رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة تصريحات محصول القمح.. الزراعة تعلن استهداف 3.5 ملايين فدان بالقمح ثم تختزلها في 3.3 ملايين.. وخبير: المساحات الحقيقية لا تزيد عن 2.8 مليون فدان.. والواردات تكشف "مبالغات" الوزارة


القمح هو الرقم الصعب دائمًا ضمن معادلة الغذاء في مصر، المستهلك والمستورد الأول في العالم للقمح، نظرًا لأنه أساس التغذية في مصر حيث يستهلك المواطن  180 كيلو جراما سنويًا من الحبة الذهبية ،بما يزيد عن ضعف المتوسط العالمى لاستهلاك الفرد من القمح الذي يتراوح بين 67 و70 كيلو جراما سنويًا.


تصريحات الوزير
وأمام هذا المعدل المرتفع من الاستهلاك تسعى الحكومة دائما قبل حلول فصل الشتاء للتحضير لزراعة نسبة أكبر من مساحات القمح في جميع الأراضي القديمة والجديدة أملًا في تحقيق اكتفاء بنسبة أكبر من الاستهلاك وضغط الواردات منه، وهذا الموسم خرج الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بتصريحات حول استهداف الحكومة زراعة 3.5 ملايين فدان.

تضارب في التصريحات
وهو ما أكد عليه أكثر من مرة في تصريحات صحفية عديدة منذ بداية شهر نوفمبر الماضى إلى أن خرج الوزير بتصريح آخر الأسبوع الجاري يقول فيه إن الدولة تستهدف زراعة 3.3 ملايين فدان من القمح الموسم الحالى، وهو ما اقتطع 200 ألف فدان من المساحة التي كانت الدولة تستهدف وتؤكد زراعتها هذا الموسم.

أرقام مغلوطة
وتؤكد الحملة القومية للقمح في مركز البحوث الزراعية لنفس الأرقام بأن المساحات المنزرعة هذا الموسم 3.3 ملايين فدان، إلى جانب استهداف إنتاج 10 ملايين طن من الاستهلاك المحلى البالغ 15 مليون طن، وهو ما يثير علامات استفهام عديدة حول ما إذا كان الإنتاج الحقيقى أو المساحات المنزرعة من القمح هي ما يعلن عنه، لأن واقع ما تعلن عنه وزارة التموين والهيئة العامة للسلع التموينية أن واردات مصر من القمح تصل إلى 10 ملايين طن سنويًا، فيما يورد الفلاحون للدولة متوسط 4 ملايين طن من القمح، رغم أن الأرقام المتداولة تؤكد أن إنتاج القمح المحلى بين 8 و9 ملايين طن.

مبالغات حكومية
من جانبه قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن الوزارة تبالغ في شأن المساحات المنزرعة بالقمح، موضحًا أن موسم زراعة القمح يكون بين 15 نوفمبر وحتى 15 ديسمبر، وقد يمتد إلى نهاية ديسمبر في بعض المحافظات، مشيرًا إلى أن المساحة الحقيقية لن تزيد أبدًا عن 2.8 مليون فدان مهما حاولت وزارة الزراعة المبالغة في المساحة التي سيتم زراعتها بالقمح.

المساحات المحصولية
ويفند نور الدين فرضية أن المساحة المحصولية في مصر تبلغ 6.5 ملايين فدان، بالإضافة إلى 2 مليون فدان زراعات بستانية تصل إلى 700 ألف فدان و500 ألف فدان قصب سكر إلى جانب 200 ألف فدان خضراوات معمرة ، ومن المساحة المحصولية يتم زراعة 3 ملايين فدان برسيم على الأقل، والحقيقي هو 3.5 ملايين فدان، و150 ألف فدان فول وعدس، و330 ألف فدان بنجر سكر متعاقد عليه بين المصانع والمزارعين، و300 ألف فدان شعير متعاقد عليه بين مصانع البيرة ومصانع شراب الشعير بدون كحول بطعم الفواكه، أي نحو 760 ألف فدان، وبذلك ما يتبقى من مساحة لزراعة القمح والبرسيم هو 5.7 ملايين فدان، ويكون البرسيم هو الغالب، وبالتالي كل ما تقوله وزارة الزراعة عن زراعة 3.5 ملايين فدان غير صحيح، وغير قابل للتحقيق على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن إنتاجية الاردب الواحد في مصر متوسطها 15 أردبا للفدان بخلاف بعض الطفرات بين الفلاحين الذين ينتجون 18 أردبا و24 أردبا للفدان الواحد.

وأكد نور الدين لـ"فيتو" أن واردات مصر من القمح هي التي ستؤكد حقيقة الإنتاج الفعلي، منوهًا إلى أن ما يقال إن الفلاحين لا يبيعون كافة المحصول للدولة ويحتفظون بالنصف في منازلهم للطحن والخبيز هو أمر غير صحيح، معللًا ذلك بأن هناك 75 مليون مواطن مسجلين في بطاقات دعم الخبز على مستوى الجمهورية، وهو ما يؤكد عزوف الفلاحين عن "الخبيز" منذ سنوات، واعتمادهم على الخبز المدعم.
الجريدة الرسمية