رئيس التحرير
عصام كامل

مشروع قومي لسد الفجوة في "الأعلاف".. النباتات الملحية طريق مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من علف الماشية..الدخن والسرجم والبرسيم الشجيري مصادر طاقة جديدة للحيوان.. ويمكن زراعتها بسهولة بالأراضي المالحة


تعانى مصر نقصا فى الأعلاف المستخدمة فى تغذية الثروة الحيوانية، يقدر بنحو 25% من الاحتياجات ، وهو ما يتسبب فى ارتفاع أسعار الأعلاف وينعكس على أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا فى الأسواق، ولسد هذه الفجوة تسعى وزارة الزراعة من خلال مركز بحوث الصحراء الى زيادة الاعتماد على أعلاف النباتات الملحية التى تنمو فى الأراضى الملحية .


الأعلاف الصيفية
وفى هذا الإطار يقول الدكتور حسن الشاعر رئيس مشروع المركز المتميز للزراعة الملحية بمركز بحوث الصحراء، إن المشروع يقوم على الأبحاث العلمية اللازمة لزراعة أعلاف صيفية كالدخن والسرجم والسودان جراس والبنانيكم والكوخيا والريجراس ، وحشيشة الفيل ، وتتميز باحتوائها على الطاقة التى يحتاجها الحيوان .

إلى جانب زراعة نباتات أخرى كمصدر للبروتين والمشروعات تهتم بتلك النباتات مثل البرسيم الحجازى والمسقاوى أو البرسيم الشجيرى الذى يتحمل نسبة ملوحة أكثر من 6 إلى 9 آلاف جزء فى المليون من ملوحة التربة.
سهل الطينة
ويتم خلطها مع البقوليات كمصدر للبروتين، إلى جانب الاعتماد فى الزراعة المحلية على زراعة الحبوب كالقمح والشعير والتريكان والذرة العويجة والكينوا والتروبيكان، ثنائية الغرض وغذاء للانسان والحيوان.

وأضاف الشاعر فى تصريحات لفيتو أن هناك زراعة واسعة لنباتات كالشجيرات العلفية مثل القطف والسيسبان والاتاسيا وهى نباتات معمرة تنتج حتى سنتين فى منطقة سهل الطينة فى شمال سيناء.

الإنتاج الحيوانى بالأراضى المالحة

وأكد الشاعر أنه بإمكان المستثمرين المالكين لأرض زراعية مالحة وآبار مالحة أن يستثمروا فى الإنتاج الحيوانى من خلال الزراعة الملحية والمركز المتميز للزراعة الملحية، مشيراً إلى أن المركز قادر على تصميم مشروعات استثمارية لمنتجات اللحوم والألبان من الأعلاف الملحية التى تزرع فى هذه المناطق إلى جانب تقديم البذور، وحزمة تقنيات وتكنولوجيات تتناسب مع الظروف التربة والمياة المالحة فى مجال إنتاج البذور أو الأعلاف الخضراء أو الإنتاج الحيوانى وعمل تقييم اقتصادى للمشروع.

الأول من نوعه
وتابع الشاعر أن المركز هو الأول من نوعه فى الشرق الاوسط فى الزراعة الملحية ويتعاون مع منظمات أو مراكز دولية وإقليمية كالمركز الدولى للزراعة الملحية بدبى والمركز الدولى لإنتاج البذور فى الهند ومركز تنمية المناطق الجافة بتونس والمركز العربى للدراسات المناطق الجافة والقاحلة، ولفت الشاعر إلى أن على الدولة أن تخصص ميزانية لمكافحة التملح بصرف زراعى مناسب

ويشير الشاعر إلى أن هذه النباتات تختلف فى درجة استساغتها للأنواع الحيوانية المختلفة كما تختلف فى القيمة الغذائية حسب النوع النباتى وحسب موسم النمو خلال السنة. وعموما لا ينصح بالاعتماد على هذه النباتات فى تغذية أى نوع من الأنواع الحيوانية بنسبة 100% حيث إن ذلك قد يسبب العديد من المشاكل الغذائية والصحية للحيوانات.

ويضيف الشاعر أن من المشكلات الرئيسية التى تعوق استخدام مثل هذة النباتات الملحية كغذاء للحيوانات المجترة  أن كثيرا من النباتات المستساغة قليلة أو منعدمة بينما النباتات قليلة أو منعدمة الاستساغة فهى تنمو بشكل كثيف ، وتحتوى على تركيزات مختلفة من مضادات التغذية وقد تكون سامة للحيوانات إلى جانب احتوائها على تركيزات عالية من الأملاح خاصة كلوريد الصوديوم وكذلك مستويات منخفضة من الطاقة.

كما أن تغذية الحيوانات المجترة بالنباتات الملحية تحتاج إلى بعض الاحتياطات لتأثيرها على الحالة الفسيولوجية للحيوان وسلوكه . ومن المشاهد أن الأنواع المستساغة منها تتعرض للرعى الجائر بسرعة ما يؤدى إلى تدهورها وأحيانا اختفائها ولكن الأنواع الأقل استساغة أو غير مستساغة هى تنتشر بغزارة وكثافة كبيرة ومعظمها ذات قيمة غذائية متوسطة أو جيدة وإنتاج خضري كبير، لذا يمكن استخدامها كغذاء للحيوان بنسب معينة لا تزيد على 50% من العليقة الكلية فى حالة الأنواع النباتية المستساغة وذات قيمة غذائية جيدة .

أشكال متعددة
ولكن فى حالة النباتات عديمة أو قليلة الاستساغة أو ذات القيمة الغذائية الضعيفة فلا بد من إجراء بعض المعالجات التصنيعية غير التقليدية ، حيث تتم عملية تصنيع مثل هذة النباتات الملحية وتحويلها إلى أعلاف حيوانية مختلفة (فى الصور المختلفة لها مثل الدريس –السيلاج – مكعبات علفية...إلخ) أو باستخدام نوع نباتي أو أكثر ( سواء كانت نباتات طبيعية أو منزرعة ) فى صورة منفصلة أو فى صورة مخاليط نباتية أو يضاف عليها إضافات غذائية غير نباتية ويتم ذلك فى عدة مراحل طبقا لنوع صورة العلف المنتج النهائى.
الجريدة الرسمية