السيسي والخائفون !

قبل أن يبدأ خطابه في مناسبة الاحتفال بعيد العلم، حرص الرئيس السيسي أن يوجه كلمة مرتجلة ليس فقط للحاضرين في الاحتفال وإنما لكل المصريين.. فهو طالبهم بألا يخافوا وأن يظنوا أننا نسير في الطريق الصحيح للنهوض بالبلاد وتجاوز ما نعانيه من مشاكل وأزمات.

ومؤكد أن الرئيس عندما يقول ذلك لابد وأنه لمس أو رصد أن ثمة خوفًا بدأ يتسرب إلى صدور البعض حول أننا لا نتخذ الطريق الصحيح أو أننا ضللنا طريقنا، ولذلك استهل خطابه بمثل هذا الكلام ليطمئن هؤلاء الخائفين.

ففي الأيام القليلة الماضية انطلقت بعض الانتقادات للرئيس شخصيًا، كان أبرزها تلك الانتقادات التي وجهها المرشح الرئاسي الذي نافسه في السباق الرئاسي وأيضا تلك الانتقادات الأخرى التي وجهها الأستاذ محمد حسنين هيكل، وكلها بقيت في مجرى واحد وهو أن الرئيس السيسي يفتقد رؤية واضحة لحكمه الذي يقترب الآن عمره من الستة أشهر، وتحديدًا الرؤية المنحازة لثورة الشعب في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، وهذا ما يستغله أو يستثمره رجال مبارك للعودة مرة أخرى.

والأغلب أن الرئيس السيسي خشي أو على الأقل يتحسب لإمكانية أن تؤثر هذه الانتقادات في الرأي العام، ولذلك قام بطمأنة من حوله أننا نسير في الطريق الصحيح.. لكن هذه الكلمات المقتضبة لا تكفي لتحقيق ذلك الغرض.. الاقتراب الدائم للسيسي بقاعدته الشعبية هو الذي يطمئن الناس.