رئيس التحرير
عصام كامل

فى "تفكيك" التسريبات..تحريض على القتل بالشفرة!


افترضنا قبل أسابيع في التسريب الصوتي وقتها أن التسريب صحيح..وقلنا إنه لا شىء فيه إلا ما يفيد أن قيادات بالجيش تريد الالتزام بمطالب النيابة ودفاع مرسي، وبما يؤكد التزام الكل بالقانون، وأن البلد تغيرت بالفعل، بل وأثبتنا وقتها غباء الإخوان المزمن..اليوم نقف أمام تسريب جديد..هذه المرة منسوب للواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس السيسي حاليا ومدير مكتب وزير الدفاع سابقا..وأيضا سنفترض الأسوأ وأن التسجيل "صحيح" تعالوا نفكك التسجيل الذي استمع إليه الكثيرون، وهو عن اتصال هاتفي يقول إن اللواء عباس كامل يتوسط لنجل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عند النائب العام..وبعد قراءة التسجيل سوف نصل إلى النتائج التالية:


- معتز مطر يعترف أن التسجيل كانت مدته 18 دقيقة كاملة, تم اختصارها إلى أقل من 5 دقائق، بما يؤكد الاعتراف بالتزوير والتلاعب بالتسجيل للوصول إلى نتيجة محددة يريدها الإخوان !

- اللواء عباس كامل يقول إن الوزير "نزل" للواء العصار و"راجع".. والصوت المنسوب للواء محمود حجازي رئيس الأركان الحالي يقول: "يعني الوزير مش جوه" فيرد كامل: "لا..مش جوه" ! وهذا يعني طبعا أن التسجيل قديم وقت أن كان عباس كامل مديرا لمكتب وزير الدفاع، وليس بعد أن أصبح مديرا لمكتب رئيس الجمهورية، وأن عباس يمارس مهامه بالوزارة وليس الرئاسة!

- يدلل على النقطة السابقة أن مكتب اللواء العصار بوزارة الدفاع ولم يكن بحال برئاسة الجمهورية !

- ويدلل على صحتها أيضا أن اللواء محمود حجازي رئيس الأركان الحالي لا يمكن بحال ألا يكون على علم بوجود وزير الدفاع في مكان ما دون أن يعرف..فما بالكم لو اجتمع الاثنان في مبني واحد؟ هل يصح أن يكون وزير الدفاع ورئيس الأركان في مبني واحد ولا يعرف ذلك؟ بالقطع لا..وهو دليل إضافي على قدم التسجيل وهو - في حال صحته - كان قبل أن يتولي اللواء حجازي رئاسة الأركان..وقد تولاها بعد رئاسة السيسي !

- طبقا للافتراضات النظرية السابقة فمن الأرجح أن يكون الوزير المقصود هو نفسه الرئيس السيسي وقت أن كان وزيرا للدفاع، وبالتالي ليس هناك ما يثبت على الإطلاق أن الطرف الثاني من المكالمة غير المسموع صوته هو المستشار هشام بركات النائب العام الحالي..فقد مر على السيسي وهو وزير للدفاع أكثر من نائب عام !

- تأكيدا للنقطة السابقة فاللواء كامل - في حال صحة التسريبات - يقول إن ثورة يناير تسببت في ظلم الكثيرين بسبب التسرع في الإجراءات تحت ضغط الرأي العام دون أي ذكر لتبدل الحال ولا لثورة 30 يونيو ولا للدستور الجديد ولا أي شيء من ذلك على الإطلاق !

- التسجيل يبرز مدي التزام الضباط الأخلاقي والديني وانطلاقهم إلى الصلاة في مواعيدها.. وهي نقطة نثيرها لسخرية الإخوان منذ أمس الأول منها باعتبار - وكما قالوا حرفيا - أن هناك راقصات يقلن إنهن يؤدين الصلاة !! وهنا نندهش جدا من الجماعة المقرفة التي صدعتنا لمدة عام، بل وحتى اليوم بالرئيس الذي كان يصلي ولا ميزة غير ذلك ! بينما اليوم لم يعد الالتزام بالصلاة أمرا مهما !! سبحان الله !!

- المهم..الطلب الذي طلبه اللواء عباس - في حال صحة التسجيلات - لم تتم الاستجابة إليه ولم يرفع اسم حسن محمد حسنين هيكل من الممنوعين من السفر، ولا من ترقب الوصول..أما كون الطلب نفسه من النائب العام أمر لا يليق، فربما كان الطرف الآخر النائب العام الإخواني الملاكي المعزول الآن من المجلس الأعلي للقضاء، وقد كان كل شيء في عهده مباحا للأسف !

- الأهم على الإطلاق كان في التسجيل الآخر للواء ممدوح شاهين..وهنا نحذر ونحذر..فقد ذكر معتز مطر - وبلا مبرر- أسماء عدة ضباط اتهموا في حادث سيارة الترحيلات..ونعترف طبعا أن ما جري جريمة..وقد أدين كل المتهمين، وهي شهادة أيضا للقضاء المصري لكن الأخطر هو ذكر معتز أسماء الضباط المتهمين بأسمائهم الرباعية وربما قد تكون إشارة لمجموعات بالداخل لتصفيتهم أوالانتقام منهم باي طريقة..فانتبهوا..وعلي الكل أن ينتبه ويساهم في التحذير..اللهم بلغنا اللهم فاشهد !
الجريدة الرسمية