باكثير "صاحب وا إسلاماه".. مصري بمرسوم ملكي
يوافق اليوم 21 ديسمبر ميلاد باكثير عام 1910 في أندونيسيا لأبوين من حضرموت، اللذين حرصا عقب ولادته على انتقاله إلى بلده لتعلم العربية هناك حيث شب وترعرع، وفي عام 1934 سافر إلى مصر، حيث التحق بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا"، حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1939، وخلال فترة الدراسة ألف مسرحيته "أخناتون ونفرتيتي" بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي، والتحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م وعمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما.
بعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر، حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم، وقد قال باكثير في مقابلة مع إذاعة عدن عام 1968 أنه يصنف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.
تزوج باكثير في مصر مرة أخرى عام 1943 من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق، وقد تربت الابنة في كنف باكثير الذي لم يرزق بأطفال، وحصل على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22 أغسطس 1951.
تنوع إنتاج باكثير الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية "وا إسلاماه" و"الثائر الأحمر"، ومن أشهر أعماله المسرحية "سر الحاكم بأمر الله" و"سر شهر زاد" التي ترجمت إلى الفرنسية و"مأساة أوديب" التي ترجمت إلى الإنجليزية.
كما كتب باكثير العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة آنذاك،
وقد أصدر منها في حياته ثلاث مجموعات ومازالت البقية لم تنشر في كتاب حتى الآن.
أما شعره فلم ينشر باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوطا وإما متناثرا في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها، وكان باكثير يجيد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى لغته الأم "العربية".
توفي باكثير في مصر في نوفمبر 1969، إثر أزمة قلبية حادة ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.