مفاتيح الاستقلال المالي (1 )
في واقع التنفيذ العملي تختلف صيغ التنظير الاكاديمي عن تفاعل الناس بما يواكب ظروفهم الاقتصادية وثقافاتهم الاجتماعية وارتباط ذلك بسياسات الدولة النقدية والمالية، لذلك نجد أن الوصول بالناس إلى الصيغ العملية هو الأفضل لما يفيد واقعهم الحقيقي، لأن غايتنا هو تنمية حياة الفرد إلى الحياة المستدامة.
وتتمثل مفاتيح الاستقلال المالي بثلاث نقاط، الادخار، والتأمين الاستثمارى، والاستثمار.
· أولًا: الادخار:
هو الاحتفاظ بجزء من الكسب لوقت الحاجة وهو أساس الحياة المالية عمليًا للفرد المسلم حيث قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : (رحم الله امرأ اكتسب طيبًا، وأنفق قصدًا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته )
وهو بمعنى اكتناز جزء قليل من فائض الفرق بين الغنفاق والدخل وهو غالبا لا يزيد عن 10% من الصافي وأفضل صيغة للادخار هي الذهب الخام في الوقت الحالي بشراء الجنيهات الذهبية، مع ضرورة ألا يؤدي الحرص على الادخار إلى البخل والشح على من تجب عليه نفقتهم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك)
وهو لا ينافي التوكل أبدًا بل هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبر الادخار من عناصر التوكل الأساسية ألا وهي الأخذ بالأسباب.
حيث قال صلى الله عليه وسلم : (إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم )
ولعل أفضل صور الادخار عبر التاريخ هي ما كانت في مصلحة العباد ودعوة رب العباد في نموذج نبي الله يوسف عليه السلام قال تعالى: (قال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون) (سورة : يوسف ) وكيف كانت هذه التجربة الادخارية سببًا في رفعة مصر بين البلاد وسبب نجاة إناس كثيرًا.