رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تفاصيل جلسة مباحثات «السيسي» ونظيره الصيني


أقيمت بعد ظهر اليوم مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس عبد الفتاح السيسي، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، حيث كان في استقباله الرئيس الصيني شي جين بينج، وكبار المسئولين الصينيين.


وعقب مراسم الاستقبال الرسمي وعزف السلامين الوطنيين المصري والصيني، واستعراض حرس الشرف، عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية بحضور وفدي البلدين، أعقبها مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين الجانبين، وتلا ذلك مأدبة عشاء أقامها الرئيس الصيني تكريمًا للرئيس والوفد المرافق له.

واستهل الرئيس الصيني اللقاء بالترحيب بالرئيس، معربًا عن سعادته باستقبال الرئيس السيسي، وبعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين الشعبين المصري والصيني أخذًا في الاعتبار أن الدولتين لديهما حضارة عظيمة، مثمنًا كون مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين ومن أوائل الدول التي أقامت معها الصين علاقات إستراتيجية.

وأشاد الرئيس الصيني بمصر وما تتمتع به من ثقل في العالم العربي والقارة الأفريقية والعالم الإسلامي، مؤكدًا أن الصين حريصةٌ على تعزيز العلاقات الثنائية وأنها ماضية قدمًا لتدعيم علاقات التعاون والشراكة مع مصر، التي تُعد نموذجًا للعلاقات الصينية العربية، والعلاقات الصينية الأفريقية، ومثالًا يحتذى للتعاون بين دول الجنوب. ونوَّه الرئيس الصيني إلى أن توقيع وثيقة إقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين من شأنه أن يدفع التعاون في كافة المجالات إلى آفاق أرحب.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس قدم الشكر للرئيس الصيني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، موجهًا له الدعوة لزيارة مصر، وهو ما رحب به الرئيس الصيني، مؤكدًا حرصه على تلبيتها في وقت مناسب للبلدين خلال عام 2015. وأعرب السيد الرئيس عن ترحيب مصر بمقترح الصين لتطوير العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.

كما رحب الرئيس بمبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء طريق الحرير البري والبحري، منوها إلى دور مصر وموقعها الإستراتيجي كنقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة الطموح وتحقيق أهدافها.

ومن جانبه، أشار الرئيس الصيني إلى أن مبادرة إعادة إحياء طريق الحرير ستحقق المصلحة المشتركة للبلدين إذ يمر هذا الطريق بخمس وستين دولة، موضحًا أنه تلقى موافقة خمسين دولة منها ـ حتى الآن - للمساهمة في هذا المشروع.

وأضاف الرئيس الصيني أنه يتابع باِهتمام تطورات الأوضاع في مصر، مؤكدًا ما لمسه من مساعٍ دؤوبة من أجل تحقيق التنمية والإصلاح، ومشيدًا بما حققه الرئيس منذ توليه منصبه من استقرار وتحسن في مستوى معيشة المواطنين. كما أكد أنه على ثقة كاملة في أن مصر تحت قيادة الرئيس تمتلك القدرة والحكمة في التعامل مع كافة التحديات التي تواجهها، مضيفا أن الصين تدعم خيارات الشعب المصري بالنسبة لنموذج التنمية الذي يلائم احتياجاته ويفي بمتطلباته.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس ثمَّن موقف الصين واحترامها لإرادة الشعب المصري، وأكد احترام مصر لمبدأ الصين الواحدة، وتأييدها لوحدة الأراضي الصينية.

كما أشار الرئيس إلى حرص مصر على إدارة علاقاتها الخارجية بشكل مستقل ومتوازن إزاء جميع الدول وأنها حريصة على تطوير التبادل التجاري مع الصين، وتستهدف إصلاح خلل الميزان التجاري، كما تتطلع لمشاركة الصين في المشروعات التنموية وزيادة استثماراتها في مصر.

كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون في عدد من المجالات التي تمت مناقشتها مع المسئولين وممثلي مجتمع الأعمال الصينيين، فضلًا عن اهتمام مصر بتعزيز التعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية، داعيًا إلى زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للشباب المصري في الجامعات الصينية، وإنشاء جامعة صينية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة الإسماعيلية الجديدة لتقديم خدمة تعليمية متميزة للمصريين من أبناء سيناء.

وأعرب الرئيس الصيني عن ترحيب بلاده بالشباب المصريين الدارسين في الصين، منوها إلى الدعم الذي تقدمه بلاده لتدريس اللغة الصينية في مصر، ومؤكدا على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات والمعاهد المختلفة في البلدين.

كما اقترح الرئيس الصيني إقامة لجنة ثقافية مشتركة لتوجيه العلاقات بين البلدين في هذا المجال، ورحب في هذا الصدد بإقامة فعاليات ثقافية بالتبادل بين البلدين في عام 2016 الذي سيشهد الاحتفال بمرور ستين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
من جانبه، أكد الرئيس الصيني أن ترفيع علاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة سيدعم التنسيق المشترك والتعاون بين البلدين سواء على المستوى الثنائي أو في القضايا الحيوية في المحافل الدولية.

كما أعرب الرئيس الصيني عن اهتمام بلاده بالعمل والاستثمار في مصر، خاصة في ضوء ما لمسه الجانب الصيني من جهود مصرية لتحسين مناخ الاستثمار وتذليل العقبات أمام المستثمرين، مشيرا إلى حرص حكومة الصين على دعم الشركات الصينية لتنفيذ مشروعات في مصر في مجالات السكك الحديدية والقطارات فائقة السرعة وحفر الأنفاق وتنمية محور قناة السويس.

وأضاف الرئيس الصيني أن بلاده تشجع الشركات الصينية على الاستيراد من مصر، مطالبا المُصدرين المصريين بدراسة السوق الصينية والترويج للمنتجات المصرية وتعريف المستهلك الصين بها.

ودعا الرئيس إلى أهمية تشجيع السياحة الصينية إلى مصر في ضوء ما تتمتع به من إمكانيات سياحية هائلة. ومن جانبه، ذكر الرئيس الصيني أنه سبقت له زيارة القاهرة في عام 2000، معربًا عن تطلعه لزيارة مدن مصرية أخرى ومقاصد سياحية ومواقع أثرية مصرية، منوها إلى تشجيعه للسائحين الصينيين لزيارة مصر، حيث أكد على أهمية الحملات السياحية الترويجية الرامية إلى تعريف السائح الصيني بالمقاصد السياحية والمعالم الأثرية المصرية، والخدمات السياحية التي تُقدَّم للسائحين في مصر.

واستعرض الرئيسان تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولاسيما الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، مع التنويه إلى ضرورة إيجاد حلول لمشاكل المنطقة بما يتماشى مع رغبات شعوبها ويساهم في تحقيق طموحاتها.

وفي ختام المباحثات وقع الرئيسان على وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين، كما وقع الوزراء المعنيون في البلدين على الاتفاقيات التالية: اتفاقية للتعاون الاقتصادى والفني بين البلدين، واتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، واتفاقية إطارية للتعاون في مجال الفضاء بين هيئة الفضاء الوطنية الصينية CNSA والهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، ومذكرة تفاهم لإنشاء معمل "مصري- صيني" مشترك للطاقة المتجددة بين وزارة البحث العلمي المصرية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، و محضر أعمال الدورة السادسة للجنة التجارية والفنية والاقتصادية المشتركة التي عُقدت في بكين خلال شهر ديسمبر 2014.

الجريدة الرسمية