9 مخاطر كارثية للسدود المائية حول العالم.. 200 مليار دولار لبناء 50 ألف سد غير اقتصادي منذ الخمسينيات.. تنتهك حقوق الإنسان وشردت 80 مليون إنسان.. "بانكواي" راح ضحيته 171 ألف مواطن
تعتبر السدود من أقدم المنشآت المائية التي عرفها الإنسان حيث تستخدم في حجز المياه بهدف الاحتفاظ بها لاستخدامها في أوقات الجفاف أو في الزراعة أو توليد الكهرباء فهي تنتج نحو 14% من كهرباء العالم، لكنها مرتبطة بالعديد من المخاطر الكارثية حول العالم ويسلط موقع هافنجتون بوست الأمريكي الضوء على هذه الأخطار.
500 سد عملاق
يقول الموقع إن هناك نحو 50 ألف سد ضخم حول العالم تبلغ ارتفاعاتها 15 مترا أو أكثر إلى جانب ملايين السدود الصغيرة التي بنيت على الأنهار حول العالم وسد مجراها ومسارها الطبيعي.
ويعود تاريخ السدود المشار إليها إلى قرون ولكن أغلبها تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، ويبلغ ارتفاع 5000 سد من مجمل السدود بالعالم أكثر من 60 مترا كما أن هناك 350 سدا عملاقا قيد الإنشاء حاليا حول العالم.
تغير وجه الأرض
وتسببت السدود في تفتيت ثلثي أنهار العالم كما أنها تسببت في غمر منطقة جافة في كاليفورنيا بالمياه كما أن خزانتها تضم كميات من المياه تتعدى ثلاثة أضعاف حجم المياه في أنهار العالم تنتج مئات الملايين من الأطنان من الرواسب ما يمنع المناطق التي يوجد بها دلتا من الطمي.
قتل الأسماك
وحسب هافنجتون بوست فإن السدود تمنع هجرة الأسماك وتستنزف الأكسجين من الأنهار وتتدخل في العوامل البيولوجية التي توجه الأسماك كما أنها تقلل من قدرة الأنهار على تنظيف نفسها.
تغير المناخ
أشارت إلى أن للسدود تأثيرا بالغا على تغير المناخ في المناطق المقامة بها وخصوصا في المناطق القريبة حيث تبعث المواد العضوية المتعفنة بخزانات السدود غاز الميثان الذي يؤثر بشكل بالغ في المناخ.
واعتبر العلماء أن السدود تمثل 4% من أسباب تغيير المناخ التي يتدخل بها الإنسان وهو ما يسبب فيضانات أو موجات من الجفاف وهو ما يجعلها أقل أمنا وأقل منفعة اقتصاديا.
تهجير السكان
وتتسبب السدود في نزوح نحو 80 مليون شخص منهم 23 مليون في الصين فقط، وهو ما يتسبب في سلب الفقراء من ممتلكاتهم وهوياتهم الثقافية ويزيد من فقرهم ومعاناتهم كما أنها تؤثر سلبا على 500 مليون شخص يعيشون عند المصب وهو ما ينتج عنه تضحية الكثيرين بظروف معيشية جيدة مقابل فوائد السد.
انتهاك لحقوق الإنسان
يتسبب بناء السدود غالبا في الوقت الحالي في تهجير عدد كبير من السكان وخصوصا في الحكومات التي تفرض قيودا شديدة على السكان لتنفيذ أوامرها كالصين وبورما وكولومبيا وإثيوبيا وجواتيمالا والسودان وغيرهم حسب هافنجتون بوست.
وغالبا ما يواجه بناة السدود المعارضين بانتهاكات لحقوق الإنسان على سبيل المثال قتل أكثر من 440 شخصا من السكان الأصليين لإفساح الطريق لبناء سد تشيكسو في جواتيمالا عام 1982.
بناءًات غير اقتصادية
وتنتمي السدود إلى فئة الاستثمارات الأكثر ثمنا في المشروعات الحكومية حول العالم حيث قدر المتخصصون قيمة الإنفاق على السدود منذ عام 1950 بنحو 200 مليار دولار كما تسببت أخطاء التخطيط والمشكلات التقنية والفساد في تأجيل البناء بنسبة 44% وتجاوز تكلفاتها لأكثر من 96% من التكلفة المتوقعة وهو ما يحولها لبناءات غير اقتصادية.
عمر قصير
في أغلب الأوقات لا تستمر السدود في أداء عملها إلى الابد كما أن بعض الدول تضطر إلى إزالتها بمبالغ طائلة وخصوصا أن بعضها قد يكون تم بناؤه بشكل غير صحيح أو لم يتم صيانته والحفاظ عليه بشكل سليم إلى حد ربما يجعلها تهدد سكان الدولة الموجودة بها إذا انهارت مثل فشل مشروع سد بانكواي في الصين والذي راح ضحيته 171 ألف مواطن عام 1975.
حلول بديلة
يمكن للحكومات أن تستبدل فكرة بناء السدود باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتنتج 75 جيجا وات مقارنة ب 30 جيجا وات فقط من الطاقة المائية المنتجة من استخدام السدود.
وطبقا لما رآه الموقع الأمريكي فإن هذه البدائل تعتبر الأفضل إذا تم مقارنة الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للسدود بمثيلتها لوسائل إنتاج الطاقة الأخرى.