السيسي يحكم بالإدانة على مبارك..أين فريد الديب؟
الأمثلة على الفرق بين مبارك والسيسي كثيرة جدا لا يتسع لها مقال واحد..إلا أن المبررات في الدفاع عن مبارك مدهشة وعجيبة منها مثلا من يقول لك "يكفي أن الأمن كان موجودا"! رغم أنها أول وأبسط وظائف أي نظام سياسي في أي دولة في العالم..بل هي حتى وظائف العمد وشيوخ البلد في القري والكفور..بل كانت أصلا مهمة الفتوات في الاحياء الشعبية القديمه! وهي ليست ميزة ولا منة ولا إنجازا من أحد..رغما أن الأمن كان موجودا على حساب كرامة الناس وإمبراطورية المخبرين وأمناء الشرطة ورشاوي المرور وتقارير الأمن المرعبة! وكان ثمنها غاليا جدا..
اليوم السيسي يعلنها صريحة في لقائه مع المثقفين "مبارك منه لله هو اللي خربها وهذا رأيي منذ كنت بالقوات المسلحة وكان لابد أن يمشي منذ خمسة عشر عاما قبل خراب مؤسسات البلد وانهيارها"! التصريح هو الأخطر على الإطلاق وشيئا فشيئا يعلن السيسي انحيازه الاجتماعي حيث لم ينس أن يقول: "لن يسرق أحد جنيها من أهل بلدي وهم في أمس الحاجة إليه..ومن أخذ جنيها سوف يعيده" بما يعني فتح ملفات فساد متعددة قريبا وأصحاب هذه الملفات فتحوا النار مبكرا ووظفوا محامين وإعلاميين من أجل التهويش المبكر وتشويه كل من ينصح السيسي بالحسم مع الفساد والكثيرون أعتقدوا أنها معارك لله والوطن يقوم بها هؤلاء..لكن يبدو أن الأمر مكشوف ومفضوح والأهم أن السيسي وفيما يبدو لا يحتاج إلى نصائح من أحد..لا يحتاج إلا الدعم من كل الشرفاء فلم يفته في اللقاء أيضا أن يقول وهو أخطر ما قاله "لا أستطيع أن أهدم أعمدة في الدولة أقيمت على أساس خاطئ حتى لا تقع الدولة كلها لكنني أفعل ذلك بتمهل"!
السيسي يدرك ما يفعل بقي أن يدرك الآخرون..السيسي قال تماما ما تناولناه في مقال أمس الأول بعنوان "هيكل وخصومه والتآمر على السيسي"، حيث قلنا إن هناك من يهدم عمدا كتلة 30 يونيو والسيسي قال:"إن أولوياتي هي اصطفاف المصريين وعدم تقسيمهم" وبالفعل نحتاج إلى وحدة الصف لمواجهة الخارج والإرهاب في نفس الوقت!
الآن..الفرق واضح بين البراءة في الجنائي التي تحتاج إلى أدلة وبين الإدانة في السياسي ولا يحتاج الأمر إلا إلى شواهد يعرفها الجميع وعاشتها الأغلبية لبلد كبير سرقه اللصوص والحرامية وعجز - بعد أن كان منافسا لكوريا الجنوبية - عن تنظيم طوابير الخبز وجمع القمامة ولا توزيع أنابيب البوتاجاز ولا حتى تنظيم المرور ولا وقف العشوائيات في حالة فوضي في بلد كبير غير مسبوقة ولا مثيل لها !
الآن..ما رأي الأستاذ فريد الديب؟ .. هل سنراه يهاجم الرئيس في مداخلة هاتفية؟ أم أن الأذن الآن واحدة من طين والأخري من عجين!.