صلاح جاهين.. "الفيلسوف" حبيب السندريلا
فيلسوف وفتاة ذكية كزهرة برية، هي تريد أن تنهل من معرفته وعلمه، فتقول له:
" حبيبي أنت يا فيلسوف..
يا بو نضارات عينهم مني..
مقدرش أحبك يادي الكسوف
غير لما قبلا تعلمني..
علمني.. علمني.. علمني"
أما هو فلا يعطيها سوى إشارات، واثقًا من ذكائها ومواهبها فيرد عليها:
" أعلمك إيه يا بهية..
يا زهرة برية..
عمر الزهور ما حد علمها فن الألوان..
دي لوحدها هي سحرانا بجمالها الفتان"
هكذا كانت العلاقة بين الأستاذ "صلاح جاهين"، والتلميذة السندريلا "سعاد حسني"، لم يكن ما يجمعهما كونه شاعرًا يكتب لممثلة مغنية، وإنما جمعت بينهما علاقة الفيلسوف الذي تبنى التلميذة النجيبة، التي تستشيره في كل أمور حياتها.
كان اللقاء الأول عام 1972، في غرفة بمستشفى في موسكو، حيث يُعالج جاهين، عندما ذهب يوسف شاهين لزيارته واصطحب معه سعاد حسني وزوجها على بدرخان والفنان عزت العلايلي، الذين تصادف وجودهم في روسيا لتصوير فيلم "الناس والليل"، وكانت انطلاقة التعاون والاتصال الروحي بين جاهين والسندريلا.
تمكن الفيلسوف من قراءة موهبة التلميذة واكتشاف أسرارها، ومن ثم استطاع أن يضعها على الطريق الصحيح، فكونا ثنائيًا قدم للجمهور مجموعة من الأفلام والأغاني الخالدة، فمن ينسى "زوزو" فتاة أحلام السبعينات في "خلي بالك من زوزو"، ومن لم يشفق على مصير "شفيقة" ويبكي من أجلها في "شفيقة ومتولي"، ومن لم يبتسم وهو يشاهد حلقات مسلسل "هو وهي"، ومن لم يهدِ لوالدته في عيد الأم أغنية "صباح الخير يا مولاتي".
وتظل التلميذة النجيبة وفية لأستاذها الفيلسوف، فعندما مرض ولازم الفراش لازمته هي الأخرى، وظلت بجانبه خمسة أيام تدعو له حتى وافته المنية، فقالت: "الآن مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي"، ولم يتوقف ولاؤها له بوفاته، إذ قامت بتسجيل أشعاره للإذاعة، وأرسلتها لإذاعة الشرق الأوسط هديةً لأستاذها وجمهوره.