رئيس التحرير
عصام كامل

مؤسسة محمود كارم


توجد شخصيات تتفوق في عملها وإنتاجها على أداء مؤسسات تضم المئات بل الآلاف من العاملين الذين يحصلون على رواتب دون عمل ويكبدون خزانة الدولة عشرات الملايين كل شهر.


منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن هناك حالة من عدم الرضا في أداء مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات في التعامل مع الخارج حول حقيقة الثورة وأنها شعبية قام بها الملايين من أبناء الشعب وحماها الجيش وخلال الفترة الأخيرة تغيرت الصورة السلبية عن مصر تدريجيًا ولم يتحقق هذا بالمصادفة بل بفضل بعض الشخصيات التي تجيد التعامل مع الخارج وتفهم لغته جيدا ولم يكلف هؤلاء خزانة الدولة مليما واحدا ويتحملون تكلفة السفر لعدد من الدول الأوربية وأمريكا على نفقتهم الشخصية.

على رأس هؤلاء السفير محمود كارم ابن محافظة البحيرة ونجل المطرب الكبير الراحل كارم محمود والمنسق العام لحملة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.

لم يطلب أحد من محمود كارم أن يكون ضيفًا دائمًا في جلسات الحوار ومنتديات المثقفين في أوربا وأمريكا وأن يرد بلغة دبلوماسية رقيقة أحيانا وبحدة في أحيان أخرى على كل من يروج أن ما حدث في مصر في 30 يونيو ثورة مكتملة الأركان.

لم يطلب منه أحد أن يحمل حقيبته ويتنقل بها بين العواصم الأوربية محملا بخبرته الدبلوماسية الكبيرة ويطرق مراكز الدراسات والمؤسسات صاحبة القرار والصحف الكبرى، مؤكدًا لهم أن مصر تسير على الطريق الصحيح وأن المستقبل في انتظارها وأنها لن تكون العراق وسوريا واليمن وليبيا.

لم يفضل محمود كارم الجلوس في النادي الدبلوماسي مثل غيره من الدبلوماسيين يشرب قهوة الصباح تحت شمس القاهرة الدافئة وهو يقول لنفسه أو المحيطين به إن 30 يونيو ثورة شعبية.

قرر أن يكون مؤسسة قائمة بذاتها اسمها محمود كارم وأن يرد الجميل إلى مصر على طريقته الخاصة أدرك أن الدفاع عن الثورة المصرية لا يكون داخل الغرف المغلقة وإنما أمام صناع القرار في الخارج.

تكبد مشقة السفر إلى الشرق والغرب بخبرة الكبار وحماس الشباب، طرق الأبواب الأمريكية والأوربية، ولم يكتف بهذا فقد حول منزله مقرًا دائمًا لكل من يريد أن يعرف حقيقة ما جرى في مصر من سفراء الغرب ووزراء الخارجية أصبح منزله وزارة خارجية قطاع خاص يديرها بطريقته الخاصة وبأسلوبه الرقيق المهذب الذي لا تخطئه العين والأذن.

تفوقت إدارة محمود كارم وهو "فرد" يعمل ويفكر ويقرر ويسافر ويتنقل بين المدن وحيدًا على إدارة هيئة الاستعلامات "المليئة بالبشر" لملف ثورة 30 يونيو.

عندما تلتقي مع محمود كارم تجده دائمًا مهمومًا بمصر ومشاكلها ورغم مشاغله الكثيرة يستقبلك بابتسامة رقيقة ولا يمل عن سؤالك عن أسرتك وعملك وما الذي يمكن أن يقدمه لك عن طيب خاطر.

عندما يجمعني اللقاء بالسفير محمود كارم داخل مكتبه لابد أن تلتقي بأبناء محافظة البحيرة يطلبون مساعدته ومشورته، وظل على تواصل دائم معهم حتى أثناء عمله خارج البلاد، ويردد دائمًا أن والده أوصاه وهو على فراش المرض بأبناء قريته ومن كثرة تردد أبناء البحيرة عليه أصبح مكتبه أشبه بدوار العمدة وليس مكتب سفير بالخارجية.
محمود كارم "حكاية مصرية" تستحق أن نفخر بها في كل زمان ومكان.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية