رئيس التحرير
عصام كامل

«الإفتاء» فى 2014.. إصدار 25 ألف فتوى بـ10 لغات.. اختيار المفتى كأبرز راعٍ للسلام.. جولات لعلماء الدار فى 5 قارات لتصحيح صورة الإسلام.. وافتتاح قسم ترجمة الفتاوى للغات الأجنبية


أصدرت دار الإفتاء تقريرها السنوي الذي يعتبر كشف حساب عما قدمته خلال عام 2014، وذلك إيمانًا منها بأهمية الشفافية ودور وسائل الإعلام الموضوعية والمجتمع كحكم عادل على ما تبذله من مجهودات في الداخل والخارج، من أجل بيان صحيح الدين ونشر الوسطية ومواجهة التطرف والإرهاب والطعن في الثوابت الإسلامية.


وأوضح التقرير السنوي لدار الإفتاء المصرية أن العام 2014 شهد جهودًا حثيثة ومضنية من الدار وعلمائها الأجلاء، وعلى رأسهم الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، من أجل أداء الدور والوظيفة، وتحقيق الغاية والهدف، وأكد التقرير أنه استطاع أن يحافظ على مؤسسية الدار وخطابها المتزن المتسم بالوسطية والاعتدال، الداعم لمد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة.

شوقي "راعي السلام في العالم"
وأشار التقرير إلى أن اختيار مفتي الجمهورية كأبرز راعٍ للسلام في العالم من منظمة التحالف بين الأديان بكوريا الجنوبية، وتم اختياره أيضا ضمن أكثر 15 زعيمًا دينيًا مؤثرًا في أفريقيا وفقًا لمجلة "جون أفريك"، الفرنسية، كما اختير عضو باللجنة العليا للإصلاح التشريعي التي أنشأها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية ، وقرارات رئيس مجلس الوزراء اللازم إصدارها أو تعديلها.

كما اختارت صحيفة "لا ليبر" البلجيكية الناطقة باللغة الفرنسية، وهي أكبر صحيفة في عاصمة الاتحاد الأوربي، مفتي الجمهورية شخصية لعددها لدوره البارز في إصدار الفتاوى الشرعية للمسلمين في داخل مصر وخارجها.

وحول الفتاوى التي أصدرتها دار الإفتاء في العام 2014، ذكر التقرير أن عدد الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، بلغت أكثر من خمسمائة وعشرين ألف فتوى شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة.

عناوين الفتاوى
وصدرت عن الدار فتاوى تحت عناوين تصحيح الجنس، وطلاق المكره، والتمويل العقاري في ديار غير المسلمين، وحكم التعامل في الفوركس، وحكم العمليات التفجيرية، واستخدام الحامض النووي لنفي النسب، والتدليس في الطلاق الثلاث، وحكم التبرع بالقرنية، والزكاة لتوصيل مياه الشرب إلى القري الفقيرة، وإخراج الزكاة لتطوير العشوائيات، وشهادة استثمار قناة السويس، والتجارة في الآثار الفرعونية.

كما صدرت عن الدار فتاوى تحت عناوين بناء المساجد على أرض زراعية، والحقن المجهري وتحديد نوع الجني، وتمويل المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة، والمحافظة على الآثار الدينية، واستخدام التبرعات لدعم صندوق الزمالة، والزكاة لهيئة الإغاثة، والتلقيح الصناعي، وبيع الدقيق المدعم، والتعدي على الأضرحة، وغير ذلك من الفتاوي الخاصة بالصلاة والزكاة والحج والمعاملات والأحوال الشخصية والعلاقات الدولية والإرهاب والتطرف.

دورات تدريبية
وأضاف التقرير أن دار الإفتاء المصرية عقدت عدة دورات تدريبية مثل برنامج تأهيل المقبلين على الزواج، كما قامت بإعداد برنامج تحسين المهارات الإفتائية لعشرة وفود من الدول الأجنبية في أفريقيا وشرق آسيا.

ولفت التقرير إلى أن الدار نجحت في خلق تواصل مع الجمهور والإعلام، وتقديم صورة مشرقة للإسلام، وأدت دورا فعالا في رصد الشأن الديني في مصر والعالم والقيام بالتحليل والمعالجة وفق المنهج المنضبط.

الخطاب الديني
وأشار التقرير إلى أن دار الإفتاء كانت حاضرة وبقوة في المحافل الدولية والعلمية والملتقيات الفكرية حول العالم، واستطاعت أن تقدم خطابا علميا رصينا وأمينا نسجته من خلال الفهم الصحيح والإدراك العميق لمعطيات الواقع المعاش ومقاصد الشريعة ومآلاتها.

كما أرسلت دار الإفتاء نشرة دينية شهرية باللغة الإنجليزية إلى السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، بالتنسيق مع وزارة الخارجية.

وشارك الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، بأسبوع التوعية بالإسلام ونبيه، صلى الله عليه وسلم في نيويورك، وألقى عددا من المحاضرات عن الإسلام ونبي الرحمة في جامعات ومدارس وكنائس مدينة نيويورك الأمريكية.

الوعي الديني
يأتى ذلك في إطار الجهود الساعية إلى نشر الوعي الديني الصحيح في أوساط المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتلبية لدعوة المراكز الإسلامية بالولاية، التي تمثل أعلى نسبة تمركز وتواجد للمسلمين في أمريكا.

كما التقي الهيئة التحريرية لجريدتي النيوزداي والنيويورك تايمز في نيويورك، لتحسين فهم الإعلام الأمريكي لقضايا الإسلام والمسلمين، وتصحيح المعتقدات الخاطئة.

وأضاف التقرير أن علماء الدار انطلقوا إلى مختلف بلدان المعمورة؛ لتقديم يد العون والدعم للمسلمين، ويد التواصل والحوار مع غير المسلمين، وفتح آفاق التعاون والتآلف والتعايش بين أبناء الحضارات والأمم المختلفة.

وتوجه وفد علمي رفيع المستوى من علماء دار الإفتاء المصرية إلى غرب أفريقيا؛ لزيارة دول نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال كأول قافلة "إفتائية"، في إطار بروتوكول التعاون المشترك بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الخارجية، لمكافحة التطرف وبيان الأحكام الشرعية على أرض الواقع.

بالإضافة إلى سفر وفد من علماء دار الإفتاء إلى البرازيل والعديد من الدول؛ لمراجعة إجراءات ذبح الطيور والحيوانات التي يتم تصديرها إلى مصر، والتأكد من أن ذلك يتم وفقًا للشريعة الإسلامية.

بروتوكولات التعاون
وذكر التقرير أن دار الإفتاء وقعت خلال العام 2014 العديد من بروتوكولات التعاون كان أهمها توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الخارجية ودار الإفتاء، وبروتوكول تعاون بين الدار ووزارة الشباب لإعداد جيل من الشباب أكثر حفاظًا على تعاليم الإسلام الوسطية، وبروتوكول تعاون بين دار الإفتاء والمركز القومي للبحوث الاجتماعية، وبروتوكول تعاون بين دار الإفتاء ومشروع "السلام عليك أيها النبي" بمكة المكرمة، وبروتوكول تعاون مع الهيئة الدينية بدولة كازاخستان وبروتوكول تعاون مع مؤسسة طابا للدراسات والأبحاث وغيرها من البروتوكولات.

وأضاف التقرير أن دار الإفتاء أصدرت العديد من الإصدارات المهمة خلال العام 2014، منها موسوعة "دليل الأسرة في الإسلام" لمواجهة المشكلات الأسرية والاجتماعية، "فتاوى وأحكام المرأة في الإسلام" لفضيلة المفتي، وكتابًا باللغة الإنجليزية بعنوان:”The Ideological Battlefield” يفند ويرد على مزاعم وأفكار "منشقى القاعدة" والجماعات ذات الفكر الإرهابي المتطرف، وكتاب "فتاوى الشباب"، وكتاب "الجهاد"، والجزء الثالث من كتاب "الإفتاء المصري"، بالإضافة إلى كتب "أحكام الصيام"، و"أحكام الحج والعمرة"،و"أحكام المسافر"، وموسوعة "الفتاوى المهدية" في عشرين مجلدًا.

وافتتحت الدار قسما جديدا في إدارة الترجمة بالتعاون مع كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، لترجمة الفتاوى الصادرة عن الدار إلى اللغات الأفريقية "السواحلية، الهوسة، الفولانية، الأمهرية" وذلك للتواصل مع دول حوض النيل ونشر الوسطية ونبذ التطرّف والإرهاب.

موقع إلكتروني
وواكبت دار الإفتاء المصرية الثورة التكنولوجية، وطورت من موقعها الإلكتروني الذي ينشر مواده بعشر لغات، كما شهدت صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لدار الإفتاء المصرية طفرة غير مسبوقة في حجم وأعداد المشاركين والمتفاعلين مع تلك الصفحات، وهذه المساحات الخاصة بالتواصل والتعارف مع الفئات المختلفة من مستخدمي التواصل الاجتماعي.

وتخطت أعداد المشتركين على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" المليون مشترك، وبهذه تعد صفحة دار الإفتاء في صدارة الصفحات الإسلامية في موقع التواصل الاجتماعي مستوى العالم.

كما بذلت دار الإفتاء المصرية جهدا كبيرا في التواصل والتفاعل عبر موقعي "تويتر ويوتيوب"، وأتاحت الدار عددا من المواد المرئية والمقروءة في تلك الصفحات، بالإضافة إلى نشر الرسالة الوسطية، وتوضيح صحيح الدين وأحكامه، فيما يطرأ ويستجد على الساحة من قضايا ومسائل تهم مستخدمي تلك المواقع وروادها.


الجريدة الرسمية