رئيس التحرير
عصام كامل

2014 عام التسريبات المهمة.. وثائق «سنودن» تكشف التجسس الأمريكي على العالم.. برامج تعذيب «سي آي إيه» علامة سوداء في تاريخ واشنطن.. وتورط نظام بشار الأسد مع «داعش»


وثائق هامة تم الكشف عنها في عام 2014، والتي كان من أبرزها الوثائق التي سربها المستشار السابق في "سي آي إيه" إدوراد سنودن، وتقرير التعذيب الذي كشفته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، ويدين المخابرات المركزية الأمريكية لاستخدامها التعذيب بشكل ممنهج ضد المعتقلين في سجون مختلفة في جميع أنحاء العالم.


وثائق سنودن أكبر تهديد في تاريخ أمريكا

وتمثل الوثائق التي مازالت بحوزة سنودن والتي أفرج عنها بمثابة أكبر خطر في تاريخ الولايات المتحدة، والوثائق لم تفضح عمليات التجسس الأمريكية فحسب، بل تكشف أيضا الكيفية التي تجمع بها الولايات المتحدة تلك المعلومات، وتشرح البرامج التي تستخدمها لاعتراض الاتصالات داخل الدول وبينها.

وأشارت وثائق سنودن إلى أن بريطانيا تدير قاعدة تجسس سرية في الشرق الأوسط تقوم بالتنصت على الاتصالات الهاتفية ومراقبة الرسائل الإلكترونية، وكشفت أيضا أكثر من 300 تقرير تجسس عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وفضحت الوثائق عن حليفين رئيسيين لواشنطن في الشرق الأوسط والذين يدخلون حلقة تسريب معلومات لأمريكا عن أهداف" فلسطينية، تسربها الأخيرة بدورها للكيان الصهيوني، وتحدث عن تورط النظام الأردني، وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية فيما أوردته الوثائق كتقديم خدمات التجسس الحيوية المتعلقة بالأهداف الفلسطينية.

برامج تعذيب "سي آي أيه" ضد المعتقليين

وكشف مجلس الشيوخ برامج التعذيب التي مارستها "سي أي إيه" في حق المعتقلين التي كان من بينها التغذية القسرية من فتحة الشرج، والإيهام بالغرق، والضرب والتهديد، الحبس في مربع واستخدام الماء البارد، وضعهم في أوضاع مجهدة، الحرمان من النوم، والتعري القسري، وتركهم لأيام في ظلام دامس، وإعدامات وهمية.

ووضع خبيران نفسيان تقنيات الاستجواب المشددة للوكالة، ولعبا دورا محوريا في تطبيقها وإدارة البرنامج، وتوصل تقرير مجلس الشيوخ إلى أن الوكالة أعاقت إشراف الكونجرس على برنامجها، وعرقلت عملية اتخاذ القرار في البيت الأبيض ومراقبته للأمور، كما عرقلت مراقبة مكتب المفتش العام لأعمالها.

وندد الرئيس باراك أوباما بما عده وسائل مخالفة لقيم الولايات المتحدة، وذلك في إشارة لتقنيات الاستجواب العنيفة التي استخدمتها سي آي إيه بحق معتقلين متهمين بالعلاقة مع القاعدة، وأصدر بيانا مكتوبا تعهد فيه بألا يتكرر استخدام وسائل التحقيق القاسية ما دام موجودا، مشيرا إلى أن تلك الأساليب أحدثت أضرارا بالغة بالمصالح الأمريكية في الخارج، ولم تخدم الجهود العامة لمحاربة ما يسمى الإرهاب.

تورط نظام الأسد مع تنظيم داعش

وكشفت بعض الوثائق المسربة تورط نظام الرئيس بشار الأسد مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأكدت الوثيقة انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق والمذهب الديني الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات، مما يشير إلى أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض أن ينتمي من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية.

ولتسهيل هذه المهمة، يطلب العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في نبل ومحيط حلب، في الوثيقة تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر، الذين قد يبلغ عددهم 2500 شخص إذا جرى تأمين السلاح الكافي لهم، إلى تنظيم داعش، وكذلك يطلب بعض الوثائق العراقية لإعطائها للمقاتلين السوريين الذين يتقنون اللهجة العراقية.

ويكشف حيدر في الوثيقة، عن وجود أكثر من 150 عنصرًا مدربين دورة صاعقة بمستوى عال، فيما باقي المجموعات التي يزيد عددها على 600 متدرب تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما وهم من مختلف الاختصاصات، وكانوا قد خضعوا لها أثناء خدمة العلم، وقد أرفقت بالوثيقة أسماء 200 مقاتل من منطقة نبل والزهراء.

وكشفت الوثيقة أن نظام الأسد أصبح لديه العديد من العناصر والقيادات القوية ضمن تنظيم "داعش" في المنطقة الشمالية بشكل عام، الذين يستطيعون تأمين دخول أعداد من المتطوعين الجدد إلى صفوف هذا التنظيم عبر تزكيتهم وضمان عدم إثارة أي شكوك حولهم، مما يؤمن معلومات تفصيلية بشكل دائم عن تحركات المسلحين وأعدادهم وتسليحهم وخططهم.
الجريدة الرسمية