رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم الذكرى الـ93 لميلاد "رجل العلم والإيمان".. ولد "مصطفى محمود" بطنطا ودرس الطب.. ألف 89 كتابًا واختير ضمن أعظم العقول في القرن الـ21.. أثار جدلًا حول إيمانه.. و"حوار مع صديقى الملحد" أشهر مؤلفاته


تمر اليوم الذكرى الـ93 لميلاد الدكتور مصطفى محمود، رجل العلم والإيمان كما لقبه جمهوره، والذي ولد بطنطا في 27 ديسمبر عام 1921، واتخذ من عبارته الرائعة "قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته" شعارًا ليكتشف قدرة وعظمة الخالق متأملًا الكون لساعات طويلة، كان يبحث ويتقصى ويتأمل ليصل إلى الحقيقة، وذلك نتيجة طبيعة البيئة التي نشأ فيها، فكان يقول: "الحياة في طنطا في جوار السيد البدوى، وحضور حلقات الذكر والمولد والناى ومذاق القراقيش وابتهالات المتصوفة والدراويش كان لها أثر في تكوينى الفنى والنفسى".


ميلاد الكاتب والأديب
انقطع مصطفى محمود عن الدراسة لـ3 سنوات لمجرد أن أستاذًا له عنفه وضربه، رغم تفوقه الدراسى فقرر أن يتوقف عن الدراسة، حتى انتقل هذا المعلم من مدرسته ليعود ويستكمل دراسته، كان يقول: «كنت دائمًا أحلم وأنا طفل أن أكون مخترعًا عظيمًا أو مكتشفًا أو رحالًا أو عالمًا مشهورًا»، وكانت النماذج التي أحلم بها هي: «كريستوفر كولمبس وأديسون وماركونى وباستير»، فقرر دراسة الطب للإجابة عن التساؤلات التي كان تؤرقه لإرضاء فضوله وتطلعه إلى العلم ومعرفة الأسرار، انقطع عن الدراسة بعد السنة الثالثة لظروفه الصحية لمدة عامين، وعلق على ذلك، قائلًا: «أدى هذا الانقطاع الطويل إلى تطور إيجابى في شخصيتى، إذ عكفت طوال هذه المدة على القراءة والتفكير في موضوعات أدبية، وفى هاتين السنتين تكونت في داخلى شخصية المفكر المتأمل ووُلد الكاتب الأديب».

المشرحجى
أطلق عليه زملاؤه في كلية الطب "المشرحجى"، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى متسائلًا عن سر الحياة والموت وما بعدهما، واستحوذ هذا الموضوع على كثير من وقته وكتاباته، وفى منزله أنشأ معملًا صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، وتخرج في كلية الطب ١٩٥٣، لكنه توقف عن ممارسة المهنة ليتفرغ للكتابة عام ١٩٦٠.

العلم والإيمان
استقطب مصطفى محمود قطاعا كبيرا من الجمهور في مصر والعالم العربى والإسلامى، نظرًا لتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة والقدرة على إثارة الحديث، حتى إنه استطاع من خلال برنامجه الشهير «العلم والإيمان» الذي قدم 400 حلقه منه، أن يجذب الكبير والصغير، الغنى والفقير، والطفل والشاب الذين كانوا ينتظرون حلقته الأسبوعية.

المعاناة الفكرية
استطاع بالبحث والعلم على مدى 30 عامًا من المعاناة الفكرية، أن يصل إلى أعلى درجات الإيمان، توصل بعدها للهداية الإلهية، وأنهى هذه المرحلة العصيبة بأروع الكتب وأعمقها (حوار مع صديقى الملحد)، و(رحلتى من الشك إلى الإيمان)، و(التوراة)، و(لغز الموت)، و(لغز الحياة)، وغيرها من الكتب شديدة العمق التي تطرقت لهذه المنطقة الشائكة وهى «علاقة الإنسان بإله الكون».

مؤلفاته
أثرى مصطفى محمود المكتبة العربية بـ٨٩ كتابا، منها ٢٥ في الفكر الإسلامى، أشهرها «الله والإنسان، إبليس» والبقية في مختلف المجالات العلمية والدينية والفلسفية والسياسية والاجتماعية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ومن الطريف أنه كان يكتب على سريره وليس على مكتب كالمعتاد بين الناس.

وتم اختيار المفكر المصرى الكبير ضمن «أعظم العقول في القرن الـ‏٢١»، وهو اسم لكتاب يصدر عن مؤسسة السيرة الذاتية الأمريكية، ويضم ١٢٠ مفكرا من مختلف دول العالم، ويحوى الكتاب السيرة الذاتية لأصحاب الإنجازات من الكتاب والفلاسفة والعلماء والفنانين وأصحاب المشاريع والمخترعين والقادة.
الجريدة الرسمية