رئيس التحرير
عصام كامل

فليستعد المصريون لاستقبال بوتين!


لن ينسى المصريون استقبال روسيا وبوتين للسيسي عقب 30 يونيو.. استقبال تاريخي حافل وكبير.. يليق بروسيا العظمى.. ويليق وقتها بوزير دفاع مصر.. مصر درة الشرق وبوابته ومفتاحه والحليف الإستراتيجي الكبير للاتحاد السوفيتي السابق ووريثته روسيا..

كثيرون لا يعرفون الفروق بين العلاقات بين الدول العظمى.. الاتحاد السوفيتي زعيم الكتلة الشرقية ونظامه الاشتراكي الماركسي يؤمن بالإخاء الإنساني ويرفض استغلال الإنسان للإنسان، ولذلك كان يدعم أصدقاءه بأقل فائدة للقروض وحتى منتجاته لا تستهدف الربح، بقدر ما تستهدف راحة المستهلك، وكانوا حتى وقت قريب يضربون المثل في القوة بالسيارات الروسية عكس الولايات المتحدة تماما ونظامها الرأسمالي الاستهلاكي!

نقول ذلك لماذا؟ لتستبين متانة وقوة العلاقات بيننا وبين روسيا.. وأنها لم تكن على حساب القرار المصري ولا سيادته على الإطلاق.. كان زعماء الاتحاد السوفيتي يندهشون من مصر التي يمنحونها كل ما تطلبه من السد العالي إلى السلاح، ويقوم رئيس مصر في نفس الوقت باعتقال الشيوعيين المصريين كل حين بل يحارب رجال موسكو في العراق وغيره ويسقطهم.. وعندما طلب منهم السادات سحب مستشاريهم قبل حرب 73 سحبوهم قبل الوقت المحدد، ومع ذلك لم تتوقف شحنات السلاح حتى انتصرنا في أكتوبر..

وظل الأمر كذلك حتى تسرب فيما بعد بالشهادات والتحقيقات، ما يفيد بإرسال الاتحاد السوفيتي في أيام الحرب لأسلحة إستراتيجية كيماوية بل نووية مثل شهادة العميد "يسرائيل ليئور" المستشار العسكري لجولدا مائير، حول اجتماع دار بينها وبين "تسفاي زامير" رئيس جهاز الموساد آنذاك، قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، نقل خلاله معلومات مخابراتية تفيد بحصول مصر على صواريخ أسكود برءوس نووية وكيميائية من روسيا وغيرها وغيرها وعلى عكس ما أشاعه الإعلام بعدها بسنوات!

الآن.. فأيام وسيحل بوتين ضيفا على مصر.. وأصول الضيافة تقتضي أن نرد التحية بأفضل منها.. وفي حالتنا علينا أن نردها بأضعافها.. ليس لرد الجميل والتحية وحسب وإنما لنعلن للعالم أن مصر بات قرارها في يدها ولم تعد أسيرة معونة خبيثة ولا علاقات خاصة سيئة السمعة بأمريكا..

مصر إن قالت "لا لأمريكا" وخصوصا أن أمريكا اليوم في أضعف حالاتها وفي ظل إمبراطورية تغيب عنها الآن شمسها، فسوف يقول الكثيرون خلفنا ألف "لا".. فمصر عندما هزمت في 67 سقط الاتحاد السوفيتي نفسه بعدها بسنوات والعكس سيكون صحيحا.. فلنترك الاستقبال الرسمي وكل الثقة أنه سيكون رفيعا وكريما..

ولكن عن الاستقبال الشعبي نتكلم ونقول فلتشكل اللجان الشعبية لتنظيم استقبال زعيم روسيا فورا.. ولتتحرك الأحزاب والجمعيات والمنظمات والصفحات الفيسبوكية والمجموعات الإلكترونية بل الأندية الرياضية لذلك.. فلتحشد وسائل الإعلام من الآن للحدث المهم.. يجب أن يكون استقبال بوتين أسطوريا.. لتصل به وباستقباله ألف رسالة ورسالة.. ورسالة!
الجريدة الرسمية