السيسي والرشوة الأمريكية!
هل يعي السيسي مخطط رشوة مصر بالحوافز المختلفة لإعادتها للتحالف الغربي؟ هل يدرك فخ عربون وراء آخر؟ من تراجع قطر إلى عودة الأباتشي إلى عروض سلاح مميزة من حلفاء أمريكا في أوربا إلى رفع حظر المجيء إلى مصر؟ هل يدرك حجم المخطط الذي يستهدف الزج بمصر إلى حرب برية ضد داعش؟ وتأثير ذلك على حامي حمى مصر وشعبها والقوة الحقيقية الباقية لحماية الأمة العربية؟ هل يدرك مخطط الحصول على توقيع وموافقة مصر على تدمير سوريا بحجة إسقاط نظامها ؟ هل يدرك كل ما قلناه في مقال الأمس؟
في القادم من الصين من تسريبات معلنة وغير معلنة من تصريحات الرئيس السيسي مع الإعلاميين الذين التقاهم هناك كانت التصريحات التالية:
" الغرب لم تتوقف ولن تتوقف مجهوداته وسلوكياته لإخضاع مصر " و" لا حل إلا الحل السلمي في سوريا ومجهود مصر لن يتوقف لذلك " و" مصر وحدها القادرة على التدخل لإقرار الحل السلمي في سوريا لأنها الوحيدة التي على اتصال بكل الأطراف وستكمل دورها في هذا الموضوع " و" نريد إنجاز كل ما نفعله الآن في عامين "!
يمكن بالطبع الإجابة الكاملة عن أسئلتنا بمجرد قراءة مقولات وتصريحات السيسي..فلاحظوا أن الرجل يستخدم حتى مصطلحات كنا أوشكنا أن ننساها..منها مثلا أنه قال " الغرب " ولم يقل أمريكا..وقال " إخضاع " ولم يقل " التأثير" ثم قال إن مصر على اتصال بكل الأطراف في سوريا بما يقطع أي كلام عن علاقات غير معلنة، وليس بالضرورة أن تكون معلنة، بيننا وبين سوريا !
السيسي حدد عامين لإنجاز كل ما ينطلق الآن من خطط ومشاريع بما يعني أنه لا عودة عن أي علاقات إستراتيجية مع الصين أو روسيا وحديثه عن إخضاع مصر يعني إدراكه لما كررناه مرارا هنا وفي برامج مشاهدة ومسموعة أن قانون الصراع مع الغرب وإسرائيل يقول " إن تنمية وتقدم هنا يعنيان مواجهة وتناقضا مع الغرب والعكس صحيح " أي " انكسار هنا وتخلف وتراجع في الدور وفي القوة يعني تصالح مع الغرب إلى حد الرضا " ورغبة السيسي في إنجاز كل شيء في عامين بما فيهما ما نراه في علاقاتنا الخارجية شرقا وغربا والسعي لإنقاذ سوريا العربية الحبيبة الشقيقة لا يعني إلا أن مصر بعيدة تماما عن الوقوع في الفخ الأمريكي بل نتوقع العكس..ونتوقع أن غروب شمس الإمبراطورية الأمريكية بدأ بالفعل وبأسرع مما تخيلنا جميعا!