رئيس التحرير
عصام كامل

وصاية على السيسي!


نحن لا نملك ترف فشل الرئيس السيسي.. هذه هي البداية التي يستهل بها البعض كلامه، مثلما أتقن كل من المرشح السابق والأسبق أستاذ حمدين صباحي والأستاذ محمد حسنين هيكل.. غير أن هذه البداية سرعان ما تقضي إلى ما سعى لفرض الوصاية على السيسي بوضع روشتة له أو إلزامه بالقيام بأعمال وإجراءات باعتبارها ضرورية لنجاحه رئيسا.


وبالطبع غني عن القول إن من حق الجميع بلا استثناء في ظل حرية الرأي والتعبير التي أكدها الدستور أن يقترح ما شاء من رؤى وأفكار يعتقد في صحتها ويرى ضرورتها ويثق بفوائدها لبلده، سواء لم يكن يملك ترف فشل الرئيس السيسي أو كان يملك هذا الترف، وربما كان يتمناه ويسعى إليه لغرض في نفس يعقوب.

لكن هناك بالطبع "فارق"، وكبير بين أن أطرح ما أراه صائبا وضروريا لإصلاح أحوال العباد والبلاد، وبين الإصرار على إلزام من يتولى الحكم بتنفيذ آرائي واقتراحاتي، وإلا أعلنت أنه حاد عن الطريق القويم وأنه يسير في طريق الفشل، ناهيك بالطبع عن بقية الاتهامات الأخرى، وأبرزها خيانة الثورة!

فنحن هنا نتحدث عن رئيس تولى منصبه من خلال انتخابات حرة نزيهة وبأغلبية كاسحة.. وحتى منافسه في هذه الانتخابات اعترف في آخر حديث تليفزيوني له بأنه لم تكن لديه أوهام حول كسب هذه الانتخابات، وإن كانت النتائج النهائية قد فاجأته حسابيا فقط لانخفاض ما حصل عليه من أصوات.. وهذا الرئيس المنتخب بهذه الأصوات الضخمة من حقه أن يسلك طريقه دون وصاية من أحد أيا كان، والذين سوف يحاسبونه في نهاية المطاف هم هؤلاء الذين منحوه أصواتهم ثقه به وبقدراته وأملا فيما طرحه عليهم من رؤى وأفكار خلال المعركة الانتخابية.

لذلك على الأوصياء أن يمتنعوا وأن يحترموا آراء الشعب حقا إذا كانوا راغبين حقا في مصلحة هذا الشعب.. فليعارضوا ما شاءوا معارضته من قرارات ومواقف وقرارات الرئيس السيسي، لكن عليهم ألا يسعوا لفرض وصايتهم عليه وليتركوا الحكم في النهاية للشعب الذي يتحدثون عن مصلحته.
الجريدة الرسمية