رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يطارد "فلول" إسرائيل في أفريقيا.. جنوب السودان "ضربة البداية".. وأفريقيا الوسطى مكسب يوجع الكيان الصهيونى.. منحة أوغندية للتواجد المصري.. خبراء يؤكدون: تحركات الرئيس حفاظا على الأمن القومي


لم تكتف إسرائيل باتفاقية السلام التي وقعتها مع مصر استمر العمل بها لأكثر من ثلاثة عقود حتى الآن فراحت تبحث عن مجال آخر لتضع حجر الأساس في سياسة الشرق الأوسط الجديد وتحقيق حلمها المزعوم بإقامة بنك للمياه بمعارك يطول أمدها وحرب باردة تجرى على قدم وساق.


خاصة في ظل معاناتها من عجز مائى جعلها تتجه إلى أفريقيا علها تفوز ببعض المياه بجانب استغلالها للثروات الأفريقية فتوغلت في دول أفريقية منها إثيوبيا التي يعتبرها الكثير من الخبراء أكبر محطة للموساد في أفريقيا بجانب دول أخرى كاوغندا وجنوب السودان.

الرئيس يتحرك
ومع اقتراب بدء جولة مفاوضات أخرى في ملف سد النهضة اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسي عددا من الإجراءات اعتبرها البعض أنها عودة لدور مصر الأفريقى ولكن اختيارات دول بعينها أكدت أن ما يفعله السيسي هو مطاردة لإسرائيل في مراكز النفوذ الأفريقية لديها وهو ما برهن عليه التطور بين مصر وجنوب السودان إحدى الدول التي تدين لإسرائيل بالفضل في دعمها لقضية الاستقلال بجانب أفريقيا الوسطى إحدى محطات الموساد.

"ضربة البداية"
كانت البداية حينما توجه الرئيس إلى دولة جنوب السودان لتفعيل بروتوكول للتعاون بين البلدين في كافة المجالات خاصة في مجال الموارد المائية وتم على اثر الاتفاقية خطوات كان أولها إعلان منح من جامعة القاهرة لطلبة جنوب السودان بجانب الاتفاق على تطهير بحر الغزال وتنمية المهندسين في جنوب السودان في مجال الموارد المائية وتوجت تلك الاتفاقية بزيارة سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان إلى الرئيس السيسي الذي أعلن دعمه الكامل لـ"جنوب السودان " وهو ما قابله "سلفاكير" بالتأكيد أن السيسي عبر بمصر إلى بر الأمان.

علاقة تاريخية
التطور بين مصر وجنوب السوددان يضرب العلاقة الإستراتيجية بين إسرائيل وجنوب السودان خاصة أن البلدين تربطهما علاقة تاريخية كبيرة بدأت في خمسينات القرن الماضى حينما رعت إسرائيل النازحين السودانين من إثيوبيا وحاولت تعزيز التفرقة بين القبائل حتى لا تساعد السودان مصر في حروبها ضد الكيان الصهيونى واستمر هذا التعاون حتى بداية الألفية الثانية حينما بدأت إسرائيل في تمويل جماعة الدنكا في جنوب السودان وتوثيق العلاقات السياسية مع حركات التمرد الذي زادت وتيرتها في تلك الحقبة.

إعلان الانفصال
استمر الدعم إلى جنوب السودان حتى أعلنت انفصالها كدولة مستقلة في عام 2011 بعد دعم عسكري وسياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان لتقوم إسرائيل بالاعتراف بالدولة الوليدة ويتم على اثرها عدد من الاتفاقيات في كافة الجوانب العسكري والمائى والاقتصادى.

علاقة إسرائيل بجنوب السودان كان لها أكثر من هدف لعل أولها عزل دولة عربية كبيرة من الصراع الدائر في الصراع بجانب طمعها في في المياه وهو ما جعلها تعزز هذا الإنفصال وهو ما تغير بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئاسة ليتوجه بقوة إلى جنوب السودان الأمر الذي جعل عددا من الخبراء يؤكدون أن السيسي يطارد إسرائيل في أفريقيا بعد تعاون في الموارد المائية والإسكان والصحة مع جنوب السودان بجانب زيارة "سلفاكير" إلى مصر ولقائه مع "السيسي " في إشارة إلى أن ما يربط مصر وجنوب السوادن لا تقتصر على مجرد تعاون بين البلدين أكثر من كونها إقامة جسور قوية.

مكسب مصر من العلاقات مع جنوب السودان كما يرى الدكتور علاء الظواهرى عضو اللجنة الثلاثية لسد النهضة تكمن في انها إحدى دول حوض النيل والتي تحتاج هي الأخرى لمصر باعتبارها دولة وليدة تحتاج إلى دولة محورية في أفريقيا مما يعطى لها ظهير إستراتيجي.

أفريقيا الوسطى مكسب
كانت ثانى المحطات التي خاضتها مصر هي توقيع اتفاقيات مع دولة أفريقيا الوسطى لإنشاء خطوط طيران مشتركة وتبادل الثروات المعدنية وهو ما وقع عليه المهندس إبراهيم الفيومى رئيس مشروع تنمية أفريقيا وربط نهر الكونغو بالنيل والذي أعلن في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الدولة تعلم بكل تلك التحركات وهو ما عززه بلقاء الرئيس مع رئيسة دولة أفريقيا الوسطى الأسبوع الماضى.

وأضاف "الفيومى" أن تلك الاتفاقيات كانت تحارب إسرائيل من أجل الحصول عليها في أفريقيا الوسطى من أجل إيجاد موضع قدم موضحا أن حصول مصر على تلك الإتفاقيات تعد ضربة موجعة للكيان الصهيونى.

منح أوغندية
كانت ثالث المحطات التي طار فيها الرئيس إسرائيل هي أوغندا إحدى الدول التي تربطها بإسرائيل علاقات قوية من خلال استثمارات إسرائيلية في مجال الكهرباء في أوغندا وهو ما دفع أوغندا أن تكون أولى الدول التي توقع على اتفاقية عنتيبى التي تطالب بإعادة تقسيم مياه النيل بغض النظر عن حقوق مصر التاريخية.

وكانت البداية من خلال وزارة الموارد المائية والرى التي قامت بإعطاء منحة قدرها 4 ملايين ونصف المليون دولار، من أجل تحسين البنية التحتية في تلك الدولة.

ويرى الدكتور ضياء القوصى خبير المياه الدولى أن اتجاه مصر نحو أفريقيا في تلك الدول يعد عودة بعد انقطاع دام لسنوات لافتا أن الرجوع سيكون صعبا في ظل السيطرة الصهيونية على العديد من الدول خاصة دول المنبع.

وأشار القوصى إلى أن العودة وإن كانت صعبة لكن يجب على مصر الالتزام بهذا المسار خاصة أن المصالح المصرية لا تنفصل عن المصالح الأفريقية.
الجريدة الرسمية