رئيس التحرير
عصام كامل

دول أذلت أمريكا وانتصرت على أكذوبة «الحصار».. «إيران» حصلت على عضوية «النادي النووي».. زعيم كوريا صداع في رأس «أوباما».. «بوتين» أعاد هيبة الاتحاد الس

الزعيم الكوري الشمالي
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون

«الحصار» هو البعبع الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة فور فشلها في إحكام قبضتها على إحدى الدول أو الشعور بمحاولة الخروج عن طوعها حيث تتجه مباشرة لقلب العالم ضدها ومن ثم تعلن فرض الحصار أيا كان نوعه عليها لتقوض حكومتها وتجوع شعبها لإجبارها على الرضوخ لأوامرها.


كوريا الشمالية، كوبا، فيتنام، روسيا، فنزويلا، اليابان، والصين وغيرهم من قائمة طويلة، جميعها دولا خضعت للبعبع الأمريكي السابق الإشارة إليه- الحصار- ولكنها لم تتأثر به بل استخدمته في إذلال أمريكا وإثبات فشلها في تقييد الدولة وإجبارها على طاعتها من خلال التوجه لمجالات أخرى غير المفروض بها الحصار لتحقق تقدما ملحوظا بها وتقهر من خلالها المحاولات الأمريكية لهزيمتها.

كاسترو "عفريت أمريكا"

رغم الحصار الاقتصادي المالي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا عام 1962 من أجل إسقاط الحكومة الثورية بقيادة فيدل كاسترو، والتي كانت تعتبرها خطرا على مصالحها بالمنطقة إلا أن الدولة الكوبية استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات تحت الحصار الأمريكي المزعوم بها.

استطاعت كوبا أن تحقق إنجازات ملموسة في مجال التنمية البشرية حيث أكد تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2005 إلى كونها في المرتبة الـ 52 من قائمة الدول التي حققت إنجازا في مجال التنمية البشرية.

وفي ذات السياق منحت كوبا التعليم على قائمة أولوياتها فخصصت له 7% من إجمالي الدخل القومي عام 1965 بينما ارتفع ليصل إلى 18.7% عام 2003 كل ذلك يصاحبه تطبيق ما سبق بمعدلات جودة تعليمية عالية مما قادها إلى تحقيق أقل نسبة أمية في العالم تكاد تقترب من العدم.

وحسب صحيفة التليجراف البريطانية فإن تأثير العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على كوبا كان ضئيلا نسبيًا، كما أن هذه العقوبات أثرت على الشعب الكوبي أكثر من تأثيرها على السلطة الحاكمة في البلاد.

زعيم كوريا النووي

كوريا الشمالية من بين الدول التي فرضت عليها أمريكا الحصار عقب الحرب الكورية والتي تصارعت فيها الكوريتان الشمالية والجنوبية، فيما يمكن تسميه حربا أهلية وقفت فيها أمريكا في صف الجارة الجنوبية، ودعم الاتحاد السوفيتي كوريا الشمالية الأمر الذي صعد من حدة الصراع بين الجانبين وانتهى الأمر باتفاق لوقف إطلاق النار في يوليو 1953.

اتفق الجانبان الروسي والسوفييتي بعد ذلك على إدارة البلاد تحت رعاية ما أسموه اللجنة الأمريكية السوفييتية المشتركة لتخضع البلاد لحكم ذاتي تحت الوصاية الدولية لمدة 4 أعوام تصبح بعدها البلاد حرة مستقلة.

أعلنت كوريا الشمالية حينها تحديها لأمريكا من خلال إعلان نفسها كقوة نووية ناشئة من خلال إعلان سيطرتها على المياه المشتركة بينها وبين كوريا الجنوبية إلى جانب الاتجاه لمزيد من التعاون مع إيران كما اتجهت إلى تدعيم وتوثيق العلاقات مع القوتين العظميين الصين الشعبية وروسيا الاتحادية.

وبدأت كوريا الشمالية في تحويل اقتصادها للنوع العسكري إلى حد أنها وصلت إلى الترتيب الرابع عالميا في تصدير السلاح بعد أمريكا وروسيا والصين حتى أصبحت الصناعات الحربية الكورية والتصدير الناتج عنها يشك أكثر من ثلث قدرات الاقتصاد الكوري الشمالي.

اليابان النمر الآسيوي

كذلك اليابان التي اغتال حلم إمبرطويتها قنبلة نووية قذرة، فرضت على نفسها عزلة دولية وعملت على تشجيع الصناعة، وتحولت إلى نمر آسيوي مرعب، وعادت من جديد بكامل قوتها وإمبراطوريتها الصناعية، وتمهد العالم الآن إلى دخولها من جديد في مجال صناعة التسليح.

بوتين وحلم الاتحاد السوفييتى

نجحت المؤامرة الأمريكية ضد الاتحاد السوفييتى، والحرب الباردة التي طالت لعقود بينهما في إسقاط الاتحاد السوفييتى وتفككه، لكن سرعان ما عاد الدب الروسي بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يقف ندا وخصما قويا للإدارة الأمريكية، وتفوق عليها في الصناعات العسكرية، وبات الـ"فيتو" الروسي حائط صد قويا ضد مشاريع هيمنة بلاد العم سام.

التين الصيني

رغم المحاولات المريرة التي تنتهجا الإدارة الأمريكية، بهدف إيقاف تقدم جمهورية الصين الشعبية كدولة قوية وفاعلة في المعادلة السياسية الدولية، نجحت "بكين" في الانطلاق إلى العالم بسرعة صاروخية، ونافستها على جميع الأصعدة والمجالات وخاصة الصناعت التكنولوجية.

واليوم يقف التنين الصينى ندا قويا للبيت الأبيض، يجهض مشاريعه الدولية الإقليمية، وتمكن بخطته الاقتصادية في جعل واشنطن عاصمة مقترضة من بكين.

النووي الإيرانى

منذ عقود تقف أمريكا بالمرصد أمام جميع خطوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى درجة التلويح بحريها بين الحين والأخر، وفى تحدي صارخ للعقوبات الأمريكية والحصار الاقتصادي، تمكنت طهران من الحصول على عضوية "النادي النوووي" وأجبرت الإدارة الأمريكية على الجلوس معها فوق طاولة المفاوضات، بهدف الترضية والوصل إلى اتفاق حول ايقاف تخصيب اليورنيوم عند حد يحمى كيان دولة الاحتلال، الفتى المدلل لواشنطن.
الجريدة الرسمية