رئيس التحرير
عصام كامل

"مظاليم شيوخ الأزهر".. "الظواهرى" أول شيخ قبيلة يتولى المشيخة.. الشناوى"الإمام الثورى".. الخضر "الجزائرى المحتج".. وتاج يواجه الحرب للحصول على العلم.. وبيصار فيلسوف الأجيال

جامع الأزهر الشريف
جامع الأزهر الشريف

أعلنت حركة "أزهريون" عن قيامهم بالاتفاق مع شركة إنتاج لعمل عدد من الأفلام الوثائقية للدفاع عن شيوخهم ومواقفهم التى تعرضت للظلم بجانب تسليط الضوء على عدد من شيوخ الأزهر الذى تغافلهم التاريخ رغم دورهم القومى فى فترات توليهم.


وفى هذا التقرير ترصد "فيتو" عددا من شيوخ الأزهر الذى لم يذكرهم التاريخ كثيرا مقارنة بعدد من شيوخ آخرين حتى أطلق عليهم البعض "مظاليم شيوخ الأزهر".

الظواهرى أول شيخ قبيلة لمشيخة الأزهر 

هو تلميذ محمد عبده، والإمام الذى فى عهده أنشئت الجامعة الأزهرية والمطبعة وتم إرسال البعثات لأول مرة إلى دول الصين واليابان والحبشة، إنه الإمام محمد الأحمدى الظواهرى أول شيخ قبيلة عربية يتولى مشيخة الأزهر.

ولد فى محافظة الشرقية وكان أبوه عالما أزهريا فاهتم به وبتعليمه دينيا وتم امتحانه أمام الإمام محمد عبده الذى قال له "والله إنك لأعلم من أبيك".

تدرج الظواهرى فى المناصب منها توليته على معهد طنطا الذى كان يحتل المرتبة الثانية بعد المشيخة، وقامت فى عهده إصلاحات كثيرة حتى تولى المشيخة عام 1930 ولمدة خمس سنوات أصلح فيها الكثير ولكنه استقال بعد معارضة قوية من الطلاب فى ظل أزمة مالية اجتاحت البلاد وقتها وأصبح طالب الأزهر لا يجد عملا لائق به.

الشناوى إمام الأزهر الثورى 

الشيخ محمد مأمون الشناوى، هو شيخ الجامع الأزهر عام 1948 وكان له دور قوى فى إرسال بعثات إلى إنجلترا من أجل تعليم اللغة الإنجليزية لدراسة العلوم الغربية وليصبح طالب الأزهر قادرا على الاضطلاع على علوم الآخرين بجانب دراسته عن التوسع فى المعاهد الأزهرية فى المحافظات.

وتعلم "الشناوى " الذى ينتمى إلى محافظة الدقهلية، على يد الشيخ جمال الدين الأفغانى وتولى مسئولية إمام السراى الملكى عام 1930 بعد صدور قانون تنظيم الأزهر، ثم تم تعيينه وكيلا للجنة الفتوى بالأزهر عام 1944.

كان للشناوى دور قوى أثناء ثورة 19 حيث ذكى الروح الوطنية من خلال خطبه ولسانه بجانب دوره الأساسى فى فتح باب الدراسة لكافة الطلاب من خارج مصر وتوفى عام 1950.

الجزائرى الذى تولى المشيخة
هو الجزائرى الذى تولى مشيخة الأزهر فى سابقة هى الأولى فى تاريخ الأزهر الشريف الذى اعتاد أن يكون شيوخه من مصر, هو الإمام الخضر حسين إمام الجامع الأزهر فى الفترة من 1952-1954 .
وتولى الخضر حسين مشيخة الأزهر بعد رحلة من الترحال فى تونس بلد مولده والجزائر التى حصل فيها على الجنسية الجزائرية وأصدر هناك مجلة السعادة العظمى وواجهته السلطات الغربية بعد اتهامه لها بالعداء وجاء إلى مصر وحصل فيها على عضوية هيئة كبار العلماء عام 1950 ثم اختير شيخا للأزهر عام 1952.

وكما كان توليه للأمر هى سابقة فى تاريخ الجامع الأزهر فإنه أحد الشيوخ القلائل الذين استقالوا من هذا المنصب عام 1954 احتجاجا على إلغاء القضاء الشرعى وضمه للقضاء المدنى.

العلم فى مواجهة الحروب

الشيخ عبدالرحمن تاج، شيخ الجامع الأزهر فى الفترة من عام 1954 -1958 هو أحد الشيوخ غير المعروفين رغم أنه أول من قرر تدريس اللغات الأجنبية فى الأزهر الشريف، بجانب أنه أحد القلائل فى شيوخ الأزهر الذى كان موضوع رسالته هو البهائية والإسلام.

ويعد الشيخ "تاج" أحد الرجال الأقوياء فى عصره والدليل على ذلك هو دراسته فى جامعة السربون بعد أن أكمل تعليمه فى الأزهر الشريف فى وقت كانت الحرب العالمية الثانية تضرب أوروبا كلها وهو ما آثار إعجاب تلاميذه فى تلك الفترة.

وكانت بداية تاج مع الزعيم سعد زغلول، حينما زار أحد الكتاتيب فى الفيوم وأعجب بــ "تاج " مما دفع زغلول إلى نقله إلى المدارس الأميرية على نفقة الدولة ليتدرج بعدها تاج فى تولى المناصب حتى تولى منصب المشيخة عام 1954 وتوفى عام 1975.

بيصار"فيلسوف الأزهر"
فيلسوف الأزهر هكذا يطلقون على الشيخ محمد عبدالرحمن بيصار شيخ الأزهر فى الفترة بين 1978-1982 نظرا لدراسة الإمام المتوسعة فى مجال الفلسلفة الإسلامية.

وتولى "بيصار" الذى يعود أصله إلى محافظة كفر الشيخ العديد من المناصب منها وكيل للأزهر ورئيس لعدد من البعثات فى الدول العربية وأمين عام للمجلس الأعلى للبحوث الإسلامية.

تركزت كافة دراسات "بيصار" على دراسة الفلسلفة الإسلامية والخلاف بين علماء الصوفية والكلام وله العديد من المؤلفات فى هذا المجال.
الجريدة الرسمية