عفوًا سيادة الرئيس السيسي
تعلم سيادة الرئيس أنك قلت لنا إنك تحكم بإرادة الشعب المصري، وإنك لا ترضى أن تأخذ قرارًا لا يتفق ورغبة الشعب، ونحن نعلم أنك صادق القول والفعل، وهذا الاتفاق كان كلمة السر التي جمعتنا حولك وكان عصيًا على كل من أراد الفصل بيننا وبينك !!
لو كان الأمر يخصك وحدك سيادة الرئيس ما كنا لنقول لك شيئًا في قبولك مبادرة الملك عبد الله، خادم الحرمين الشريفين -وله منا كل التقدير والتحية لموقفه الرائع معنا– للتصالح مع قطر رغم أننا نغار عليك فأنت رمز هذا الوطن وتجسيد لإرادته الوطنية التي حملك الشعب أمانتها في 30 يونيو، و3 يوليو، و26 يوليو، وكما تعلم سيادة الرئيس أن الشعب لم يخذلك لأن إرادة الله وإرادة الشعب وإرادتك تلاقت بفضل الله لتستعيد مصر من الاختطاف وتعيدها إلى المكانة التي تستحق.
سيادة الرئيس.. قابلتم مبعوثًا قطريًا للأمير تميم برعاية سعودية مقدرة، وهذا شأن بروتوكولي، وخرج بيان الديوان الملكي السعودي ليعلن لنا وللعالم نهاية الخلاف المصري القطري وهي نتيجة سابقة لأوانها نقبلها بالتأكيد بعد تنفيذ كل شروطنا الموضوعية التي أدت إلى هذا الخلاف، خاصة أن قطر هي من بدأت العداء، وهي من تحالفت مع جماعة الشر، وهي من تمول كل عملياتها القذرة حتى الساعة، وهي من تحتضن وترعى وتنفق على مجموعة مارقة من جماعة الشر دأبت وما زالت تسب مصر وتحرض على العنف وتدعو إلى العصيان المدني، وهي من تتآمر وتتحالف مع دول إقليمية تظهر العداء لمصر بالقول والفعل، وهي من هرولت إلى أردوغان تركيا لعمل شراكة إستراتيجية بعد أن تطابقت وجهات نظرهما في أكثر القضايا سخونة وحساسية.. في دعم حماس وفي دعم المعارضة السورية التي تسعى لتقسيمها وفي علاقتهما مع إيران وحزب الله، وفي تعاونهما الإستراتيجي مع إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا وتجاريًا، وفي السعي لتفتيت ليبيا بدعم ميليشيات الإرهاب ( فجر ليبيا وأنصار الشريعة والقاعدة وداعش ) بالمال والسلاح وتهيئة معسكرات التدريب على حدودنا الغربية !
صحيح قطر دولة عربية عضو في الجامعة العربية وعضو في مجلس التعاون الخليجي، ومن حق دول مجلس التعاون الخليجي رأب الصدع بينهم وتنقية الأجواء، وصحيح أننا يجب أن نقدر مبادرة خادم الحرمين الشريفين وأن ندعم جهود المصالحة بينهم، لكن ليس من حق أحد أن يطلب من الشعب المصري التنازل عن حقه عند قطر فأموالها ودعمها جماعة الشر كان سببًا رئيسيًا في قتل فلذة أكباد المصريين، وفي حرق ممتلكاتهم وكنائسهم ومتاحفهم ونشر حالة من العنف لم تشهدها مصر من قبل !
سيادة الرئيس.. ليس من حق أحد أن يطلب منا أن نظل نلعق جراحنا التي تنزف من إرهاب تدعمه قطر في الداخل، ومن تآمر لتطويق مصر وتهديدها من حدودها الشرقية والغربية والجنوبية !
سيادة الرئيس لقد قلت دعونا ننتظر ماذا ستفعل قطر.. وقطر أغلقت قناة الجزيرة مباشر مصر وهو طعم لن يبتلعه الشعب المصري فهذه القناة اللعينة كانت قد فقدت مصداقيتها عند جمهور المشاهدين، ولذلك تحولت إلى دعم قنوات ( الشرق ورابعة ومكملين ) التي تبث من تركيا وغيرها وتنفق بسخاء على مذيعيها وضيوفها الذين باعوا الوطن وكرامتهم بثمن بخس دراهم معدودات وإن كثرت !! قطر أعجبتها لعبة الإعلام فتحولت من دولة إلى قناة فضائية وبرنامج !!
سيادة الرئيس.. عفوًا.. أنا لا أستسيغ هذه المصالحة بهذا المنطق، ولا أقبل أن تلتقي أمير قطر على أرض غير مصرية مع تقديري واحترامي للمملكة العربية السعودية.. وعلى أمير قطر أن يأتي إلى مصر الدولة الكبيرة ويقدم لشعبها وقيادتها اعتذارًا صريحًا لا يقبل التأويل.. عندما يفي بكل شروطنا من التوقف تمامًا عن دعم جماعة الشر في مصر وتسليم المطلوبين في قضايا قتل وتحريض وخيانة، والتوقف عن دعم الميليشيات في ليبيا حتى تعود دولة متماسكة من جديد، والاعتراف الكامل بحق الشعب المصري في اختيار قيادته واحترام إرادته.
سيادة الرئيس قبل أن يحدث كل ذلك لا أستطيع قبول التصالح مع قطر، وإذا حدث دون ذلك فعلى مؤسسة الرئاسة ووزارة الداخلية وكل الأجهزة السيادية التي قالت لنا عن تمويل ودعم قطر "الإرهاب" أن تعتذر للشعب المصري عن كل الضحايا التي سقطت وهي تواجه إرهاب الجماعة.
Elazizi10@gmail.com