الجسمي.. مبعوث الإمارات إلى قلوب المصريين!
ابن الإمارات الشقيقة.. عاشق لمصر بين شعب يعشقها.. هكذا الإماراتيون.. والحب من عند الله وحده.. وللتاريخ وللمواقف ولوصايا الكبار بعده سبحانه.. لا سلطان للعاشقين على قلوبهم.. فالقلب عضلة في الحب يحركها القدر.. تنبض بالمشاعر ولا غيرها.. وهو مثل بلده لا تمر مناسبة على مصر إلا وتراه عند الظن به.. لم يتخلف مرة.. ولن يتخلف بإذن الله مرة.. هو سفير الإمارات ومبعوثها للآذان.. وصوتها المغرد فيها وخارجها..هو كروان الأغنية الخليجية الآن بغير منازع.. يسكن القلوب والعقول قبل القصور والفنادق.. له هنا وهناك ألف مكانة ومكانة وله لدينا - ولدينا تحديدا - منزلة من فوق منزلة.. وله على كل تقدير منه لمصرنا وحبنا الكبير ألف تقدير وتقدير..
الجسمي..عاشق مصر.. وقد تحولت أغنياته الأخيرة إلى همسات على ألسنة الملايين ونغمات فوق الشفاة..بل وتحولت "بشرة خير" بكلماتها الرشيقة وبصوته الجميل إلى "مكارينا" الجديدة تنطق بلغات أهل الأرض فرحا وابتهاجا.. وصارت - بلغات أهل الأرض أيضا - معيارا للحيوية الوطنية ودليلا على الانطلاق الجماهيري والشعبي في أي مكان عملا وجدا واحتفالا وتفاؤلا..
الجسمي.. وهو بين الإمارات ومصر والعكس للعمل وهو شاق.. يستحق التكريم في استراحة بينهما.. التكريم الشعبي ناله وهو يستحقه.. وتكريمه شعبيا هو التكريم الوحيد الذي يتجدد كل يوم.. وإن كانت الأغنية الوطنية لعبت لسنوات طويلة دورا كبيرا ومهما في التعبئة الشعبية والجماهيرية في الأحداث الكبري..وقد عادت الآن وبقوة نسبية.. فالأغاني الوطنية الصادقة يسبقها عمل ويتلوها عمل.. وإلا لكانت تصفيقا ينتهي مع التصفيق.. لا أكثر ولا أقل.. وقد جربنا التصفيق وانتهي.. حتى لو كانت جيدة اللحن والكلمات.. وبالتالي يحتاج الدور الذي يلعبه الجسمي ليس إلى التشجيع فحسب.. وإنما أيضا إلى التقدير الرسمي.. والتقدير الرسمي أدوار بعضها من بعض..إن تقاعست جهة أو انشغلت فلا بأس أن تقوم به جهات أخرى..
الجسمي يستحق التكريم فكرموه.. وأمس الأول أشعل مسرح ختام "الآراب أيدول" حبا في مصر ومعه كل العرب.. فلا أقل من تقدير مقابل لم يطلبه الرجل.. إنما هو حقه المستحق!