رئيس التحرير
عصام كامل

2014 عام سقوط الدول من التنظيمات الدولية.. الصراع بين الميليشيات المسلحة والأسد أسقط "سوريا" من وحدة الكيان العربي.. الطائفية تمزق "العراق" وتتجه لسقوط الدولة.. ليبيا واليمن على ذات الطريق


شهد العالم على مر العصور سقوط دول واتحادات من الكيانات الدولية والتي من أبرزها في وقتنا الحالي سقوط سوريا من الكيان العربي المنتظم للجامعة العربية، وربما تلحق بها العراق إذا لم تلتزم وتمكنت من السيطرة على الفوضى التي تعم بها هي وليبيا بالإضافة إلى اليمن.


دول سقطت من الكيان الدولي
منذ بدء الانتفاضة السورية وتحولها لحرب أهلية ومزقتها حرب العصابات بين الجماعات المعارضة والجيش النظامي وتحول الثورة عن هدفها وهو الإطاحة بالرئيس بشار الأسد عن الحكم، وظهور الجماعات المتطرفة التي ترتكب أبشع الجرائم في حق الشعب السوري إضافة إلى الجرائم التي يرتكبها الأسد في حق شعبه، مما أدى إلى سقوطها من الكيان الدولي المنظم، وانقسمت سوريا ما بين المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد ومناطق المعارضة المعتدلة ومناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" المتطرف الذي يسعى لإقامة ما يسميه "دولة الخلافة".

تغيير مسار الحرب
في عام 2013 شهد العالم تحولًا نوعيًا في مسار الحرب بددت الأوهام بشأن هزيمة الجيش السوري وإسقاط النظام، خاصة مع استعادة النظام لزمام المبادرة وتغير التوازن العسكري في الميدان لصالح الجيش السوري وحلفائه، ولكن دون أمل في الفوز أو حسم المعركة لصالحه بسبب استمرار الإمدادات العسكرية والمادية للمعارضة، ثم جاء بعد ذلك أزمة السلاح الكيماوي وقبول واشنطن بالحل الدبلوماسي الذي اقترحته موسكو، ولكن الموقف زاد تعقيدا مع بروز "داعش" وتكوين الولايات المتحدة تحالفا ضد الإرهاب.

أزمة الشرعية في العراق
أما بالنسبة للعراق، فقد استمرت أزمة الشرعية التي تعرضت لها حكومة نوري المالكي بسبب فشلها في حل الملفات الرئيسية المتعلقة بكيان الدولة ونظام الحكم، مما أدى إلى استمرار العنف الطائفي، وإلى موجة المظاهرات في عدد من المحافظات، والتي سعت الحكومة إلى قمعها بالقوة المسلحة بدعوى مكافحة الإرهاب، وترتب على ذلك أن اتسمت العلاقات السياسية وأنماط التصويت الانتخابي بالطابع الطائفي.

وأدى فشل الحكومة في إكساب سياساتها صبغة وطنية إلى مزيد من الاحتقان الطائفي، وشعور قطاعات واسعة من السنة بالإقصاء السياسي والاجتماعي، وأدى ذلك إلى ظهور حركات احتجاجية استخدمت العنف، وأوجد ذلك البيئة لتغلغل التنظيمات الدينية المتطرفة، والتي أفصحت عن وجودها بأعلن "داعش" في يونيو 2014 إقامة دولة الخلافة في العراق والشام، ولا يبدو أن تشكيل وزارة عراقية جديدة في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي تمت في أبريل 2014 قد غيرت من الطبيعة الطائفية لنظام الحكم أو معطيات العلاقات بين مكونات المجتمع العراقي.

ليبيا واليمن على حافة الهاوية
وانضمت إلى كل سوريا والعراق كلا من ليبيا واليمن، ففي الأولى انقسمت الدولة إلى حكومتين ومجلسين تشريعيين، كما توزعت القدرة العسكرية بين الجيش الوطني وعدد من الميليشيات العسكرية في سياق من الانفلات وعدم الأمن مما أسماه بعض الباحثين بوضع "اللادولة"، وفي الثانية ورغم النجاح في وصول إلى الحوار الوطني إلى اتفاق، فقد تمكن الحوثيون من هزيمة الجيش اليمني في أكثر من مناسبة ودخول العاصمة وفرض شروطهم السياسية.
الجريدة الرسمية