رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: لهجة الإخوان والإسلاميين تحولت من لغة السياسة إلى لغة البقاء على قيد الحياة.. المشهد السياسى المصرى مرتبك أمام "كيرى".. مسئولون أمريكيون يطالبون بوقف المساعدات العسكرية لمصر

وزير الخارجية الأمريكى
وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم "الأحد" بالشأن المصري، وذكرت صحيفة "الباييس" الإسبانية، أن المشهد السياسى فى مصر بدا مرتبكاً ومتوتراً أمام وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، وذلك بعد عامين من الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، وامتد الصراع من ميدان التحرير إلى مناطق أخرى على دلتا النيل.


وأضافت الصحيفة: "لقد اجتمع رجال أعمال مصريين وأمريكيين ووزير الخارجية الأمريكى من أجل إنعاش الاقتصاد للبلد العربى والعبور نحو الديمقراطية، والحصول على قرض صندوق النقد الدولى الذى يبلغ 8. 4 مليار دولار وهى الإصلاحات التى تتطلب توافقًا سياسيًا واسعًا.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن سؤال مشرعين أمريكيين حول المساعدات العسكرية لمصر، مشيرة إلى المخاوف بشأن إسرائيل، والشعور بالقلق إزاء عدم الاستقرار السياسى فى مصر وأزمة ميزانية الولايات المتحدة.

وذكرت أن عددًا متزايدًا من المشرعين الأمريكيين يحتجون على تقديم 1.3 مليار دولار سنوياً من المساعدات العسكرية إلى القاهرة، بحجة أنه يجب مراجعة هذه السياسة بعد الأحداث الأخيرة التى تتسم بعدم الاستقرار، ومن شأنها أن تؤثر على أمن إسرائيل.

وأضافت أن "السخاء الأمريكى لمد مصر بأساطيل كبيرة من الدبابات "M1A1 " ومقاتلات "F-16"، قد يأتى بنتائج عكسية، نظراً لعدم القدرة على التنبؤ بأفعال الحكومة التى تقودها جماعة الإخوان فى مصر وعلاقتها المشحونة مع إسرائيل".

وقال النائب فيرن بوكانان: إن مصر ليست صديقة لأمريكا فلماذا نعطيها ملايين الدولارات، ونحن نغرق فى بحر من الديون"، وفى مجلس الشيوخ، دعا النائب جيمس إنهوف فى 31 يناير الماضى إلى إيقاف مؤقت للمساعدات العسكرية لمصر، بما فى ذلك أسطول من 20 طائرة F-16.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى القاهرة تأتى من أجل إحلال السلام فى مصر وإنهاء الصراع السياسى المحتدم، خاصة فى ظل قرب انهيار الاقتصادى المصرى.

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الوفد الدبلوماسى المرافق لوزير الخارجية الأمريكى، تأكيده على أن كيرى سيحاول إقناع المصريين بالمضى قدمًا فى الإصلاح السياسى والاقتصادى، وذلك من أجل الحصول على مئات الملايين من الدولارات التى خصصتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لمساعدة مصر. ووفقًا للصحيفة فإن كيرى أكد ضرورة التجاوب مع المؤسسات الدولية للحصول على قرض صندوق النقد الدولى.

وأشارت صحيفة إندبندنت أون صنداى البريطانية إلى أن حادث سقوط المنطاد الهوائى والذى أدى لمقتل 19 سائحًا من جنسيات مختلفة هو غيض من فيض.

ونقلت الجريدة عن طيار بريطانى، يدير شركة كبيرة لإدارة المناطيد الهوائية فى بريطانيا، قوله: إن "تحطم المنطاد كان أمراً لا مفر منه، خاصة أن الطيارين البريطانيين يرفضون العمل فى مصر وتركيا بسبب مخاوفهم من تراجع معايير السلامة"، مضيفاً أن "كلاً من مصر وتركيا لا تلتزمان بقواعد الأمان الخاصة بتشغيل المناطيد الهوائية، واضطررت لفسخ عقد كنت قد أبرمته مع تركيا بعد أن أجبرونى على الطيران بالمنطاد على الرغم من سوء الأحوال الجوية، كما أن هناك أكثر من 123 بالوناً هوائياً كانت تطير فى وقت واحد، وهو ما يخالف أدنى قواعد معايير الأمان والسلامة، كما أن كلا البلدين تعتمدان على شباب قليلى الخبرة".

وقالت وكالة الأسوشيتد برس إن "كيرى اختتم زيارته إلى مصر المنقسمة، وحث الرئيس المصرى ووزير الدفاع على إجراء إصلاحات"، مضيفة أن "كيرى وجه تحذيراً للسياسيين المصريين بضرورة التغلب على خلافاتهم لإعادة الاقتصاد المصرى المتعثر إلى مساره، والحفاظ على الدور القيادى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط المضطربة، كما وجه رسالة مماثلة إلى الرئيس محمد مرسى ووزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى".

ونشرت مجلة نيوزويك الأمريكية تقريراً قالت فيه إنه "مع تخطيط المعارضة المصرية للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية والمطالب المتزايدة للرئيس محمد مرسى بالتنحى فإن هناك تهديداً متنامياً بالعنف السياسى فى مصر"، ونقلت المجلة عن أحمد عبد الحميد، عضو حركة حازمون، قوله "إنه لو كانت محاولة المعارضة باقتحام قصر الرئاسة وإسقاط الرئيس محمد مرسى، نجحت، لكان الإسلاميين سيطروا على البلد بالقوة"، فيما نقلت عن معز عبد الكريم، العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين، قوله إن "الكثيرين يناقشون خلف الأبواب المغلقة الرد بعنف إذا ما تم تهديد رئاسة مرسى بقوة. ففى هذه الحالة سيتم الرد بعنف وسيرون أن هذا العنف هو الوسيلة لحماية الدولة".

وقال شادى حميد، المحلل بمركز بروكينجز الدوحة، للمجلة إن "لهجة الإخوان والإسلاميين تحولت من لغة السياسة إلى لغة البقاء على قيد الحياة فى الأشهر الأخيرة الماضية، وباتوا يخشون بالفعل من محاولة إسقاط مرسى. لكن العنف السياسى بات واقعًا فى مصر، بينما قال أحد الأعضاء البارزين بجماعة الإخوان المسلمين للمجلة إن "هناك مخاوف بالفعل من عدم قدرة السلطات على حماية مرسى، ونحن نترك مسئولية التعامل مع المتظاهرين للشرطة والجيش، لكن حينما يفشلون، فإن الإخوان جاهزون للمواجهة".

الجريدة الرسمية