رئيس التحرير
عصام كامل

معالي وزير النقل: طمِّنا عليك؟!


معالي وزير النقل والمواصلات المهندس هاني ضاحي، أستحلفك بالله أن تطمئنني عليك، وهل أنت بخير يا سيدي، أم أصابك مكروه لا قدر الله؟!

فلا أخفيك سرًا معالي الوزير أن القلق عليك تملكني، عندما استمعت إلى تصريحاتك الأخيرة التي ذكرت فيها أن السعر العادل لتذكرة المترو «25 جنيهًا»، وقلت لنفسي لعل الوزير تعرض لارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة جعله ينطق هذا التقدير، أو أنه أخطأ في الرقم، وسيصححه على الفور، ولكنك يا سيدي أكدت صحته في أكثر من وسيلة إعلامية؛ وهذا سبب رسالتي إليك.

وبما أن الرسالة ستكون من مواطن عادي، يركب المترو، فاسمح لي أن تكون رسالتي باللهجة العامية، التي تعبر عن الطبقة المقهورة من أمثالنا.

في الأول يا باشا انت عارف إن إللي زينا بيمسك للمسئولين «ع الواحدة»، وبيلم من وراهم «الساقطة واللاقطة»، عشان كده أحب أفكرك إن سعادتك قلت في مؤتمر من ييجي أسبوعين إن تكلفة سعر المترو «9 جنيه»، أي والله زمبؤلك يا سعادة البيه، ودا ملوش تفسير غير حاجة من اتنين، الأولى انت عارفها كويس، والتانية أخاف على نفسي وعيالي لو قلتها!

فاكر يا باشا لما كنت عاوز تخصص عربيات في المترو لرجال الأعمال، وتخلي التذكرة بتاعتهم بعشرة جنيه؟! يعني حضرتك كنت هتدعم تذكرة الواحد منهم بخمستاشر جنيه، وهما أساسًا مش محتاجين دعم، ولو عصرتهم هينزلوا فلوس، يبقى سعادتك مستكتر في الفقرا والغلابة شوية دعم زيادة!

والله يا باشا انت مقامك ومقام كل المسئولين عالي عندنا، بس مبرراتك عشان ترفع تذكرة مترو الغلابة بتحرق الدم، وبتفكرني-لامؤاخذة لا مؤاخذة- بسواقين الميكروباص البلطجية، إللي بيقسموا خط السير مرتين وتلاتة، وبيزودوا الأجرة بمزاجهم، وإللي مش عاجبه يخبط دماغه في أجدعها مترو، أو أتوبيس نقل عام.

سعادتك هتقولي مفيش دولة في العالم سعر تذكرة المترو فيها جنيه واحد لأكثر من 26 محطة.. هقول لمعاليك عندك ألف حق.. بس متنساش برضو يا سعادة البيه إن مفيش حد في الدول دي مرتبه ربعميت وخمسميت جنيه، والعاطل عندهم بياخد إعانة والدولة بتتكفل بيه، مش زي عندنا، عدم المؤاخذة؟!

ولو سعادتك هتقولي المترو بيخسر، هعمل نفسي عبيط، بس اسمحلي أقولك عُمْر رفع تمن التذكرة هيقضي على الخساير، طول ما الفساد موجود في كل ركن من أركان وزارتك!

مستغرب ليه سعادتك.. أيوه الفساد يرتع في المترو، وفيه مئات الملايين من الجنيهات إللي بتضيع على الدولة.. وشوف سعادتك كام واحد بيزوغ من دفع التذكرة بسبب الماكينات البايظة، وأفراد الأمن إللي مبقناش نشوفهم إلا لما حضرتك تعمل زيارة من زيارتك «المفاجئة» لامؤاخذة!

وشوف سيادتك كام موظف بيقبضوا مرتباتهم وهما مبيرحوش شغلهم من الأساس.. وشوف كام مسئول في المترو بيقبض آلاف الجنيهات شهريًا تحت بند «منح وحوافز وأرباح»، مع وجود كل هذه الخساير إللي بتتكلم عنها.

يا باشا.. لو الحكومة مزنوقة في قرشين قولولنا وإحنا نربط الحزام، زي كل مرة.. بس والنبي بلاش تبريرات متدخلش عقل عيل صغير.

أنا آسف يا باشا عشان دوشت دماغك.. بس متنساش تطمنا عليك؟!

الجريدة الرسمية