رئيس التحرير
عصام كامل

البرادعي والخراب المستعجل في أمريكا!


قلنا قبل اليوم إن أمريكا ليست على قلب رجل واحد.. وقلنا إن صراعا عنيفا داخل الإدارة الأمريكية يتم لأول مرة بين عناصر إدارة أمريكية واحدة.. والآن يمتد الصراع ويستطيل ليصبح أيضا بين البيت الأبيض وبين الحزب الجمهوري.

وقلنا قبل اليوم إن أحداث ميزوري مدبرة لإحراج أوباما.. القتيل في ميزوري أسود والرئيس أسود أيضا!.. وقلنا إن البنتاجون ضد أوباما ولا يتفق معه في تفاصيل مهمة، وانتهى الأمر فعلا إلى انتصار أوباما على وزير الدفاع الأمريكي ودفع منصبه ثمنا لذلك..

واليوم يصل الصراع إلى منحنى آخر أكثر خطورة.. الكونجرس يسرب أنباءً عن فتح ملف دعم أوباما للإسلاميين، فيرد أوباما وفريقه بفضيحة التعذيب الكارثية للمعتقلين في جوانتانامو بل لاحظ ما قالته وبالحرف "بريناديت ميهان" المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "إن أوباما يعتقد أن برامج الترحيل والاعتقالات والاستجوابات السابقة لا تتسق مع قيم الولايات المتحدة".. ولفتت ميهان إلى أن أول القرارات التي اتخذها أوباما عقب توليه السلطة، كانت توقيع قرار تنفيذي بوقف برنامج التعذيب، الذي بدأته إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش!!

الآن.. العالم الغربي يسارع بالإدانة والإدانة المدوية.. ليس فقط ليبرئ نفسه من المشاركة في جريمة تاريخية وإنما ليعلن استمرار وبقاء النظام الرأسمالي، ويؤكد أن الخطأ لأشخاص وليس لنظام عاش وبقي على كوكب الأرض بمزاعم حقوق الإنسان والحريات الخاصة والحريات الفردية، إلى آخر الأكاذيب التي سقطت!

ولأن "السي آي أيه" هي المتهم الأول - لا تنسوا حتى نهاية المقال أن "السي آي أيه" هي المتهم الأول - في جريمة التعذيب.. ووسط غضب عالمي لا مثيل له لا يريد أن يتوقف بل يتصاعد كل لحظة.. وبين أسرار جديدة وفيديوهات تتسرب كل ساعة.. وبين صيحات إدانة حتى من غير السياسيين من أدباء وفناني ومثقفي العالم.. يطل البرادعي وبغير دعوة ليعلن أن كل ما يجرى في أمريكا ظاهرة صحية تثبت أن النظام الأمريكي يعترف بأخطائه!!

البرادعي الذي تحدث عن "الظاهرة الصحية" دون أن يتحدث عن "أخطائه" هو نفسه "داعية حقوق الإنسان الكبير" في بلادنا، الذي يفقد أعصابه ويترك منصبه خوفا على مجرد - وقتها - التفكير في اللجوء إلى عمل غير سلمي ضد جماعة إرهابية تتحصن في ميادين مصر، وتحمل السلاح وتدعو للقتال وتكذب وتزور وتزيف، بل ترفض بنفسها - وبشهادات شهود الوساطة - أي دعوة للتوصل إلى حلول سلمية، وتقابلها باستهجان كبير وغرور لا يقل عن غبائها بأي حال!

أهلا بالبرادعي.. في دور جديد ومحاولة لتبييض سمعة دولة عظمة وإنقاذها من الخراب المستعجل - سيحدث بإذن الله - وفي ظل خدمات لا تنتهي!.
الجريدة الرسمية