رئيس التحرير
عصام كامل

على فكرة.. جيفارا ما كانش عجلاتى!!


تقرأ أن "الاشتراكيون الثوريون"، يرفضون دعم نزول الجيش ويقولون إن هذا "إفلاس سياسى، ولا أعرف كيف لهؤلاء أن يقولوا هذا، بينما يؤمنون بفكر دخيل على مصر ومستورد من الروسى "ليون تروتسكى" ويراد به إسقاط الدولة، أليس من الإفلاس السياسى أن يستجلب شخص فكرة من مكان بعيد عن بيئته بدايةً؟!

وبالطبع أعرف ردودهم المُعلبة، بأن الإنسان واحد أينما كان وأن هذا فكر إنسانى دولى، وما إلى ذلك من "الهُراء" الذى لا يستقيم مع الخصوصية الحضارية لمصر أو أى دولة، والذى سقط فى بلاده وانعدم قبل أن يولد فى مصر من قبلهم.
وأعرف أنهم سيبررون فكرهم بأنه لم يُطبق بالشكل الذى كان يجب وأن يكون عليه فى روسيا، وهم فى هذا "المنطق التبريرى"، يتشابهون مع المتأسلمين بالتأكيد الذين هم مثلهم ولكن بشكل دينى!!
كما أن إفلاسهم نابع عن كونهم لا يطرحون حلولاً عقلانية أبداً، بل كانوا ضمن أهم أسباب وصول الإخوان للسلطة، لأن من يُشاهد رغبتهم الشديدة فى الفوضى واستمتاعهم بها لابد أن ينخدع من نظيرهم الملتحف بالدين، فالهروب مما يقولون ويفعلون يرمى البُسطاء من محبى الخير والسلام، فى الخدعة المُقابلة المُسماة "بالمُتأسلمين"، الذين هم أبعد ما يكون عن الإسلام أيضاً!!
فالاشتراكيون الثوريون والمُتأسلمين يُعبرون عن الراديكالية المُفرطة يساراً ويميناً. ورغم أن هؤلاء الثوريين ليس لديهم مُريدين إلا من المفلسين والمجانين المعتوهين، فإنهم لن يعترفوا أبداً "ببلههم" الفكرى، لأنهم صنعوا "للبله" مراجع وكُتب!!
أما أغرب الأشياء فتجدها فى أحد رموزهم الثورية المُتعارض مع فكر تروتسكى: شى جيفارا "العسكرى"!! ما هو على فكرة: جيفارا ما كانش عجلاتى!! لقد كان جيفارا عسكرياً، ولو أنه جاهد فى ميليشيات، وكان مثله الأعلى "ستالين" الدموى قاتل تروتسكى وكان جيفارا قاتلا يقتل كل من يشك فيه، حتى إن من حوله أصبحوا يلفتوا نظره لتلك!! هذا أحد رموزهم الذى يعشقون، وفى النهاية يتكلمون عن أن استدعاء الجيش لفترة قصيرة، والذى ليس بديكتاتورية أحد أمثلتهم العُليا، إفلاساً!! فماذا يكون الإفلاس، إن لم يكن ما يؤمنون به ويفعلون، من رغبة عارمة فى الدمار؟!
إن حلمهم هو أن يكون هناك ثورة من أجل الثورة. ولذا، فان عددهم لا يُذكر. ولكن تجدهم منتشرين فى الميادين التى تملؤها الفوضى، لأنها بالنسبة لهم "هواية" و"غية" و"إدمان"، مثل الترامادول!! فهم ملوك التخريب والتعرض للشرطة والجيش، وبالطبع تستغلهم مختلف القوى السياسية، ممن يريد استهداف الدولة، حيث إن أوهامهم تسوق لهم بأنهم قادرون على إسقاط مصر لبنائها من جديد، وفقا لنظرياتهم المريضة التى عبر عنها شخص منهم فى كليب شهير على اليوتيوب!!
وعلينا ألا ننسى أن الاشتراكيون الثوريون على علاقة قوية بالمُتأسلمين، ويعاونونهم فى أى استهداف لمفاصل الدولة ويكفى فى هذا الصدد، مقولة الاشتراكى الثورى البريطانى "كريس هارمان": "نقف بعض الوقت مع الإسلاميين ولا نقف أبداً مع الدولة". وهنا يتفق هدف هؤلاء المُفلسين مع الإخوان فى إسقاط مؤسسات الشرطة والجيش، وليس مجرد وزير ينفذ سياسات من هنا أو هناك، كما نفذ محمد إبراهيم أوامر دهس شبابنا بالمنصورة، على سبيل المثال!!
فمن الطبيعى، أن يروا أن دعم نزول الجيش للشارع إفلاس ولا يجدوا إسقاط الجيش والدولة ككل إفلاساً!! فهم ليس لديهم حلولاً أو بدائل للمواطنين، ويريدون للجميع أن يصبح من العُمال فى الدولة، وفقا لنظرياتهم "التروتسكية" الوهمية والتابعة لحُقبة انتهت من الوجود أصلاً!!
وأحب أن أقول لهم: إن كُنا نحن مُفلسين، فأنتم الإفلاس ذات نفسه!!
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية
الجريدة الرسمية