رئيس التحرير
عصام كامل

إيكونوميست: قمة الخليج أثبتت وحدة الصف الخليجي.. تلاشي حلم الإخوان والعلمانية تعود لتونس.. تنظيم فاشي ابتدع أشكال التطرف وشكل خطرا على القومية.. تركيا الملاذ الأخير للجماعة


قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الفرحة عمت كل مكان بالدوحة العاصمة القطرية عندما التقى قادة مجلس التعاون الخليجي خلال القمة الخليجية في 9 ديسمبر الماضي، التي أكدت رأب الصدع بين قطر وجيرانها وأثبتت وحدة الصف الخليجي والتعاون ضد الإرهاب.


وحدة الصف
ورأت المجلة أن القمة أكدت توقف قطر دعمها لجماعة الإخوان ورضوخها لمطالب جيرانها، بعد تقديم الدوحة مساعدات سخية ومنبرا إعلاميا واسع الانتشار للجماعة وقياداتها الهاربين ما تسبب في مشاكل مع دول الجوار الذين رأوا في ذلك تهديدا للأمن والاستقرار.

نموذج الحكم الإسلامي
وأوضحت الصحيفة أنه في خلال الربيع العربي عام ٢٠١١، فاز الإخوان ورفاقهم في الفكر والنهج السياسي، بالانتخابات في كل من مصر وتونس، ومن ثم كانت لهم الريادة في الانتفاضات الدموية في سوريا وليبيا واليمن، وكذلك فرع الإخوان في فلسطين المتمثل في حركة حماس، كما تسلم حزب العدالة والتنمية في تركيا، بزعامة رجب طيب أردوغان زمام السلطة، وبدا وكأنه يقدم نموذجًا اقتصاديًا لحكم إسلامي.
تلاشي حلم الإخوان
وأضافت الصحيفة إن حلم الإخوان تلاشي في السيطرة على دول المنطقة بسرعة مذهلة، بدءا من ثورة 30 يونيو في مصر، التي أطأحت بنظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، ثم لحق بالتنظيم سلسلة من الهزائم المتلاحقة، في تونس وعاد النظام للعلمانيين، وخسروا قطر كداعم قوي لهم وترك لهم فقط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفقدت أنقرة معظم أصدقائها.

وأوضحت المجلة أن الفشل يتحمل مسئوليته الإخوان، فالإخوان في بداية التنظيم بدا كمحارب للإمبريالية في أعقاب خروج القوى الاستعمارية من الدول العربية ومن ثم تحولت لنهج العنف مستخدمة شعار الإسلام هو الحل، وبدا هذا الشعار مفيدا للتنظيم خلال الربيع العربي ولكن أخطأ الإخوان في تونس ومصر.

خطأ الإخوان

وأضافت المجلة أن الإخوان أخطأوا في قراءة نتائج الانتخابات على أنها تصريح لهم بتطبيق مشروعهم الإسلامي، في حين أن النتائج عكست ضعف القوى السياسية الأخرى، إذ أعجب الإخوان المسلمون بأنفسهم وتفردوا في السلطة ونفروا أنصارهم، ولكن في سوريا وجد الإخوان أنفسهم مطوقين بمجموعات متطرفة، طالبت بتطبيق فوري لقوانين إسلامية متشددة، أو أنها رفضت الديمقراطية بوصفها نظامًا بعيدًا عن أوامر الله، وفي حين كان للإخوان المسلمين اليد الطولى في بداية الحرب الأهلية السورية، لم يعد لهم اليوم من نفوذ يذكر.

تنظيم فاشي

ولفتت الصحيفة إلى أن الإخوان كان لهم خصوم أقوياء، على الرغم من رؤية الحكومات الغربية أن لهم وجها متسامحا للإسلام، ربما يكون قادرا على امتصاص المتشددين الذين يستخدمون العنف، بينما الحكومات العربية رأت أنهم يشكلون خطرًا قاتلًا وهذا ما حدث في مصر واعتقل معظم قادة التنظيم وجميعهم يخضعون للمحاكمة الآن.

ونوهت المجلة إن دول الخليج قضت على نفوذ الإخوان ووصفهم مسئول خليجي بأنه تنظيم فاشي وبوابة لابتداع أشكال التطرف، وانضمت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى مصر في حظر نشاط الإخوان لأنهم يشكلون تهديدا إرهابيًا.

وأضافت المجلة إن قيادات الإخوان لجأت إلى تركيا بعدما فقدت ملاذها في الدول العربية، والتحق بعض عناصرها بالتنظيمات الجهادية، ومنهم عمل مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
الجريدة الرسمية