مصطفى محمــــــــــــــــود في مرحلة الشك!.. «الله والإنسان»
أثار كتاب "الله والإنسان" للمفكر والفيلسوف الدكتور مصطفى محمود، الذي صدر قرار بحظر نشره أو تداوله منذ 60 عامًا، جدلا كبيرا، وتعرض مؤلفه لاتهامات بالإلحاد.
بدأ "مصطفى محمود" كتابه بأكثر من تساؤل من عينة "ما هي فلسفتك؟ بما تؤمن، هل يجب توفير الطعام أولًا للوصول إلى مجتمعات متخلفة" ليجيب عنها بأن الطريقة العصرية لبلوغ الفضيلة ليست الصلاة، وإنما الطعام الجيد والكساء الجيد، والمسكن الجيد، والمدرسة والملعب وصالة الموسيقى، مستندًا في إجابته عن هذه الأسئلة إلى آراء العديد من الفلاسفة أمثال "هكسلى وشو".
الدكتور "محمود" أكد في بداية كتابه الذي وصفه في مرحلة شكه وإلحاده أن الله أقرب إلى الذين يجتهدون في فهمه من الذين يؤمنون به إيمانًا أعمى، وأن كل إنسان في حاجة إلى قراءة الفلسفة والشعر والقصص، وفتح ذهنه على الشرق والغرب ليحصل على التهوية الضرورية، واصفًا من لا يقرأ ويتفتح بـ "العفن".
وفى كتابه المحظور يرى محمود أن "الشرف عندنا معناه صيانة الأعضاء التناسلية، فإذا ارتكب الإنسان كل الدنايا والموبقات الموجودة في قاموس الرذائل من ألفه إلى يائه وظل حرمه مصونًا فالإنسان شريف مائة في المائة.. والسرقة والقتل وسفك الدم والنصب والاحتيال والاغتيال كلها أفعال رجالة، والسجن المؤبد والشنق أيضًا للرجال، وأنك تستطيع أن تموت مرتاح البال وأنت تغنى مادمت قد قطعت امرأتك الخاطئة بالساطور إلى عشر قطع متساوية ووضعتها في جوال وألقيت به في البحر، فهذا هو الشرف بعينه".
وفى نظر الفيلسوف الذي منع كتابه في عصره وما تلاه "كل شخص منا أفلاطون صغير وكل منا أدرك معنى الحياة بطريقته الخاصة وفهم معانيها"، ناصحًا بتجنب احتقار أي إنسان مهمها كان به من حقارة لأنه في جميع الأحوال حصيلة ظروف صنعته بالخير أو بالشر.
وعن العبادة تساءل: "هل تعبد اللذة، أو تعبد الألم، أو تعبد المجد، أو تعبد نفسك.. أو تعبد الله.. أو أنك مزيج من هؤلاء، فعليك أن تقضى مع كل رب ساعة، وتركع في كل محراب ركعة".
ويؤمن بأن الحق المطلق، والخير الصرف، والفضيلة المجردة، توجد في عقول المتصوفين والمجاذيب والحالمين، ولكنها لا توجد في مجتمعنا الذي يعيش ليأكل ويشرب ويمرض ويموت، وأن الضمير ليس مكتسبًا كله، بل إنه فطرة خالصة، ويتطوّر في الشكل والقالب متأثرًا بالتربية والتعليم.
وفى كتابه "الله والإنسان" تحدث مصطفى محمود عن السرقة، قائلا إنها مهنة شائعة أكثر مما يتصور الناس، فالطبيب الذي يتقاضى أجرًا عن مرض لم يشخصه، والمحامى الذي يدافع عن قضية خاسرة، والتاجر الذي يبيع بضاعة مغشوشة، والكاتب الذي يبيع أكاذيب والسمسار الذي ينهب نصف ثمن البضاعة عمولة، كل هؤلاء لصوص يسرقون في ظل القانون، لذلك لا عتاب على السارق في رأى الفيلسوف الكبير.
ويقول إنه كلما فكر، بدأ يعتقد أن المرأة لم تخرج من ضلع الرجل، وإنما الرجل هو الذي خرج من ضلعها، فالرجل هو الصغير الثرثار.
وعن الأديان، قال "إن معظم أسباب التعصب بين الأديان والفلسفات، يعود في النهاية إلى خلافات اسمية، والوجود الذي نعيش فيه ليس وجودًا مفككًا ولكنه منسق منظم تربطه القوانين، والاختلافات الظاهرية في الأشياء خلفها وحدة حقيقية".
وانتقد من يستعملون كلمة الله في السياسة الدولية، كما يستعملون الجوكر قائلا "نحن لدينا ورقة جديدة أقوى من غشهم اسمها المنطق، وللمنطق يخضع كل شيء من منشورات للسفارات إلى الكتب المقدسة".
ووجه رسالة للإنسان قائلا: "إذا فكرت في المتاعب أسرعت إليك المتاعب، وإذا فكرت في اللذات أسرعت إليك اللذات كالتنويم المغناطيسى، سحر الإرادة الملتهبة يصنع كل شيء".
وأكد أنه لا شيء باق في الحقيقة، حتى المثل العليا كالجمال والحق والخير دائمة التبدل والتطور هي الأخرى، فالخير والشر خضعا لناموس التطور فتغيرت معانى الفضيلة والرذيلة، فكانت المرأة رمزًا للشيطان، وكانت الغريزة الجنسية هي خطيئة تحمل أوزارها المرأة وحدها، فأصبحت الآن نصفًا مكملًا للرجل، وأصبحت الغريزة حالة فسيولوجية تنظم لصالح المجتمع وأسره وأفراده.
واعتبر أن الصدف هي التي تصنع الإنسان، موجهًا رسالة في شكل أمر قائلا "اشحذ مواهبك.. وسكاكينك.. وخض معركتك ولا تنتظر الصدفة لتصنع لك أقدارك وإنما اصنعها أنت بنفسك.. فإن نجاح الصدفة لا يعيش.. اختر موتك أفضل من أن تختار لك الصدفة حياتك".
واعتبر أن الشرف مراتب "فهناك رجل يصنع نفسه، ورجل يصنع أولاده ورجل يصنع المجتمع، وهناك رجل يصنع التاريخ وهو أشرف الشرفاء جميعًا، وإذا أردت أن تعرف نصيبك من الشرف.. فاسأل نفسك يومًا: ماذا صنعت لأصبح أحسن من الأمس".
الضعفاء كان لهم نصيب من كتاب مصطفى محمود، فقال "إنهم يتركون العادة تختار لهم، والأقوياء يختارون بأنفسهم ويبتكرون لحظاتهم لحظة بلحظة ويصنعون لأنفسهم كل شيء حتى المصير".
وأدلت دار الإفتاء المصرية بدلوها منذ سنوات قليلة في شأن الكتاب، فقال صاحب الفتوى:"
" أجد من الإنصاف أن أقول إن الكاتب عنى في كتابه بتمجيد العقل والعلم والحرية، وإظهار أثرها في تقدم الفرد والأمة.
ولا جدال في أن الدين الإسلامى قد سبقه إلى ذلك فقد عرف للعقل قيمته وقدره، وطالب الناس بالتفكير في خلق الله وبالنظر والاعتبار ونجد آيات القرآن الكريم حافلة بذلك - كما أنه دعا إلى العلم بكل ما يحتاج إليه الإنسان في حياته وبعد مماته، وكل ما يرفع شأن البشرية ويحقق على الوجه الأكمل معنى خلافة الإنسان عن الله في أرضه يعمرها ويستخرج كنوزها ويفيد من كل ما أودع الله فيها - وأيضا فإن الإيمان الذي فرضه الإسلام وسائر الأديان السماوية، وهو الإيمان بأن للعالم إلها واحدا هو الله سبحانه وتعالى، وهو المستحق وحده للعبادة والذي يستعان به، ولا يستعان بغيره في كل شئون الحياة، يحقق معنى حرية الإنسان في أسمى صورها وأعلى مراتبها، فالمؤمن إيمانا صادقا لا يكون عبدا لغيره، ولا عبدا لشهواته، ولا لأى شىء آخر سوى الله سبحانه وتعالى الذي خلقه وخلق كل شىء - فدعوة الكتاب إلى تمجيد العلم والعقل، وإلى أن يفكر الإنسان تفكيرا حرا مستقيما دعوة لا ننكرها عليه، ولا ينكرها عليه الدين الإسلامى، فما جاء في آخر الكتاب من الدعوة إلى أن يتكاتف المسلم المفكر الحر والسياسي اليقظ ورجل الدين العصرى إلى أن يكونوا في توثب دائم ليكسروا الدروع السميكة حول أعدائنا، ويمزقوا عن وجوههم القبيحة النقاب لا شىء فيه وهو مما نوافقه عليه ".
واستطردت دار الإفتاء في فتواها: "غير أن الكتاب لم يخل من أخطاء لا نستطيع أن نمر عليها بدون إبداء رأينا فيها، وقبل أن نبين هذه الأخطاء نقول إننا قد خرجنا من قراءة الكتاب بحقيقة لمسناها، وهى أن الكاتب قد عاش في وسطنا المصرى الشرقى وشاهد بعض تصرفات ممن لا يفهمون الدين الإسلامى أو لا يفهمون منه إلا بعض رسومه وأشكاله، والذين يحاولون أن يقتنعوا بهذه الصور الشكلية التي لا روح فيها ولا غناء متناسى روح الدين وتعاليمه التي ترفع من شأن الإنسان وتدفعه غلى العمل الحر الكريم لنفسه ولأسرته ولوطنه بل وللإنسانية، كلها، ولعل الكاتب قد ظن أن ما يراه بمثل حقيقة الدين الإسلامى فازدرى هؤلاء وكتب ما كتب متأثرا بهم وبأحوالهم، ولو أنصف لعالج هذه العيوب من طريق آخر غير طريق الهجوم على الدين الإسلامى وعلى الأديان كلها هجوما واضحا نلمسه في كتابه في كثير من المواطن - وأعتقد أن هذا الكاتب وأمثاله لم يقعوا فيما وقعوا فيه من خطأ إلا لأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء دراسة الأحكام التي دعا الإسلام الناس إلى اتباعها، بدليل أننى لم أجد في كتابه شيئا منسوبا إلى الدين يستحق أن ينقد أو أن يزدرى".
وركزت الفتوى على بعض ما اعتبرته أخطاء من بينها: قوله في ص 24 ( والطريقة العصرية في بلوغ الفضيلة ليست الصلاة، وإنما هي الطعام الجيد والكساء الجيد والمسكن الجيد والمدرسة والملعب وصالة الموسيقى ) فإنه إذ يمجد الطريقة العصرية يخطىء الطريق، فيظن أن الصلاة من العوائق التي تمنع من بلوغ الفضيلة، ولذلك حط من قدرها، ونسى أو تناسى أثرها في تقويم الخلق وتهذيب النفس ولا يفهم معنى للربط بين الصلاة وبين ما يتطلبه الجسم والعقل، فقد أمر الله الناس بالصلاة وفرضها عليهم، ونهاهم عن الزهد في الحياة وأباح لهم الطيبات من الرزق وكل ما يحتاج إليه الجسم ليكون قويا والعقل ليؤدى واجبه في فائدة صاحبه.
فالصلاة لا تتعارض مع مطالب الحياة ولا تنافيها. فلا وجه لقوله إن الفضيلة ليست الصلاة بل الصلاة تجىء على رأس الفضائل كلها، وإذا كان هذا هو ما قد يفهمه بعض المتصوفة من الدين، فلا يجوز بحال من الأحوال أن يفهمه كاتب متحرر يحاول أن يحل مشكلته مع نفسه ومشاكل الناس مع أنفسهم بتأليفه هذا الكتاب ".
ومن أمثلة خطئه أيضا ما كتبه في ص 26 ( لقد صنعنا الصلاة وحددناها إلى هكسلى وأجداده..وجربناها على المذاهب الأربعة ولم يبق إلا أن نجرب الطعام الجيد ).
وفى هذه العبارة خطأ فاضح، فليس من الإنصاف أن يقول كاتب إننا صنعنا الصلاة، فالصلاة لم يصنعها الإنسان وإنما أمر بها الله، ولا أدرى ما الذي دعاه إلى مثل هذا التهجم على أوامر الله بإنكار فائدتها أولا، وبنسبة صدورها لا إلى الله بل إلى الناس ثانيا.
ومن ذلك أيضا قوله في ص 54 ( والأديان سبب من أسباب الخلط في معنى السعادة، لأنها هي التي قالت عن الزنا والخمر لذات وحرمتهما، فتحولت هذه المحرمات إلى أهداف يجرى وراءها البسطاء والسذج على أنها سعادة وهى ليست بسعادة على الإطلاق ) ولا أدرى هل ذكر الحقائق أمر معيب فإذا قرر الدين الإسلامى أن الخمر والزنا لذات كما يقول الكاتب، أي مشتهيات تشتهيها النفوس وتميل إليها الحيوانية التي هي جزء من الإنسان ثم حرمها، فهل يكون ذلك دعوة للناس إليها أو يكون إيحاء للناس بأن السعادة فيها الواقع أن الدين وهو يحرم بعض ما يشتهيه الإنسان ويلذ له إنما يحرمه للضرر الذي يعود عليه من الجرى وراء لذاته، فقد حرم الخمر ليحفظ على الناس عقولهم، وحرم الزنا ليحملهم على الزواج والتناسل، فيحفظ بذلك النوع الإنسانى على أكمل الوجوه، ويقيه شر الإنحلال والانهيار والانقراض - هذه هي الحقيقة التي ما أظن أن الكاتب غفل عنها، ولكنه مع هذا يخطىء في التعبير فيقول إن الأديان سبب من أسباب الخلط في معنى السعادة، ولو أنصف لقرر أن الأديان واضحة كل والوضوح في إفهام الناس معنى السعادة، وأن السعادة ليست تحررا بحيث يفعل الإنسان كل ما يريد، وكل ما تشتهيه نفسه ولو كبه ذلك على وجهه وأوقعه في الهلاك ثم يستمر الكاتب في خطئه ويتجاوز هذا الخطأ إلى الطعن في الذات العلية.
فيتحدث عن الله تعالى حديثا ما كان يليق من كاتب مثله أن يتحدث عنه بهذه العبارات التي لا تليق.
ومن ذلك قوله في ص 111 (إن الله فكرة إنه فكرة في تطور مستمر كما تدل على ذلك قصة الأديان) ثم ينتهى إلى قوله وشريعة هذا الدين (أي الذي يدعو إليه) بسيطة جميلة إنها الولاء للحياة - لا أيها الكاتب المتعلم تعليما جامعيا ليس الله فكرة كما تقول.
وإنما الله سبحانه وتعالى ذات منزهة عن صفات الحوادث ومتصفة بجميع صفات الكمال، وهو الذي خلقك وخلق كل ما تراه حولك فليس الله فكرة متطورة كما تقول، وليست الأديان قصة كباقى القصص التي لا أصل لها ن وإنما الأديان السماوية حقيقة أيدها الله سبحانه وتعالى بالمعجزات التي أجراها على أيدى رسله.
ثم يتابع بعد إنكاره لله في صورته الحقيقية إنكار الحياة الثانية التي اتفقت عليها الأديان السماوية كلها، والتي يدعو إليها العقل والعدل فليس من العدل أن يتحارب الناس بعضهم مع بعض، وأن يغلب قويهم ضعيفهم، ويظلم بعضهم البعض من غير أن يكون هناك حياة ثانية يأخذ فيها الله سبحانه وتعالى بيد المظلوم من الظالم.
ومن ذلك قوله عن الحياة الآخرة بعبارة فيها سخرية في ص 119 وما بعدها (فلا محل لافتراض بقاء آخر روحانى لهذا الترابط المادى البحت وإنها لنهاية طبيعية إذن أن يبعث الإنسان حيا بعد الموت هو والدود التي في بطنه والقملة التي في رأسه فهكذا تعنى روحية الأديان.
وقوله إن دعوى الخلود الشخصى لا يسندها العلم ولم تعد تسندها الضرورات الاجتماعية القديمة) فإن هذه الدعوى العريضة التي يدعيها الكاتب في كتابه ويقول عنها إن دعوى الخلود الشخصى لا يسندها العلم.
لم يقل لنا اسم العلم الذي ينكر الحياة الآخرة اللهم إلا أن يكون قولا لبعض العلماء المتطرفين الذين يدعون إلى الوجودية والذين مجدهم الكتاب في أثناء كتابته.
أما العلماء الذين بحثوا في أصل الإنسان وعرفوا عظمة الله وقدرته فيما كشفوه عن بعض آثارها في الأرض أو السماء فما أظن أنهم ينكرون الحياة الثانية - أو ينكرون وجود الله وقدرته وعظمته - ثم يعود الكاتب مرة أخرى إلى إنكار الله في تعبيرات ضعيفة لا يسندها منطق ولا دليل ولا شبه دليه.
كقوله في ص 131 ( إن الله ليس فوق الجدل، وليس فوق العقل، وليس فوق الواقع.
إن الله هو العقل وهو الواقع وهو مجموع القوى الكونية التي تعمل لخيرنا في كل وقت، وهى قوى تقبل المراجعة والتفكير والبحث والتطور ) ما الذي يريده الكاتب من هذه العبارات هل يريد أن يوحى إلى قارئيه بأن الكون الذي يعيش فيه ويعيش فيه الناس خلق هكذا بدون خالق.
وهل العقل الذي بمجده ويقول إنه هو الله هو الذي أوجد هذه المخلوقات كلها، وإذا كان العقل هو الموجد كما يقول.
فلماذا وجد عند قوم وكان ضعيفا أو معدوما عند آخرين وإذا كان يريد أن يوحى إلى القراء بأن الكون محتاج دائما إلى التفكير والبحث والتطور، فإن هذه الدعوى لا تتطلب بحال من الأحوال إنكار الله سبحانه وتعالى الذي أوجد هذا الخلق، وخلق للإنسان العقل الذي يفكر ويبحث ويتدبر في كل مخلوقات الله ليصل أولا إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبألوهيته وربوبيته وليحقق للناس السعادة.
ولعله قال ما قال ليضفى على نفسه الكاتب المتحرر الذي لا يؤمن بالله ولا يقر بوجوده، ولا بأن لهذا العالم إلها واحدا خلقه ونظمه أبدعه على هذه الصورة التي عجز الإنسان عن فهمها ما فيها من أسرار تدل على عظمة الله وقدرته.
ولو أنصف لمجد الله سبحانه وتعالى مادام قد تعلم وعرف قيمة العلم وآثاره في نهضة الأمم وقوتها.
وجدير بمن يمجد العقل ويمجد العلم أن ينصف فيمجد من خلق العقل ومن خلق الأرض والسماء، وأودع فيها من الأسرار ما دأب الإنسان على كشفه منذ أزمان طويلة، ولا يزال للآن أمامه شوط بعيد أو شوط لا يعلمه إلا الله ليستكمل معرفة هذه الأسرار الكونية التي تكفى وحدها للإيمان بوجود الله وبقدرته وعظمته هذا ما وصلنا إليه من قراءتنا لهذا الكتاب، ولا يفوتنا أننا قد تجاوزنا عن كثير من العبارات اللاذعة والتي تعرض فيها للأديان كلها وحكم عليها بأن فكرتها صعدت من الأرض ولم تنزل من السماء صعدت من احتياجات الإنسان ورغباته وضروراته وأنظر ص 113.. إلى هنا انتهى تعقيب دار الإفتاء على الكتاب وكاتبه.
ولكن تقادمت الأيام والسنون، وتحول صاحب هذا الكتاب إلى واحد من أشد المدافعين عن قضية الإيمان بالله..