رئيس التحرير
عصام كامل

«الأوبزرفر»: سياسة واشنطن لا تتفق وما تدعيه من قيم.. «داعش» يمكن أن تستخدم تقرير تعذيب «سي أي أيه» لتقويض التحالف.. الولايات المتحدة خسرت سلطتها الأخلاقية في الشرق الأوسط

وزير الخارجية الأمريكى
وزير الخارجية الأمريكى جون كيري

قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، إنه يجب على الولايات المتحدة أن تنظر لسياستها في العالم العربي ليتردد صداها مع قيمها، وأضافت الصحيفة أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تعظ ضد التعذيب وهي تسمح لوكالاتها الخاصة بممارسته.


وأشارت الصحيفة إلى مخاوف وزير الخارجية جون كيري، من نشر تقرير تعذيب "سي آي أيه" للمعتقلين في سجون سرية، وأن يكون له رد فعل سلبي ضد أهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ولكن منطقة الشرق الأوسط حجمت نشر الوثيقة المكونة من 528 صفحة.

ولفتت الصحيفة، إلى تجاهل وسائل الإعلام العربية التي تديرها الحكومات التقرير وتواطئهم في برامج الترحيل والتعذيب في السجون المحلية، بينما كان رد الفعل في الولايات المتحدة كوميديا لخوفهم من نشر التقرير يثير أعمال عنف ضد مصالحها في المنطقة، ويعد التقرير ليس سوي جزء صغير من مجموعة أوسع بكثير من الانتهاكات.

وتري الصحيفة أن تقرير التعذيب الذي يدين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يمكن أن يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لتشويه سمعة تدخل قوات التحالف في سوريا والعراق ويقوض أيضا جهود الولايات المتحدة لمنع استخدام التعذيب في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن الحقيقة الباقية أن الولايات المتحدة خسرت سلطتها الأخلاقية في الشرق الأوسط قبل فترة طويلة من نشر التقرير بسبب تدخلاتها في الصراع العربي الإسرائيلي ودعمها للحكومات الاستبدادية، وتبين انحياز الولايات المتحدة حول النزاع إسرائيل وفلسطين مما قوض شرعيتها الأخلاقية في المنطقة، وان أكثر من 80% من الأردنيين والمغاربة والسعوديين واللبنانيين يعتقدوا أن الولايات المتحدة لم تبذل أي جهود للتوصل لحل سلمي لإحلال السلام بين الدولتين.

ونوهت "الأوبزرفر" عن وجود شعور في إدارة الرئيس باراك أوباما أن الولايات المتحدة لا تستطيع انتهاج سياسة مؤيدة للديمقراطية في ظل المواجهة الأمنية في المنطقة، ولكن الولايات المتحدة زكت المشاعر المعادية لها في الشرق الأوسط مما يقوض مصالحها في المنطقة والعديد من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة وتدعمها واشنطن تنشر دعايا مناهضة لها، وفي شهر أغسطس اتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي الولايات المتحدة بأنها تعمل مع جماعة الإخوان المسلمين ودولة قطر وتركيا الذين يمولون وسائل الإعلام لتقويض استقرار مصر، وتنشر وسائل الإعلام المصرية نظريات المؤامرة المعادية للولايات المتحدة.

وأطلقت الحكومة البحرينية هجمات على الولايات المحدة ومنعت عضوا بالكونجرس جيمس ماكجوفرن من دخول البلاد وطرد مساعد وزير الخارجية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان توم مالينوفسكي وشنت حمله لتشويه سمعة السفير الأمريكي توماس كراجسكي.

والنتيجة الآن أن كل من أنصار المعارضة والنظام يكنون الكراهية الضخمة للولايات المتحدة، وأثبتت دراسة أن الكثير من يؤيدون الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي ومن يعارضون ذلك يحملون وجهات نظر معادية للولايات المتحدة.

وتري الصحيفة أن أفضل طريقة للولايات المتحدة لتحسين مكانتها في المنطقة أن تحاسب المسئولين عن التعذيب في "سي آي أيه" لكي يتردد صدى القيم الأمريكية مع سياستها، ويجب على واشنطن أيضا إعادة سياستها الخارجية من أجل إخضاع الحكومات الأخري للحساب على الانتهاكات لحقوق الإنسان.
الجريدة الرسمية