رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا وإسرائيل وفخ "المصالحة" الخطير!


إلى حد كبير لو تم تنفيذ نصف ما تم الاتفاق عليه في الصين لسوف تتغير خريطة مصر بلا جدال.. فما بالكم لو تم بكامله وهو كبير جدا؟
السؤال: ماذا سيحدث لمصر أيضا إذا أضيف إلى ذلك النتائج المحتملة لزيارة بوتين خلال أيام أو أسابيع على الأكثر؟
ومن حسن حظنا، أن داعش تهدد روسيا بالحرب، وبالتالي حسمت نهائيا موقف روسيا ضد الإرهاب، وقد كان محسوما إلى حد كبير!


كل ما سبق يتم بعيدا عن تخطيط السيسي والحكومة للتنمية في مصر؛ حيث يظل مثلا مشروع قناة السويس مشروعا مصريا خالصا.. وهنا يتجدد السؤال: ماذا يمكن أن يكون شكل مصر بعدها جميعا؟، ماذا يمكن أن يحدث إن أصبح إلى جوار إسرائيل دولة قوية وشعب متعلم وناضج ونظام ديمقراطي وفساد في حده الأدنى وصناعة ثقيلة وتخطيط علمي وجيش قوي وتنمية متزايدة؟

بخلاف انزعاج إسرائيل الشديد؛ حيث اعتمدت السنوات العشرين الأخيرة على مصر المستهلكة في مشاكلها وشعبها المريض وديوننا التي لا تنتهي إلى آخره.. نقول فضلا عن انزعاج إسرائيل يظل الانزعاج الأمريكي الكبير؛ حيث يشكل ذلك خسارة إستراتيجية كبرى للإمبراطورية الأمريكية.. وأي خسارة لها ستملؤها قوى أخرى وحلفاء جدد لمصر ولدول المنطقة، وهكذا تغرب شمس الإمبراطوريات العظمى!

السؤال الأمريكي الصهيوني: كيف يمكن استرجاع مصر؟، وكيف يمكن ضمها للتحالف ضد الإرهاب فعليا وليس نظريا، وبالتالي قبول مصر بالعدوان على سوريا؟ 

أوباما لابد أن ينتهي من ملف سوريا قبل انتهاء مدته ليس للتجديد له طبعا، فقد أنهى ولايتيه وإنما من أجل معركة حزبه الكبيرة مع الجمهوريين، وتكون الإجابة من ناصحين من المعسكر الأمريكي - ربما كانت إسرائيل- وهي: كيف تسترجعون مصر وفي معسكركم من يعاديها علنا، ويدعم الإرهاب بها وينفق عليه أموالا وإعلاما ويأوي معارضيها؟

كيف يمكن استرجاع مصر وأنتم تحتجزون الأباتشي ولا تنتقدون قمع أردوغان لمعارضيه، كما تفعلون معها من ضمن أخطاء السياسة الأمريكية مع مصر؟

كيف يمكن أن تسترجعوا مصر وأنتم تمنعون حلفاءكم الأساسيين في أوربا من التعامل معها، بل تمنعون مواطنيكم من الذهاب إليها حتى كسائحين؟
والإجابة كانت على الفور، وقد تكشفت - فيما يبدو - تفاصيل زيارة السيسي للصين وطموحاتها وهي ممتدة في الأشهر الثلاثة الماضية، وهي ذاتها أشهر الوساطة السعودية مع قطر، ومعها أبعاد زيارة بوتين لمصر.. ومن هنا تراجعت قطر وعادت الأباتشي ووافقت فرنسا على عقود أسلحة مهمة وانتقدت أمريكا أردوغان لأول مرة..وفيما يبدو أيضا أن أردوغان نفسه يعارض خطة منح حوافز أو أي عربون لاسترجاع مصر إلى معسكرها القديم وحلفائها القدامى!

الآن: هل يعي السيسي الفخ الكبير في تغيير إستراتيجية أمريكا ضدنا؟ أم سيدركه في الوقت المناسب؟ الإجابة من السيسي نفسه ولكن نتركها لمقال قادم..
الجريدة الرسمية