رئيس التحرير
عصام كامل

الصلح مع قطر.. كرامة مصر أولا يا سيسي !



أغلقت قطر الجزيرة مباشر..اعترافا بالجريمة بحق شعب مصر في أول استدلال للقرار..والأخبار تقول: المبعوث الخاص لأمير قطر إلى القاهرة يعلن أن للإخوان في قطر الحق في الإقامة بها دون العمل بالسياسة ضد دول شقيقة وهو في أول قراءة له ليس إلا اعترافا بجريمة ثانية!


كانت الجزيرة تحرض ضد مصر ليل نهار.. وكانت تتبني أفكارا ومصالح جماعة إرهابية مجرمة منذ نشأتها وحتى نهايتها القريبة بإذن الله..دون أدنى اعتبار لاستقلال الدول ولا حق الشعوب في اختيار حكامها ولا حتى التزاما بقواعد التعامل بين الدول - حتى غير الشقيقة - والمبنية في الأصل على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها!.

في المقابل..لم تستضف مصر معارضا قطريا واحدا..ولم تتبن الإنفاق على محطة فضائية تهاجم قطر ولا إذاعة موجهة ولا حتى جريدة ولا موقع إلكتروني ولم يتجاوز الأمر حدود اشتباك الإعلام الخاص مع الحالة وكان على قدر الغضب المصري شعبيا ورسميا!.

الآن..التراجع القطري عن كل ذلك ووقفه أول أدلة الاعتراف بالخطأ..وإن كان الاعتراف بالخطأ فضيلة فالاعتذار عنه فضيلة الفضائل..وبالتالي ومع كل الاحترام لكل جهد يبذل لتقريب وجهات النظر وبعد السطور السابقة نجده لا معني له..فنحن أمام طرف مخطئ باعترافه العلني الصريح..وبين طرف دفع الثمن غاليا من دماء أبنائه ومن أمهات وزوجات وأبناء وأسر وعائلات فقدوا عوائلهم وأعز أبنائهم ليس بالضرورة برصاص قطري وإنما بالفتنة القطرية فيه وهي - كما نعلم جميعا - أشد من القتل!.

الآن..ونحن فيما يبدو على مفارق طرق ربما تكون فاصلة في الخلاف مع قطر وربما لا يكون..لا نملك إلا القول أن العلاقات الدولية في الدول المحترمة تحديدا تصيغها الشعوب وتعتمدها الحكومات..وإن كان الشعب المصري وقد دفع الثمن غاليا دون أن يستشيره أحد في الصلح مع قطر..ولأن شعبنا شعب طيب كالشعب القطري تماما ونحن لا نحمله خطايا حكامه..لذا ليس علينا من سبيل إلا أن نطلب وفي ظل غياب البرلمان إلا أن تحفظوا كرامة مصر الكبيرة التي انتصرت في مثل هذا اليوم من عام 56 على القوتين العظميين في العالم وقتها ورحل عن بلادنا آخر جندي بريطاني واعتمدناه من وقتها عيدا للنصر..وهو ما يعكس حجم مصر ومكانتها..

ولكن..وبعيدا عن ذلك..ولكون الاعترافات القطرية تتوالي واحدا بعد آخر نري أنه لا يستقيم معها أي قمة مصرية قطرية في بلد ثالث..وإن كانت الذكري تنفع المؤمنين فقد جاء أمير قطر السابق ليقدم العزاء في أستاذه المصري الذي علمه في الصغر ورحل قبل سنوات في لفتة جيدة..فلا أقل والحال كذلك من مجىء تميم نفسه..ليس ليعزي فقط في شهدائنا وقد قتلهم تحريض الجزيرة وإنما لأن المقامات يجب أن تظل محفوظة..وحيث إن السيسي أقسم على رعاية مصالح المصريين فإننا نذكره بالألم النفسي الذي سيكون عليه عموم شعبنا إن تمت القمة بشكلها المسرب من الآن حتى لو كان التمهيد لها يتم بغلق الجزيرة وأخواتها..إذ أن الجرح عميق ومداواته تحتاج إجراءات أعمق بكثير من غلق قناة أو غلق صحيفة!.
الجريدة الرسمية