«عودة النوبيين.. أزمة كل العصور».. «العودة النوبية»: القضية عمرها 115 سنة.. «منشية النوبة»: لنا حقوق بنص الدستور.. قضية التنمية «محلك سر».. النوبة جسر بين مصر و
رغم مرور أكثر من قرن على تهجير أبناء النوبة من قراهم على ضفاف بحيرة ناصر، فإن قضيتهم ظلت من أهم الملفات التي يضعها كل مسئول في مقدمة أولوياته.
وبعد الاستفتاء على دستور 2014 وإقرار المادة ( 236 ) والتي نصت بأحقية النوبيين في العودة إلى قراهم الأصلية وبنفس مسمياتها قبل التهجير، ولتفعيل هذه المادة، أعلنت وزارة العدالة الانتقالية عن بدء إجراء حوار مجتمعي يعقبه إنشاء هيئة توطين وإعمار بلاد النوبة القديمة.
استطلعت عدسة "فيتو" آراء النوبيين حول إنشاء هذه الهيئة.
مبادرات حقيقية
وقال حسام عبداللطيف، منسق ائتلاف العودة النوبية: "الدولة لم تقرر حتى الآن إنشاء هيئة لتوطين وإعمار النوبة، وما يحدث هو محاولة من وزارة العدالة الانتقالية بتكليفات من الدولة للتعامل مع الملف النوبي وتقديم مقترحات حول تفعيل المادة 236".
وأضاف "عبد اللطيف": "منذ ثلاثة أشهر، فتحت وزارة العدالة الانتقالية حوارًا مجتمعيًا بدأته بجلسات مع النوبيين في القاهرة وأسوان، ثم بدأت في تلقى مسودات من النوبيين وبعض أعضاء الحكومة، ويتم الآن تنقيح هذه المسودات للوقوف على الصيغة النهائية التي تبدأ بعدها مرحلة العودة"، متقدما بمقترح يتضمن أن يصبح المسمى هو (جهاز) توطين وإعمار النوبة بدلا من (هيئة).
وحول تشكيك البعض في صدق الحكومة لعودة النوبيين، قال منسق "عائدون": "التشكيك هو أزمة ثقة، لأن القضية عمرها 115 سنة يتم تداولها مع مختلف الحكومات دون جدوى، ولكن الحوار الحالي يسير في إطاره الطبيعي داخل أروقة الدولة".
وأضاف: "تحضرني كلمة النحاس باشا سنة 1936 في خطاب العرش الذي قال فيه "سوف تولي حكومتي كل الاهتمام لتعويض النوبيين عن أراضيهم" ولم تفعل حكومته شيئًا للنوبيين آنذاك، ونفس عبارات النحاس باشا قالها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، عند توليه رئاسة الحكومة الحالية، وكلنا أمل بعد إقرار المادة 236 أن نحصل على حقنا في العودة".
حقوق وليست مطالب
وأكد أبوالسعود حمتة، رئيس جمعية منشية النوبة، أن كل المصريين لهم مطالب تتحقق أو لا تتحقق، ما عدا النوبيين، "فنحن لنا حقوق سنأخذها بالدستور والقانون".
وأضاف "حمتة": "إحنا بنص الدستور غير باقي المصريين لنا حقوق، وإذا لم نحصل عليها سنلجأ للمحاكم الدولية".
وأشار عادل أبوبكر، عضو لجنة متابعة الملف النوبي، إلى أن قضية توطين وتنمية النوبة حتى الآن "محلك سر"، وقال: "السبب في ده أن الدولة مش في نيتها عودة النوبيين، وكل اللى بيحصل هو خزعبلات".
وأضاف "أبوبكر"، أن النوبة هي الجسر بين مصر وأفريقيا، والتنكيل بهم ليس في صالح مصر، وتابع: "النوبيون ممكن يصرخوا وإن صرخوا صوتهم حيبقي عالي على مصر كلها".
وحول ما تقوم به وزارة العدالة الانتقالية من جهود في ذلك الصدد، قال: "الطبيعي أن يصدر قرار جمهوري بحق النوبيين في العودة ثم يبدأ العمل بعد ذلك، لكن لما يجي يقولك حوار مجتمعي، ده كله مضيعة للوقت.. مفيش نية أنهم يرجعونا.. طول عمرهم، خايفين ننفصل، وهل المنطقة تمتلك مقومات دولة ؟".