رئيس التحرير
عصام كامل

النص الكامل لحوار "البابا تواضروس" مع الصحيفة الإسبانية: "داعش" صناعة غربية..مؤامرة تهجير المسيحيين تهدف لحرب عالمية.. فساد حكم "مبارك" تسبب في غليان المجتمع.."السيسي" أنقذ مصر وعلى الإخوان نبذ العنف


قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: إن المسيحيين في مصر يشكلون 10%، وهي الأقلية المسيحية الأكثر حيوية في منطقة الشرق الأوسط. معتبرا الأحداث التي مرت خلال العامين الماضيين محزنة، وأعرب عن قلقه لما تشهده المنطقة، بعد أحداث الربيع العربي، منددا بالأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا.


وخلال حواره مع صحيفة "الموندوا" الإسبانية، أشار البابا إلى ترحيب الأزهر والكنيسة بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حكم مصر ووصفه بأنه رجل وطني أنقذ الدولة.

داعش
واعتبر البابا تواضروس خلال حديثه للصحيفة الإسبانية، أن قوى التطرف والإرهاب التي ظهرت في المنطقة في سياق حديثه عن تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش"، تنظيم ساهمت في صناعته بعض الدول الغربية بهدف تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة وضعيفة، والهدف النهائي من هذه المؤامرة متمثل في حماية إسرائيل، وتكرار سيناريو تقسيم السودان في سوريا والعراق.

تهجير المسيحيين
وأشار البابا إلى وجود مؤامرة لتفريغ منطقة الشرق الأوسط من الوجود المسيحى، مشددا على أن جمال هذا الجزء من العالم هي الصورة التي تمثل نموذجا للتعايش بين جميع الديانات "الإسلام والمسيحية واليهودية"، محذرا من محاولة تشويه الصورة بتهجير المسيحيين، والذي يقود إلى حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، وسيبقى فقط المسلمون واليهود وكلاهما غير قادر عل قبول الآخر، وحال تمت هذه المؤامرة ستشهد المنطقة بداية لحرب عالمية جديدة.

مؤكدا أنه لا يمكن أن يتخيل العالم العربي دون وجود المسيحيين في الصورة لأنها مهد المسيحية،، وينبغي أن تكون الهجرة باختيار الأشخاص وليس منفى أو بالأجبار مثلما جرى في سوريا والعراق.

المجتمع الدولى
وأوضح البابا أن المجتمع الدولى مطالب بزيادة الضغط على الجماعات الإرهابية ومساعدة الاقتصاد في البلاد المعنية ودعم العملية التعليمية في البلدان التي تشهد ظواهر إرهابية وتشجيع الحوار السلمي بين جميع الأطراف المعنية.

خلط الدين بالسياسة
ونفى البابا وقوع المنطقة منذ عقود في نيران خطاب الكراهية تجاه بعضهم البعض، وأشار إلى أن معظم المسلمين المعتدلين يقومون بتطبيق مبادئ الإسلام الصحيحة، والمشكلة تنشأ عند بعض التيارات التي تخلط الدين بالسياسة، ومن هنا يجب أن يتم الفصل بين الاثنين، ومن هذا المبدأ يجب بناء عقلية سوية يبدأ الإعداد لها من الفصل الدراسي.

وتابع البابا: لكي يتمكن العالم من استئصال جذور الإرهاب، يجب أن نبدأ أولًا من التعليم، لكون الأفكار المتطرفة مستمدة من كتب تحض على التطرف وكراهية الآخر، والتعليم الديني السليم هو المفتاح لفهم الجوهر الحقيقي للإسلام، مدللا على ذلك بوجود الآلاف من المقاتلين الغربيين في تنظيم "داعش"، بسبب الحصول على معلوماتهم من خلال التكنولوجيا الحديثة، وهو الأمر الذي يستدعى الرقابة على المحتوى الذي يقدم على شبكة الإنترنت.

فساد مبارك
وبالعودة إلى الحديث عن الشأن المصري، أكد البابا أن مصر الآن أفضل من حكم الأنظمة السابقة، سواء نظام حسني مبارك أو محمد مرسي، مشيرا إلى أن المجتمع المصري عاش 3 عقود سلام في عهد "مبارك"، لكن كان هناك غليان في المجتمع خلال الأعوام الأخيرة من حكمه، بسبب "الفساد" الذي امتد أيضا خلال فترة الحكم القصيرة "مرسي".

مشيدا في سياق حواره بالدستور المصري الجديد، ودخول الدولة في مرحلة البناء الحقيقى بفكر جديد ورئيس جديد ورؤية جديدة، لافتا إلى أنه خلال عامين أو ثلاثة، ستكون الدولة في حال أفضل بكثير مما كانت عليه.

براءة مبارك
وعرج البابا خلال حديثه، إلى حكم البراءة الذي حصل عليه الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقال إنه لا يتدخل في أحكام القضاء، لكنه من وجهة نظره الشخصية يؤيد الإفراج عنه بعد أن قضى 4 سنوات في السجن، بسبب شيخوخته.

دعم السيسي
وأشار البابا تواضروس إلى أنه دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكون البلاد كانت بحاجة لرجل قوي يتصدى للمخططات التي تحاك ضد أمنها القومي، خاصة بعد حالة الضعف التي أصابت جسد الدولة وهددت تماسكها خلال الأعوام الأخيرة من حكم مبارك وفترة مرسي القصيرة، لافتا إلى تصدع الدولة في جميع المجالات وحاجتها إلى إصلاح التعليم والصحة والاقتصاد وجميع الخدمات الأخرى التي تقوم على أساسها خدمة المواطن.

الديمقراطية والمجتمع المدنى
وفيما يخص رقابة الدولة المشددة لنشاط المؤسسات والمجتمع وتعارض ذلك مع الديمقراطية، قال البابا: إن مصر تعمل على بناء الديمقراطية، ولكن هذا البناء لا يأتى من أعلى الهرم، الديمقراطية يجب أن تشيد درجة درجة، ويجب علينا أن نعزز ممارسة الديمقراطية بداية من الفصول الدراسية.. معتبرا أن بناء ديمقراطية سليمة في مصر سوف يستغرق أعواما طويلة ربما تمتد لـ20 عاما.

وأكد البابا أنه يعمل على تحسين بعض الأمور التي تزعج الأقباط مثل التمييز في بعض الوظائف، وترميم الكنائس، وأنه ناقش مع الحكومة تشريع قانون جديد لدور العبادة ينهي عقبات بناء الكنائس.

وضع الإخوان
وفيما يتعلق بجماعة الإخوان وتصنيفها كمنظمة إرهابية، قال البابا: "إن جماعة الإخوان سيكون لها مكان في الحياة العامة، عندما تنبذ العنف وتتوقف عن مهاجمة المجتمع، وتعتذر عن الإضرار الذي سببته للشعب المصري".

واختتم البابا حواره بالإشارة إلى دور الكنيسة في إصلاح المجتمع وتحريره من الأمراض الاجتماعية، مثل: الشذوذ الجنسي والإلحاد، والتشجيع على المصالحة والعيش في سلام.
الجريدة الرسمية