبين ما يشاع عن علاقته مع "الجماعة"؟!.. الرد عند وزارة "الخارجية" التي يجب عليها مقاضاة المتطاولين وتعيين سفراء يستحقون شرف تمثيل مصر ورد الإساءة عنها وهذا أضعف الإيمان.
الجريدة الرسمية