رئيس التحرير
عصام كامل

أبرز تصريحات زعماء العالم المثيرة للجدل خلال 2014.. أردوغان يهاجم مصر وينتقد البرلمان الليبي.. تصريحات أوباما تدق طبول الحرب الباردة مع روسيا.. والعراق يتسبب في أزمة بين فنزويلا وإسبانيا


شهد عام 2014 عددا من التصريحات المثيرة لرؤساء وزعماء حول العالم والتي سببت أزمات دبلوماسية بين الدول، أو كانت السبب في تجميد العلاقات أو الاستهجان من جانب أطراف مختلفة لتلك التصريحات.


وتصدر رجب طيب رجب أردوغان رئيس تركيا قائمة التصريحات المستهجنة، والتي كانت كلها تصب في اتجاه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعقبتها ليبيا وانتقاداته للبرلمان، في محاولة منه لدعم الإخوان سواء في مصر أو ليبيا، إضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول روسيا فيما يتعلق بأزمة القرم والتي كانت بداية للتصعيد الغربي والأمريكي حول روسيا.

رئيس تركيا
فعلى مدى عام كامل وجه رجب طيب أردوغان رئيس تركيا الحالي، ورئيس وزرائها السابق انتقادات لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي أدخل العلاقات بين البلدين مرحلة التجميد، خاصة أن أردوغان كان يتحين الفرص للإساءة إلى مصر بأي صورة، الأمر الذي أكد أن أردوغان تحدث في العام المنقضي عن السيسي ومصر أكثر من حديثه عن الأوضاع في تركيا.

واتهم أردوغان في تصريحاته المختلفة الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"أنه طاغية"، وأن ما يجري في مصر "انقلاب"، لكن التصريحات الأبرز له كانت تلك التي ألقاها في اجتماعات الدورة ٩٦ للأمم المتحدة، والتي أصر فيها على توجيه اتهاماته تلك، والتي لم تلق أي صدى دوليا.

الأزمة بين مصر وتركيا وصلت إلى تجميد كامل للعلاقات، والسبب أردوغان، الذي بالرغم من انتخابه رئيسًا قبل شهور إلا أنه ادخل تركيا في العديد من الأزمات داخليا وخارجيا، حتى أنه مارس صور القمع والطغيان على شعبه عبر أجهزة الشرطة، وقام بقمع المواطنين وأقدم على كل الأمور التي اتهم بها الرئيس السيسي دون شواهد حقيقية، في محاولات مستميتة منه لتحسين صورة جماعة الإخوان التي يتبع لها حزبه.

البرلمان الليبي
ولم تقف تصريحات أردوغان تجاه مصر، والرئيس عبدالفتاح السيسي بل تجاوز ذلك إلى "ليبيا" ووجه انتقادات كبرى للبرلمان الليبي المنتخب، في أعقاب انتخابه رئيسًا، الأمر الذي أدى بالبرلمان الليبي إلى استدعاء السفير من تركيا، لتدخل العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التصعيد الدبلوماسي، خاصة أن تركيا تدعم بصورة مباشرة الطرف الآخر، الممثل في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته.

أردوغان في أعقاب انتخابه رئيسا أكد تصريحاته السابقة التي أعلن فيها رفضه للقبول باجتماع البرلمان الليبي في طبرق، واعتباره خطأ جديا، الأمر الذي اعتبره البرلمان الليبي والحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني تدخلا سافرا في الشأن الليبي، خاصة أن أردوغان قال: "إن ما جرى في طبرق هو عملية تشريد للبرلمان ونزوح له".

تصريحات أوباما
كانت الأزمة الأوكرانية من أهم الأحداث التي دارت حولها الكثير من الأحاديث، والانتقادات، ووقفت الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوربي إلى جانب أوكرانيا رافضة انفصال "القرم" لتبدأ حالة جديدة شبيهة بالحرب الباردة أثرت بشكل كبير على روسيا واقتصادها.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان له تصريح في نهاية فبراير الماضي قال فيه: "إن بلاده ستقف بكل حزم مع المجتمع الدولي لتأكيد أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن، وأعقب هذا التصريح استهجان روسي، لتخرج وسائل إعلام روسية تدين التصريحات التي أدلى بها أوباما.

إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان له موقف آخر إذ أجرى اتصالا طويلا مع أوباما في اليوم التالي استمر قرابة الثلاث ساعات، وبعدها بيومين بدأت مرحلة التصعيد إذ علق البنتاجون الأمريكي التعاون العسكري مع روسيا، ومنها ملفات التدريب والاجتماعات الثنائية والتخطيط العسكري.

وفيما استمرت الأزمة حتى الوقت الراهن، مع استمرار التصريحات المختلفة، من دبلوماسيين، وقادة أوربيين، إلا أن كلمة أوباما حول الأزمة كانت هي الأيقونة المؤثرة التي كان لها الاهتمام والأثر الأبرز.

قطر تحمي الأمن القومي الأمريكي
التصريح الأغرب هذا العام كان من حظ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي بالرغم من عدم إثارته أي أزمات، إلا أن انتقادات كبرى واستفهامات أكبر وجهت له بسبب هذا التصريح الذي أطلقه أول يونيو الماضي، وقال أوباما "إن الحكومة القطرية أعطت الولايات المتحدة الأمريكية ضمانات بحماية أمنها القومي".

وجاءت التصريحات في إطار ما تم الإعلان عنه من نقل خمسة معتقلين أفغان من معتقل جوانتانامو إلى قطر، وذلك مقابل الإفراج عن جندي أمريكي معتقل في أفغانستان منذ خمس سنوات.

وكانت قطر تعقد لقاءات ومحاولات للوساطة بين حركة طالبان والحكومة الافغانية منذ نهاية العام الماضي، حتى أنها أعلنت عن فتح مكتب للتمثيل تابع لطالبان على أراضيها.

موريتانيا
وأدت تصريحات الرئيس الموريتاني النارية ضد الاتحاد الأوربي إلى نشوب أزمة دبلوماسية بين الطرفين، واحتج مندوب الاتحاد الأوربي المقيم في موريتانيا على هذه التصريحات التي جاءت على لسان محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا.

الرئيس الموريتاني وجه انتقادات كبرى إلى الاتحاد الأوربي، قائلا: "إن بعض الدول الأجنبية تسعى إلى زعزعة الاستقرار والأمن في موريتانيا من أجل زرع الفرقة داخل البلاد، وذلك في إشارة منه إلى أن الاتحاد الأوربي أصدر توصية لتحرير أحد أطراف المعارضة هناك".

وروج ولد عبد العزيز إلى أن المشكلة تكمن في سعي الاتحاد الأوربي إلى الضغط على الحكومة الموريتانية حتى تقبل بشروطه فيما يتعلق باتفاقية الصيد، مؤكدا أن تلك الضغوط لن تجدي نفعا، لأن موريتانيا ستبقى حريصة على مصالحها، لأنها دولة مستقلة ولها قراراتها السيادية، التي لا يمكن التنازل عنها.

وبدورها قالت مصادر: "إن ارتباك الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها موريتانيا، جعله يخلط بين البرلمان الأوربي والمندوبية الأوربية والاتحاد الأوربي نفسه وعدم التفريق بينهما".

العراق
وتسببت تصريحات للرئيس الفنزويلى "نيكولاس مادورو" خلال شهر ديسمبر الجاري حول الحرب على العراق في حدوث أزمة دبلوماسية كبيرة مع إسبانيا، ووجه الرئيس الفنزويلي اتهامات لإسبانيا ورئيس وزرائها السابق خوسيه ماريا أزنار، قال فيه بأنه " قاتل متعطش للدماء"، بل وحمله مسئولية قتل ١.٢ مليون عراقي كونه شجع على شن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق في ٢٠٠٣.

إسبانيا انتقدت التصريحات التي أطلقها مادورو، معتبرة أنها محاولة لتشويه السمعة والتصورات الخاطئة والقذف المتكرر في حق سياسيين إسبان.
الجريدة الرسمية