رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف زيدان كاتب الوحي


كان عام 2014 عامًا مليئًا بالكوارث ومن ضمنها سقوط عدد غير قليل من الشهداء برصاص الإرهاب، أما الكارثة الأسوأ فهي إعلان (يوسف زيدان) توقفه عن كتابة الوحي!!


مصر الآن بلا فكر ولا وحي؛ لأنها بلا يوسف زيدان، صاحب الآراء التافهة المثيرة للسخرية، ومن بينها أن (أسامة بن لادن طفل بريء لا يمكنه قتل قطة) وأن (ابن تيمية صاحب فتوى إبادة الطائفة الممتنعة هو فقيه الاعتدال) وأن (محمد إسماعيل هو ابن تيمية المعاصر) وهلم جرا وجرجرا من هذا النوع من الفتاوى والآراء التي لا يمكن لها أن تصدر إلا من فيلسوف تلخصت حكمته في القول الشهير (أنا ألهث إذا أنا موجود)!!

لا شك أن هذه التصريحات البلهاء ترشح صاحبنا لمنصب وزير ثقافة "داعش" حال وصولها والعياذ بالله للحكم!! لا أدل على حمق هذا الفيلسوف المزعوم من (إعلانه التوقف عن الإنتاج الثقافي) وهو كلام يشير إلى حالة (بارانويا) لسبب بسيط للغاية أن مفاد هذا الكلام (أنا المفكر أو العقل الأوحد وقد قررت التوقف عن التفكير وسأترككم للضياع والضلال)!!

لا يلام كاتب الوحي على كلامه فالملوم هي الأجهزة السفلية المصرية أو غير المصرية التي تخنق الثقافة والمثقفين في قمقم وهي ذاتها التي تخرج لنا من ذات القمقم هؤلاء المختلين وتفرضهم علينا وتسوق الجوائز والمترجمين إليهم أو تسوقهم إليها مثل الدكتور علاء رضي الله عنه، بينما هي تعوق طباعة كتب غيرهم أو تعرقل توزيعها والنتيجة هي حالة "البارانويا" الفكرية التي أصابت صاحبنا ودفعته لإعلان التوقف عن كتابة الوحي!!

تبلغ المهزلة مداها عندما يتحدث البعض عن أرقام التوزيع التي حققتها روايات الفيلسوف المذكور أو الفيل الأزرق في بلد لا توجد به مؤسسات توزيع أو توجد لكنها تتلقى الأوامر بمنع كتاب بعينهم من التوزيع، ناهيك أن أغلب ناشري هذه القرية الظالم أهلها وحتى القرى المجاورة هم من كبار اللصوص الذين يتبنون سياسات النشر لديهم على مبدأ انشر واهرب أو اذهب إلى المحاكم التي تحكم بما لا يرضى الرب أو العبد!!

هلا سأل فيلسوف داعش المستنير نفسه لماذا تحتفي بك الفضائيات الداعشية التابعة للوهابية وهل هذا دليل على كونك مستنيرا قادرا على إخراجنا من ورطتنا أو أنك متلون ومتحول وأنك جزء من فريق قادر على الذهاب بنا إلى البحر وإغراقنا ويا ليتنا نعود عطشى فنحن بك ومعك وبأمثالك ذاهبون إلى الهاوية.

ليت فيلسوف داعش يصدق في اعتزاله كتابة الوحي وليته يكمل جميله بسحب أضاليله من سوق الروبابيكيا الثقافية المصرية.
الجريدة الرسمية