رئيس التحرير
عصام كامل

حقوق الإنسان وجه لنا ووجه للغرب


منذ أيام لم تهدأ المواقع الإخبارية عن رصد الانتهاكات غير الآدمية التي قامت بنشرها لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، في تقرير تناول أساليب التعذيب الوحشي التي يتعبها الـ "سي آي أيه"؛ لمحاولة الحصول على معلومات من المعتقلين، وكان من بينهم 119 معتقلا قد تم استجوابهم بطرق وحشية ولم تثبت لديهم الأدلة الكافية لاعتقالهم منذ البداية، ولكن تم اعتقالهم وتعذيبهم حتى فقد البعض منهم قدراته العقلية مثل أرسلا خان الذي تم اعتقاله دون وجود أدلة للإدانة، وكذلك منهم معتقلين قد تم إيهامهم بالغرق 183 مرة، وغيرهم قد تم تعذيبهم بشكل قسري من الشرج، ومنهم من تم حبسه في تابوت لمدة 55 ساعة متواصلة.


لقد كان التقرير بمثابة اللطمات التي انهالت على وجه الديمقراطية هناك، إن بلد الحريات التي طالما كانت تتبجح علينا في تقاريرها المزيفة التي قدمتها منظمة "هيومان رايتس ووتش" وغيرها من المنظمات، عن اعتقالات وهمية ومذابح لم تحدث هنا على أرض مصر هي منبع التعذيب، وقد شهد شاهد من أهلها، لقد خرج التقرير من داخل مجلسهم وهذا ما ظهر للعلن وما خفي كان أعظم بكثير.

لقد انكشف الوجه القبيح المتستر خلف وجة الحرية هناك، وأعلن عن بسط سيطرته على كل من يتم ذكر اسمه في قصاصات الورق بجيوب المعتقلين حتى إن لم تتواجد أدلة ضده، إن ما يحدث هناك ضرب بكل الأعراف وكل حقوق الإنسانية منذ بدء الخليقة، ولكننا رغم كل ما رصد في التقرير من أخطر عمليات الاستجواب لم نر تحركا ملموسا لمنظمات حقوق الإنسان.

لقد انطبق المثل المصري القديم على منظمات حقوق الإنسان في مثل هذه الحالة وهو "عيونك تراقبني وقفاك للناس ينداس"، بالفعل كانت عيون هذه المنظات مثل عيون الصقر ترصد كل كبيرة وصغيرة تحدث داخل سجون مصر وتقدم التقارير الوهمية لأحداث لم تقع داخل جدران هذه السجون بهدف قلب الرأي العام العالمي على مصر، خاصة بعدما خرجت مصر تعلن عن تحديها لمخطاطاتهم الشيطانية في الثلاثين من يونيو، لكن عندما يتعلق الأمر بدولة الديمقراطية الوهمية الولايات المتحدة فهنا نرى المنظمات قد أغلقت عيونها عما يحدث وكأن ما تم سرده قصص خيالية، إلى متى ستظل هذه المنظمات رهن إشارة اللون الأخضر؟

لابد من إلقاء الضوء على ما يحدث هناك من خلال منظمات عربية لحقوق الإنسان، تراقب بالمثل جميع السجون والمعتقلات في دول الغرب، فنحن لم نطلب غير المسموح وهو أن تقام حقوق الإنسان داخل أراضيهم مثلما تحدث داخل أراضينا، ومن هنا أطالب جميع المسئولين في الوطن العربي بإنشاء منظمة عربية تراقب بعيون الصقر ما يحدث داخل جدران المعتقلات والسجون، لابد أن تتعلم دولة الديمقراطية كيفية احترام آدمية المعتقلين حتى إن كانت لديهم الأدلة الكافية لاعتقاله.

بعد أن قرأت تقرير لجنة الاستخبارات لمجلس الشيوخ الأمريكي، لم أستطع غير التعبير عن امتناني بجنسيتي المصرية التي تحافظ على آدميتي وحقوقي الإنسانية.. حفظك الله يا بلادي وحفظ رئيسك المحب لشعبه ومؤسساتك.
الجريدة الرسمية