رئيس التحرير
عصام كامل

«شعب مُخالف بطبعه».. 33 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة.. خبراء علم النفس: العوامل النفسية تدفع المواطنين للمخالفة.. الرغبة في السيطرة والتقليد وصلت للمخالفات.. والانفلات الأخلاقى والأمنى أهم ا


في إطار جهود الإدارة العامة للمرور لإعادة الانضباط للشارع المصرى، واصلت الإدارة بالاشتراك مع إدارات المرور، بمختلف مديريات الأمن، حملاتها المرورية والانضباطية بالشوارع وعلى الطرق السريعة، وتمكنت من ضبط 33 ألفًا و399 مخالفة مرورية متنوعة، منها ألفان و533 مخالفة تجاوز السرعة.


وتمكنت الإدارة العامة للمرور، بالتعاون مع مديريات الأمن، من ضبط 166 حالة إيجابية لقيادة المركبات تحت تأثير المواد المخدرة، فضلًا عن رفع 6 سيارات ودراجة بخارية «توك توك» متروكة بالميادين والشوارع، ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها رصد العديد من المخالفات المرورية على الطرق، خاصةً بعد حالة الفوضى التي أعقبت الثورة، وحول هذه المخالفات المرورية وتحدى القانون من قبل الكثير من السائقين، تحدث علماء علم النفس والاجتماع وأوضحوا الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة من الفوضى والمخالفات المرورية المختلفة والتي أدت إلى زيادة حوادث الطرق لتتحول إلى أسهل وأسرع وسيلة للموت في مصر.

السيطرة والقوة
في البداية قالت هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن الأوضاع الأمنية تحسنت مقارنةً بالفترة التي أعقبت ثورتى يناير ويونيو، إضافةً إلى زيادة معدلات الالتزام بقواعد المرور والابتعاد عن المخالفات، وأوضحت أنه لا تزال هناك آثار للمخالفات وحالة الانفلات الأمني التي أعقبت الثورة.

ورأت أن السبب في ارتكاب المواطنين للمخالفات المرورية هو الرغبة في الإحساس بالسيطرة السلبية والقوة والقدرة على فعل أي شىء دون التعرض لأى عقاب رادع في ظل عدم تفعيل القانون، مضيفةً: "ما زلنا نعانى من حالة انعدام التوازن النفسى والناس حاسة إنه مفيش كبير ومفيش قيود رادعة، بس الحالة دى هتقل بالتدريج حتى يفهم المواطنون الحرية بشكل صحيح".

انعدام الالتزام
وذكرت منال زكريا، أستاذة علم النفس، أن رصد المخالفات المرورية بشكل منتظم دليل واضح على قيام إدارة المرور بعملها على أكمل وجه، ورأت أن السبب في هذه المخالفات هو حالة عدم الالتزام لدى المواطنين وتحدى القواعد والقوانين، خاصةً أن الطبيعة البشرية ترفض الالتزام والانضباط وتميل إلى التمرد، مضيفة: "يوجد نوعان من الناس، البعض يتمتع بحالة الضبط الداخلى ويشعر بالمسئولية تجاه المجتمع، والنوع الآخر لا يلتزم إلا في ظل وجود ردع، كما أن حب الناس للتقليد يدفعهم أيضًا إلى التقليد في المخالفات".

الانفلات العام
وقالت سوسن فايد، الخبير النفسى: إن المرحلة الانتقالية شهدت حالة من الانفلات الكبيرة على المستوى الأمني والأخلاقى، إضافةً إلى غياب الردع وعدم تفعيل القوانين اللازمة وكلها عوامل أدت إلى زيادة عدد المخالفات المرورية، مضيفة: "العوامل السابقة أدت إلى زيادة المخالفات خاصةً لدى الفئة التي تعانى من انعدام الوعى والجهل بمصلحة البلاد وأتاحت لهم الفرصة لفعل ما يريدون".
الجريدة الرسمية