دعوات الملاحقة القضائية لأمريكا بعد صدور تقرير الكونجرس تثير جدلا.. "رفعت": جرائم التعذيب خارج نطاق المحكمة الدولية.. "عطاالله": يجب أن تكون مصر طرفا في القضية.. "سلامة ": لا أحد سيحاكم أمريكا

تسبب صدور تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، حول استخدام المخابرات الأمريكية"CIA"، جميع ألوان التعذيب ضد المجاهدين الإسلاميين، فى حالة من الجدل والنقاش خاصة بعد الصدمة الكبرى التى تلقاها العالم فى الدولة التى تعمل دائما على تصدير نفسها على أنها قلعة الحرية والديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، ولقد كان صدور هذا التقرير أيضا سببا مباشرا فى الهجوم على الولايات المتحدة والدعوة إلى وجوب تقديمها إلى المحاكمة مثلما هاجم الدكتور طلعت مرزوق عضو المجلس الرئاسى لحزب النور والذى طالب بضرورة الملاحقة القضائية لكل من تورط فى تلك الجرائم الإنسانية .

وقال خبراء القانون الدولى إن دعوات حزب النور لملاحقة المخابرات الأمريكية، أمر مبالغ فيه نظرا لصعوبة مثول الولايات المتحدة الأمريكية أمام مجلس الأمن أو المحكمة الدولية، فضلا عن عدم وجود معتقلين مصريين داخل المعتقلات الأمريكية.

أمر مستحيل
يرى الدكتور أحمد رفعت، خبير القانون الدولى، أن الملاحقة القضائية للمخابرات الأمريكية مستحيلة، بخاصة أنه لايستطيع أحد من الدول تقديم الولايات المتحدة إلى المحكمة الدولية، مشيرا إلى وجود تردد داخل دول أوروبا، بشأن تقديمها للمحاكمة أم لا، والدولة الوحيد التى قامت بالتصدى لها كانت كوريا الشمالية فقط.

وتابع:" لمحاكمة CIA يجب التقدم بشكوى من إحدى الدول للمحكمة الدولية، واتهام أمريكا " بالإبادة الجماعية، أو إعلان الحرب، أوالعدوان، أو جرائم ضد الإنسانية" أما فى حالتنا هذه فقضية التعذيب لا تمثل قضية داخل المحكمة الدولة.

وأضاف رفعت، أن القانون لن يفيد مع دولة بحجم الولايات المتحدة، فكل ما يمثله القضاء الدولى قضاء تكاملى مشيرا إلى أنه يجب تفكيك قواعدها العسكرية داخل الشرق الأوسط، ومنع التسهيلات التى تقدمها الدول العربية لها، وعلينا استغلال هذه الفرصة، بعد سقوط القناع الأمريكي، والتى كانت تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان.

مصر لا تستطيع ملاحقة أمريكا
وأكد محمدعطاالله، خبيرالقانون الدولى، أن الملاحقة القضائية لأمريكا من خلال مصر، لا تتم إلا إذا كانت مصر طرفا ضمن الدول التى تم تعذيب معتقليها داخل "جوانتانامو"، لافتا النظر إلى أنه فى غير تلك الحالة فلا تستطيع مصر ملاحقة الولايات المتحدة، موضحا أنه يمكن أن تقوم منظمات حقوق الإنسان الدولية، بالتقدم بشكوى لمجلس الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن لاستجواب الـ CIA .

لا أحد سيحاكم CIA
وفى نفس السياق قال أيمن سلامة، خبير القانون الدولى العام، إنه لا أحد سيحاكم وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لم تتم محاكمته على تهم قتل المتظاهرين، لافنا النظر إلى أن ذلك يجعلنا لا نتكلم عن تجاوزات الدول الأخرى وتعذيبها للمعتقلين.