رئيس التحرير
عصام كامل

"عبد الحي أديب" صاحب الـ 200 سيناريو.. استغل شغفه بالفن لإثبات موهبته.. شعار "السينما: فن.. صناعة.. تجارة" سر نجاحه.. مؤلف أول فيلم مصري يصل لـ"الأوسكار".. ونجله "عماد الدين أديب" يسير على خطاه

الراحل عبد الحي أديب
الراحل عبد الحي أديب

لُقب عبد الحي أديب ابن مدينة المحلة الكبرى، برجل السيناريو الأول في السينما المصرية، وتمكن من استغلال شغفه بالفن، فكتب نحو 200 سيناريو لمجموعة من أهم الأفلام التي شهدتها السينما المصرية، فتمكن من إثبات إبداعه وموهبته كما وكيفا، وسار على مبدأ "السينما: فن.. صناعة.. تجارة" فكان سر نجاحه.


نشأته وشغفه بالسينما
ولد عبد الحي أديب في 22 ديسمبر من عام 1928 في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، في أسرة متوسطة الحال، حاول العمل في مصانع الغزل والنسيج كباقي شباب بلدته، وأنشأ مع إخوته مصنعا للعائلة في مدينة طنطا، ولكن شغفه بالفن تسبب في فشل جميع مشاريعه الصناعية، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي درس من خلاله في قسم التمثيل، ثم التحق بالعمل كمساعد مخرج للمخرج يوسف شاهين، وتأثر بأستاذه المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، والذي سانده وساعد في اكتشافه ككاتب بعد أن جعله يشارك معه في كتابة العديد من أشهر أفلام السينما المصرية.

بداية ونهاية
بدأ أديب رحلته في عالم السيناريو عام 1958 بـ فيلم "باب الحديد"، الذي كان بمثابة انطلاقة له وللمخرج العالمي يوسف شاهين، وقامت ببطولته هند رستم إلى جانب يوسف شاهين وفريد شوقي، وتسبب الفيلم في صدمة جمهور السينما في ذلك الوقت، ولم يلق نجاحا كافيا داخل مصر، لكنه لقي نجاحا عالميا، وأصبح من الأعمال الفارقة في تاريخ السينما المصرية.
واختتم أديب أعماله السينمائية بفيلم "ليلة البيبي دول" والذي تم عرضه في السينما بعد وفاته، حيث عرض أديب الفيلم على الرقابة ورفضته، وبعد وفاته، قام ابنه ومخرج الفليم عادل أديب بعرض الفيلم على الرقابة مرة ثانية، ووافقت الرقابة، وتولت شركة جودنيوز التي يمتلكها أبناء أديب بإنتاج هذا الفيلم، الذي بلغت تكلفته نحو 40 مليون جنيه، فهو أضخم إنتاج عرضته السينما العربية، ورصد أديب في الفيلم رؤيته للأحداث السياسية وخاصة بعد 11 سبتمبر وتأثيرها على العلاقة بين العرب والغرب.

أعمال سينمائية خالدة
ما بين بداية أديب ونهايته، وخلال 40 عاما وهي الفترة التي شهدت كتاباته السينمائية، منح أديب للسينما المصرية مجموعة كبيرة من الأعمال التي ساهمت في رقيها وتقدمها، مثل فيلم "صغيرة على الحب"، بطولة سعاد حسني ورشدي أباظة، و"قضية سميحة بدران" للنجمة نبيلة عبيد، و"سعد اليتيم"، و"استاكوزا"، و"امرأة واحدة لا تكفي"، وقام ببطولة هذه الأفلام النجم الراحل أحمد زكي، "مذكرات مراهقة" الفيلم الذي أخرجته إيناس الدغيدي وكان انطلاقة لهند صبري وأحمد عز، وثارت حوله ضجة كبيرة، وغيرها من عشرات الأفلام الخالدة في تاريخ السينما.

ترشيحات الأوسكار
جميعنا نعرف فيلم "أم العروسة" وقد نحفظه عن ظهر قلب، لكن ربما لا نعرف أن مؤلف الفيلم هو عبد الحي أديب، وأن هذا هو الفيلم المصري الوحيد الذي وصل للترشيحات النهائية للأوسكار كأحسن فيلم أجنبي، كما أنه الفيلم العربي الذي اقتبست منه هوليود عددا من أفلامها التي تتناول القضية ذاتها.
وشارك أديب بـ 6 أفلام في السينما التركية منها "الجبار، شيطان البوسفور، والحسناء والوحش، ورجل لا يعرف الخوف، ومغامرات في إسطنبول، والصعلوك" وقد شاركه في بطولة هذه الأفلام عملاق الشاشة الفنان فريد شوقى، وأيضًا قام أديب بعمل فيلم "جميلة" وهو إيرانى تركى للمخرج هولكى سانر، كما شارك في السينما اللبنانية السورية فقدم فيلم سائق الملايين، الأستاذ أيوب، باى باى يا حلوة، التعابين الثلاثة، والمدرسة ولاعب الكرة.

عائلة فنية جدا
تزوج أديب من السيدة بسيمة محمد الفخراني، ورزق منها بثلاثة أولاد هم الآن من مشاهير الفن والإعلام الآن، الأكبر هو الإعلامي والكاتب الصحفي عماد أديب الذي يرأس شركة جود نيوز للإنتاج الفني، وهو الذي خلف والده في كتابة السيناريو وكانت أولى أعماله سيناريو فيلم "زوجة رجل مهم"، والابن الأوسط هو المذيع عمرو أديب، مقدم برنامج القاهرة اليوم على قناة أوربت، أما الابن الأصغر فهو المخرج السينمائي عادل أديب الذي أخرج فيلم "ليلة البيبي دول"، والذي انتهى من إخراجه في 2008 بعد وفاة والده.
وتوفى عبدالحى أديب صباح يوم الأحد 10 يونيو 2007 عن عمر يناهز 79 عاما في سويسرا، حيث كان يعالج من مرض في القلب.
الجريدة الرسمية