رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الأولى والأخيرة!


"الله يكون في عونك يا سيسي".. عبارة نسمعها يوميا عشرات المرات سواء في المجالس الخاصة أو العامة وحتى أمام شاشات الفضائية.

وذلك تعبيرًا عن جسامة المسئولية والتركة الكبيرة التي ورثها الرئيس، وهي تركة ليست فقط كبيرة بل أيضًا حصاد نصف قرن من الفساد والتدهور والتراجع على كل المستويات، فحينما تُذكر الإحصائيات سواء في التقدم أو التخلف تجد أن مصر تحتل المراكز الأولى في السوء والفشل والتدهور، وتحتل المراكز الأخيرة في التقدم والنجاح والجودة والإنتاج.


فمثلا في جودة التعليم مصر تحتل المركز الأخير ١٤٨ من ١٤٨ بعد بوركينا فاسو، في حوادث الطرق تحتل المركز الأول تقريبا ١٢ ألف قتيل و20 ألف مصاب سنويا، في الفساد تأتي مصر في المراكز الأولى في الدول المنتشر فيها الفساد رغم كثرة الأجهزة التي تكافحه.

في التصنيف العالمي للجامعات تحتل مصر المراكز الأخيرة من بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، في حين أنها تحتل المراكز الأولى في انتشار الأمراض وخاصة السرطانية والفيروسات الكبدية والأورام، مصر الأولى على مستوى العالم في استيراد القمح وهو سلعة إستراتيجية وأمن قومي.

مصر فيها أكبر نسبة من الشباب الأولاد والبنات غير قادرين على الزواج، وتأتي في المراكز الأولى على العالم من حيث نسبة العنوسة، مصر تحتل مرتبة متقدمة في الدول الطاردة للكفاءات والعلماء وشباب الباحثين.

وتأتي في مراكز متأخرة في مجال جذب الاستثمارات، مصر تأتي في ترتيب متقدم في مجال تجارة الأعضاء مواطنون يبيعون أعضاءهم البشرية من أجل الأموال، والأخيرة في مجال التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.

تأتي مصر في مقدمة الدول التي فيها تليفون محمول وتستخدمه في مجالات غير مفيدة، ومن أوائل الدول التي فيها نسبة عالية من المدخنين، وأواخر الدول التي فيها بحث علمي حقيقي يضيف إلى الناتج القومي، ومن أوائل الدول استيرادًا للوقود والبذور والتقاوي، وأواخر الدول في التصدير.

مصر تحتل المركز الأول في التلوث والتكدس المروري، الجهاز الإداري للدولة هو الأكبر عددا على مستوى العالم بالنسبة لعدد السكان وهو الأقل إنتاجية، هذه تركة ثقيلة تحتاج إلى جهد وعمل شاق ولن يستطيع الرئيس وحده القيام بها مهما كانت قدراته.

الكل يطلب من الرئيس وكأنه هو المسئول عن 90 مليون مواطن، الكل يطالب بحقوقه وينسى واجباته، مسئولية الرئيس فقط هي ضرورة اختيار الأكفأ من القيادات حتى يتحملوا المسئولية معه.. واللهم ولي من يصلح أو أصلح من تولى.

egypt1967@ yahoo.com
الجريدة الرسمية