رئيس التحرير
عصام كامل

امنعوهم بالفكر..لا بتصريح السفر!


أثار قرار وضع ضوابط على سفر المصريين إلى بعض الدول استغرابي واستغراب الكثيرين غيري.. فمهما كانت المبررات غير المعلنة التي جعلت الحكومة أو وزارة الداخلية تتخذ هذا القرار إلا أنه عندي لا يعبر إلا عن غباء.. وغباء مستفحل.


فمن الناحية الشكلية يتم وسيتم استغلال هذا القرار بشكل سيئ للغاية للتأكيد على أوهام من يقول بأن الدولة القمعية عادت من جديد.. وفي نفس الوقت سيثير حالة من الارتباك الشديد بين صفوف المصريين في الخارج والداخل خاصة بعدما سيتم تغذيته بمعلومات مغلوطة ومقصودة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التي تنتظر أي فرصة للتشويه والتأليف.

أما من الناحية العملية.. فهو لن يوقف ما يهدف له القرار.. فمن يريد أن يسافر لكي ينضم إلى تنظيمات إرهابية على حد توقعات ومعلومات أصحاب القرار لن يمنعه هذا القرار من ذلك.. فالسفر إلى دول أخرى غير الدول المعنية بالقرار سيكون هو الحل أمام هؤلاء.. ثم إن أجهزة المعلومات في مصر وفي أي دولة بالعالم أصبحت تعلم كل صغيرة وكبيرة عن أي شخص موجود على أراضيها خاصة في ظل التطور التكنولوجي الرهيب في هذا المجال.. وبالتالي ليس منطقيا أن يذهب الشخص المسافر إلى مصلحة الجوازات لكي يقدم معلومات عن نفسه.. فكل المعلومات الخاصة به موجودة أولا بأول.. ثم إن هذا القرار من شأنه أن يزيد من غضب من لهم مصالح واستثمارات وأعمال في هذه الدول المعنية حتى لو كانوا ليسوا من فئة 18 إلى 40 عاما.

إذن.. في ظني أن القرار"غبي" وفي توقيت "غبي" وتم الإعلان عنه بشكل "غبي" وسيتم استغلاله بشكل "ذكي" جدا.

الحل يا سادة يا كرام..هو المنع من خلال الفكر..لا من خلال تصريح السفر..فالفكر هو الأهم.. فمن يذهب للانضمام إلى تنظيمات إرهابية يكون فكرة "مغلفا" بأفكار لن يمنعها تصريح السفر ولا يصححها سوى الفكر المقابل.

يا سادة يا كرام.. هناك أشخاص أصيبوا بالعمى في الفكر أو كما يقولون بالبلدي (دماغهم ممسوحة).. فهل هؤلاء يمكن أن تغسل أدمغتهم بالمنع من السفر أو بتصريح سفر؟!
يا سادة يا كرام... ابحثوا عن طرق جديدة.. وقرارات مقبولة.. وكونوا أكثر ذكاءً!!
الجريدة الرسمية