"بيتهوفن".. الطفل المعجزة والموسيقار الأصم
شهدت مدينة بون الألمانية ميلاد الفنان "بيتهوفن" في 17 ديسمبر 1770، ظهر تميزه الموسيقي منذ صغره، فنشرت أولى أعماله وهو في الثانية عشرة من عمره، واتسعت شهرته كعازف بيانو في سن مبكرة، ثم زاد إنتاجه وذاع صيته كمؤلف موسيقى.
عانى بيتهوفن كثيرًا في حياته، عائليًا وصحيًا، فبالرغم من أن أباه هو معلمه الأول الذي وجه اهتمامه للموسيقى ولقنه العزف على البيانو والكمان، إلا أنه لم يكن الأب المثالي، فقد كان مدمنًا للكحول، كما أن والدته توفيت وهو في السابعة عشرة من عمره بعد صراع طويل مع المرض، تاركة له مسئولية العائلة. مما منعه من إتمام خطته تم السفر إلى فيينا، عاصمة الموسيقى في ذلك العصر،. فكان التأليف الموسيقي هو نوع من أنواع العلاج والتغلب على المشاكل بالنسبة لبيتهوفن.
أصيب بيتهوفن بالصمم في الثلاثينيات من عمره، وبدأ ينسحب من الحياة الاجتماعية، ورغم ذلك حقق المعجزة بأن ظل ينتج موسيقاه، ولكن بعيدا عن العزف في الحفلات، وبالرغم من اليأس الذي أصابه في أوقات عديدة، وكاد يصل به للانتحار، إلا أنه قاوم ووجه طاقته كلها للإبداع الفني، حتى إنه قال يومًا:«يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئًا، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حدًا لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك».
لبيتهوفن العديد من السيمفونيات المؤثرة في الموسيقى العالمية، ومنها تسـع سيمفونيات وخمس مقطوعات موسيقية على البيانو ومقطوعة على الكمان، كما ألّف العديد من المقطوعات الموسيقية كمقدمات للأوبرا، ومن أشهر أعمال "موسيقى الحجرة" وتضم ست عشرة رباعية وترية، فوجة، عشر سوناتا للكمان والبيانو، خمس سوناتات للتشيلو والبيانو.
لم تطل معاناة بيتهوفن مع الصمم وتعذبه لعدم قدرته على سماع الموسيقى التي عشقها، حيث توفي عن عمر يناهز السابعة والخمسين، بعد أن أثرى الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وصار أحد إعلامها الخالدين.