رئيس التحرير
عصام كامل

عيش ندل.. تجيب دستور

فيتو

المثل الشعبي الخالد والمستقر –للأسف– في وجدان كثيرين من أبناء الشعب المصري يقول ‏‏"عيش ندل تموت مستور"، وقد حولت جماعة الإخوان المثل إلى "عيش ندل تجيب دستور"، ‏فالجماعة اتخذت الندالة منهجًا مع كل من شارك في الثورة فتنكرت للجميع وتحالفت مع المجلس ‏العسكري ثم باعته لصالح تحالف أكبر وأهم مع أمريكا وها هي الآن تحصد ثمار هذه الندالة ‏المنقطعة النظير متمثلة ليس فقط في الاستئثار بجميع المناصب القيادية في الدولة وإنما بتمرير ‏دستور يُكرس للرأسمالية البشعة.. دستور حصل على الأغلبية (غير الساحقة) في المرحلة الأولى ‏من الاستفتاء عليه رغم أنه لا يكفل للمواطن أبسط حقوقه، ويكفي أن نقرأ المادة (14) بحيادية ‏وموضوعية كاملتين لنكتشف أن الدستور ما هو إلا خازوق كبير يراد للشعب المصري أن يلبسه، ‏والشعب المصري (إلا قليلا) يقبل طائعًا مختارًا أن يلبس هذا الخازوق من أجل خاطر عيون ‏الشريعة التي لن يطبقها الدستور، والاستقرار الذي لن يأتي به الدستور، وأخيرًا من أجل خاطر ‏الرئيس وجماعته، فالشعب المصري لا ينقصه الذكاء اللازم ليعرف أن الرئيس "ها يموت كده ‏عشان النتيجة تطلع نعم" ، ولأن هناك مثل آخر استقر في وجدان الشعب المصري أيضـًا من أيام ‏الفراعنة يقول "اربط الحمار مطرح ما يقول صاحبه" فإن الشعب المصري يأبى إلا أن يقول نعم ‏فيربط بهذه النــَّعم المباركة الحمار –لا مؤاخذة- مطرح ما يقول صاحبه.. ومن صاحب الحمار ‏سوى الرئيس؟ نعم الرئيس في مصر هو صاحب الحمار وصاحب كل شيء. لا ينطبق هذا ‏على محمد مرسي وحده بل على أي رئيس وكل رئيس، حتي ولو كان ذلك الرئيس هو أول رئيس ‏‏"منتخب" بعد "ثورة" استشهد فيها الكثيرون حتى يصير الشعب هو صاحب الحمار وصاحب كل ‏شيء.‏

طيب هل معنى هذا أن كل من قالوا وسيقولون "نعم" مضللون مغيــَّبون؟ لن أجيب على هذا ‏السؤال سوى بسؤال آخر: هل قرأ هؤلاء النعميون مسودة الدستور؟ طيب بلاش.. هل شاهدوا أي ‏مناقشات جادة لمواد الدستور وفهموا وحللوا وقارنوا ثم قرروا؟ طيب أين شاهدوا هذه المناقشات؟ ‏على قناة "مصر 25" و"الحافظ" و"الرحمة" و"الناس"؟؟ إن كانت تلك إجابتك أيها النعمي ‏العزيز فأنت لم تفهم سؤالي. أنا قلت مناقشات "جادة" لا "أفلام كارتون". ستقول لي: أنا قرأت ‏الدستور وهناك مواد سيئة لكن هناك مواد أخرى جيدة وسأقول "نعم" من أجلها، فأقول لك: لما ‏بتنزل تشتري موبايل وبتبقى هاتموت عليه كده وبعدين تكتشف إن فيه عيب بتشتريه برضه ‏عشان فيه حاجات كويسة ولا بترجعه للبياع على طول؟ طبعًا بترجعه رغم إنه سلعة استهلاكية ‏كمالية هاتغيرها بعد شهر ولا شهرين. طب ليه سعادتك قابل بالدستور على عيبه رغم إن ‏الدستور على ما أعتقد أغلى بكتير من الموبايل؟
الجريدة الرسمية