رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الإهمال في المستشفيات «فيلم جميع المواسم».. «فيتو» ترصد تجول «القطط» بغرف قسم المخ والأعصاب بـ«الدمرداش».. أهالي المرضى يفترشون الأرض.. والأمن يرفع ش


ما زال مسلسل الإهمال بالمستشفيات مستمرا، حيث تسللت عدسة "فيتو" لداخل مستشفى "الدمرداش" ووثقت أسوأ مظاهر التعامل مع المرضى وذويهم بالصوت والصورة، وسط غياب الأمن والعاملين عن أداء الدور المنوط بهم في تقديم أوجه الرعاية الطبية اللازمة للمرضى والمناخ الصحي الذي يساعدهم في الاستشفاء من أمراضهم.


إهمال العاملين
رصدت عدسة "فيتو" تخاذل العاملين هناك خاصة على الأبواب الرئيسية، فهم لا يهتمون بالقيام بأعمالهم ولا التحقق من هوية الوافدين إلى المستشفى، بل يرفعون شعار "ادخل البيت بيتك"، فبمجرد أن تطأ قدماك أرض المستشفى وتتجاوز الباب الرئيسى الذي يوجد عليه أكثر من خمس أفراد أمن ستجدهم يجلسون على أريكة خشبية ويتبادلون أطراف الحديث مع تعالي أصوات ضحكاتهم.

الأمن.. النوم في العسل
وبالتجول داخل المستشفى، سرعان ما تجد عددا من أهالي المرضى وبحوزتهم مجموعة من الحقائب المليئة بالأطعمة والملابس وأشياء أخرى لا نعلم ما هي، فلم يكلف أحدا من أفراد الأمن عناء السؤال عن سبب حضورنا أو سؤالنا من نحن، رغم ملاحظته أننا أصحاء ولم يقم بتفتيش الحقائب أيضا وهو ما أصابنا بالفزع خشية تسلل أحد العناصر الإرهابية لزرع القنابل كما يحدث بشكل يومي في ربوع البلاد نتيجة الانفلات الأمني، أو دخول أحد أصحاب النفوس الضعيفة للانتقام من أحد المرضى لوجود خلافات شخصية بينهما، فهو ليس بمسلسل نتخيله ولكنه حقيقة تحدث أمام أعيننا كل يوم.

وعبر سلم مظلم، صعدنا إلى ممر طويل ساد فيه الهدوء، ولم يقطع سكونه إلا صوت أهالي المرضي يفترشون أرضيته، فاضطروا للجلوس على البلاط أو الحصيرة بدلًا من الكراسي، شيء يكان يكون أصبح عاديا داخل طرقات وعنابر المستشفى وأمام غرف العناية المركزة للمخ والأعصاب.

مكان المرضى
التفتنا إلى أهل المرضى قائلين: «عاوزين حاجة بتدوروا على إيه؟؟»، وسألناهم عن أماكن تواجد مرضاهم بالعنابر، وردوا علينا: "قدامكم اهو"، تركناهم وخلال نصف ساعة قمنا بالبحث في المستشفى صعودا وهبوطا عن مكان المرضى، ولم نصادف سوى ممرات خالية معتمة وسط أصوات القطط التي تلهو داخل المستشفى بحرية تامة، وأخيرا وصل إلى آذاننا صوت تكسير وعمال وشاهدنا أخشابا ومواد بناء ورائحة الغبار والجير الأبيض يغلق أعيننا، وكانت المفاجأة أن ذلك المكان، الذي خيل إلينا من المنظر أنه عمارة تحت الإنشاء، هو قسم العناية المركزة للمخ والأعصاب!!

وسمعنا نداء الأهالي: "الحق القطة هتولد جوه، ورأيناهم يطردون القطة من غرفة العناية حتى لا تضع بداخلها، وبتفحص غرف مرضى المخ والأعصاب رأيناها مفتوحة على مصراعيها بخلاف كل غرف العناية المركزة لباقي الأقسام التي تحرص كل المستشفيات حتى التي تعانى الإهمال على غلقها ومنع الدخول إليها، مع عدم تواجد ممرضات بالأدوار، في حالة ما إذا تدهورت حالة أي مريض دون أن يجد من يعينه أو يأخذ بيده.

الجريدة الرسمية