رئيس التحرير
عصام كامل

هيكل وخصومه والتآمر على السيسي !


عشرات المرات هنا..ومئات المرات على صفحاتنا الإلكترونية..وربما أكثر من ذلك في حواراتنا ولقاءاتنا اليومية نؤكد فكرة ضرورة استمرار كتلة 30 يونيو كما هي ومن أجل ذلك كنا نريد انتخابات البرلمان أولا وقبل الرئاسة ليخرج برلمانا من حراك 30 يونيو كاملا..بفعل الدفع الذاتي لها بعدها مياشرة..وكنا ارتحنا من حسابات اليوم..نريد أن تبقى كتلة 30 يونيو صلبة متماسكة قوية..ليس فقط لمواجهة الإرهاب الذي لم يتوقف بعد..ولا نعرف متى يتوقف..وإنما أيضا لأن مصر تخوض مع الخارج معارك صعبة تحتاج مع معارك التنمية إلى تلاحم شعبي كبير مع السيسي وخلفه..إلا أن البعض وتحديدا ممن ينتمون إلى النظام الأسبق وبين لذة الانتصار بين أحكام براءة متتاليه يأبون إلا دفع الجميع إلى التصارع والاشتباك والعودة إلى معارك لا وقت لها الآن وفتح ملفات لا جدوى منها وبما لا يمكن لباقي الأطراف أن تصمت عليه وبالتالي يحدث التلاسن والاشتباك وبما يتم معه الآن تفكيك كتلة 30 يونيو التي أصبح البعض وهو قليل خارجها بالفعل والآن تتفتت إلى صراعات جانبية من الخطر الاستمرار فيها!



ورغم تحذيرنا كما قلنا عشرات المرات إلا أن الحملة كما هي وتتصاعد.. ومن يقول لنا إن الهجوم المتعمد والمنضبط والمتناسق على شخصيات بعينها يتم صدفة فهو واهم..فلا يمكن القول إن الهجوم وفي توقيت واحد وبشكل منتظم على كل من الدكتور حسام عيسى وعبد الحليم قنديل وخالد يوسف والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فهو واهم..فهؤلاء يقتربون من السيسي ومن بعض الدوائر بدرجات مختلفة ويمثلون اتجاها معينا..لا يروجون له بطبيعة الحال وإنما يقدمون النصائح الخاصة والعلنية للقيادة السيسي وللسيسي تحديدا تتلخص كلها في ضرورة الحسم في الانحياز الاجتماعي بشكل واضح وصريح ومعه ضرورة فتح ملفات الفساد القديمة والجديدة واتخاذ مواقف حاسمة تجاهها !

اللصوص..والذين سرقوا أموال الشعب في الأراضي الصحراوية هنا وهناك..ومن صنعوا ثروات مشكوكا فيها بطرق غير شرعيه اعتمادا على قربهم من النظام الأسبق أو كانوا قيادات كبرى بحزبه الحاكم لا يعجبهم هذا الاقتراب ولا هذه النصائح التي ترقى إلى درجة الضغوط..ومن هنا تنتظم الحملة على أسماء بعينها حتى خلاف الأسماء المذكورة أعلاه..ومعها الحملة العنيفة التي يخوضها المحامي فريد الديب كل مرة يطل عليها من القنوات الفضائية متهجما على الرئيس عبد الناصر ومزيفا وقائع كثيرة في عهده وهو أول من يعلم أنه لا يقول الحقيقة..وبالتالي لا الهجوم على هيكل وهؤلاء يتم بشكل شخصي ولا الدفاع عن هيكل وهؤلاء يتم لأسباب شخصية كما فهم قصيرو النظر..إنما هي رؤية تتصادم مع رؤية بعضها يريد الحسم من غير مصلحة خاصة وآخرون يبدءون المعركة مبكرا من أجل مصالحهم والدفاع عنها وحمايتها !

الأسئلة المهمة الآن: من الذي يدير هؤلاء وينظمهم؟ والصغار والعامة الذين يشاركون في الحملة بغير وعي أو حتى بوعي كامل..هل يحبون مصر أكثر ومعيارهم في التصادم أو التلاطف مع الآخرين هل هو موقف الآخرين من مصر وجيشها وشرطتها وقضائها ومؤسساتها أم عندهم نظام مبارك أهم وهو معيارهم لكل المواقف؟ إذا كانت مصر أهم فلماذا تفتح ملفات قديمة لعبد الحليم قنديل وخالد يوسف وحسام عيسى؟ لماذا يستندون إلى كتب المخابرات الأمريكية والإخوان في الهجوم على هيكل؟ 

أخطأ حسام عيسى بمثالية شديدة في فترة وزارته وانتقدناه..لكنه شريف نظيف والأهم أنه اليوم مع مصر والسيسي وضد الإرهاب والإخوان والأمريكان وكذلك الباقين.. فما المعنى في استمرار الهجوم الكاسح عليهم وأغلبه شخصي وبذيء؟ ما الفائدة الآن والإرهاب يضرب الوطن كله؟ هل الهدف تفكيك كتلة 30 يونيو؟ هل هذا وارد؟ هل هذا هو المقصود حتى من أقرب الداعمين للسيسي؟ إذن ما الهدف ؟ الهدف كارثي لكن فلنؤجله لمقال قادم.. وربما للمقال القادم!

الجريدة الرسمية