رئيس التحرير
عصام كامل

سيادة الرئيس.. لن يستقيلوا!



الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد دائما أنه لا مكان معه للمسئول الضعيف، قال ذلك أثناء حضوره المناورة بدر، حيث طالب أصحاب القدرات الضعيفة بترك مناصبهم لأصحاب الأفكار الإبداعية، ثم أكد على ذلك مؤخرا أثناء افتتاحه لمشروعات القوات المسلحة، وأنا أقول للرئيس إن معظم المسئولين في الدولة الآن ليسوا على مستوى المرحلة التي تعيشها مصر ولا يستحقون العمل معكم والاستمرار في مناصبهم وأنهم من أصحاب القدرات الضعيفة، ومع ذلك لن يتركوا "كراسيهم" طواعية بل سوف يدمرون أصحاب القدرات العالية لضمان استمرارهم في مناصبهم أكبر وقت ممكن..


والدليل على ذلك مرور أكثر من شهر على دعوة الرئيس ولم يستجب لها أي مسئول من أصحاب القدرات الضعيفة ويفكر في ترك منصبه رغم حدوث كوارث في بعض قطاعات الدولة في الفترة الماضية.

سيدي الرئيس كنت ومازلت أتمنى صدور قراركم بإقالة كل القيادات الفاشلة والفاسدة ومحاكمتهم ليس بسبب الفشل والفساد فقط، ولكن أيضا بسبب إضاعتهم فرصا كثيرة للنهوض والتقدم.

فكل خطواتك للإصلاح تتوقف عند أبواب القيادات الفاشلة سواء كانوا وزراء أو محافظين أو رؤساء مصالح وأحياء وأنا لا أجد مبررا لاستمرارهم في مناصبهم منذ أدائكم اليمين وحتى الآن.

فالمواطنون في المحافظات يعانون من تدني مستوى الخدمات وعدم الانضباط وفوضى الشارع والمرور وجبال القمامة التي أصبحت مشهدا طبيعيا لا تستقيم الحياة بدونه والفساد المنتشر في المحليات ومخالفات المباني التي فاقت الوصف وبدلا من إزالتها يتم توصيل المرافق لها.

سيدي الرئيس لو أن هناك مسئولا في وزارة الزراعة أو في المحافظات يشعر بآلام الفلاحين ومشاكلهم ما تعرضوا للسجن أو الجوع بعد قيامهم بحرق المحاصيل في الأرض أو تقديمها غذاء للحيوانات، هؤلاء الفلاحون هم العمود الفقري للبلد وكسرهم يؤدي إلى انهيارها، لو أن هناك مسئولا يتابع ما تعرض المواطنون لجشع التجار والمحتكرين واستغلال السائقين.

سيدي الرئيس، خلال فترة حكمك الوجيزة حققت إنجازات كثيرة في ملفات عديدة "الاقتصاد والأمن والحرب على الإرهاب والسياسة الخارجية وسد النهضة والمشروعات الكبرى"، وننتظر الإنجاز في ملف اختيار القيادات فالنجاح أو الفشل في كل المجالات مرهون بحسن أو سوء الاختيار، الوقت ليس في صالحنا.

سيدي الرئيس، أنت تمتلك قوة وشجاعة اتخاذ القرار وكذلك حبا ووطنية وإخلاصا لهذا للبلد.. صفات يفتقدها معظم القيادات الحالية فأقلهم.. لأنهم لن يستقيلوا ويتركوا مناصبهم طواعية.
الجريدة الرسمية