رئيس التحرير
عصام كامل

اتقِ الله يا شيخ الأزهر !


إن لم يضرب الأزهر المثل باحترامه وسعيه للحق فمن سيحترمه ويسعى إليه ؟ إن لم يكن الأزهر مبادرا بإجلاء الحقيقة عما يدور بداخله فأي مؤسسة غيره ستبادر ؟ إن لم يكن الأزهر وأهله أوابين يعودون إلى الحق متى عرفوه - كما قال القرآن - فمن سيكون ؟ إن لم يكن التواضع هو عنوان شيخ الأزهر والذين معه فمن سيتواضع؟ إن لم يكن الأزهر عادلا ويحقق في معلومات وردته أو يتناولها الناس لينصف هذا ويعاقب ذاك فمن سيعدل ؟ إن لم يكن الأزهر غيورا على الإسلام ساعيا لتطهيره مما أصابه من تشويه على أيدٍ وعقول متخلفة فمن سيغير ؟ إن لم يتقدم الأزهر المعركة ضد الإرهاب فمن سيتقدم ؟


حلقات متصلة يخوض فيها الكاتب والإعلامي المحترم إبراهيم عيسى حربًا حقيقية يبدو جليا أنه استعد لها جيدا ليقدم بالدليل وبالصوت وبالصورة وبالوثائق الأدلة على اختراق التطرف للأزهر - ولم يكن الأمر في حاجة للأدلة - ليصفع كل مشكك وكل متشكك وكل متعال وكل متكبر وكل رافض للاتهامات ولكل مطالب بالأدلة داخل المؤسسة المهيبة، وليضع نقاطا فوق أحرف، منهيًا سلسلة من الاتهامات النظرية ليصيغها عمليا وليقدمها لشيخ الأزهر أولا وللرأي العام ثانيا، مطالبا الأول بالتحقيق ومطالبا الثاني بالشهادة على عدم جدية المؤسسات المختلفة في الحرب على الإرهاب وكاشفا أن وكيل الأزهر ومستشاره ورئيس تحرير صحيفته يدعمون الإخوان ويعتبرون 3 يوليو انقلابا عسكريا ومنهم من يرى أن حسن البنا شخص رباني زرع شجرة وأفرعها تظلل بالحق على العالمين! فكيف إذن سننتصر في الحرب على الإرهاب ؟

قبل سنوات بسيطة، يشهد كل من شاهدها وكل من يتذكرها ومنهم زملاء أعزاء بهذه المؤسسة (فيتو) كيف فتحنا صفحات الرأي والدين لكتاب ومفكرين من خارج الأزهر ومن خارج دائرة المؤسسة الرسمية كلها وكيف ساهم أحمد صبحي منصور وعبد الفتاح عساكر ومحمود إسماعيل وعثمان على وغيرهم وغيرهم - مع حفظ الألقاب لهم جميعا - في إثراء الفكر الإسلامي ومع ذلك لاقوا مرارًا ومرارة وتشويها من رموز السلفية في مصر وانحاز الأزهر ورجاله للسلفيين في تحالف قديم ومدهش ومثير للعجب وللأعصاب أيضا !

الأزهر، يا فضيلة شيخ الأزهر، مؤسسة من مؤسسات الدولة..وليس دولة وحدها..وإن كانت القيادة السياسية تحترم المكانة الكبيرة للأزهر ولشيخه فلا ينبغي الاستطالة في تجاهل ما يذاع وما يقال ولا ينبغي العناد فيما يخص مستقبل وطن يسقط أغلى وأعز أبنائه شهداءً كل يوم..بينما أفكار الإرهاب تكبر وتنمو وتجد من يرعاها ويسقيها حتى ولو بدماء طاهرة بريئة !

شومان وعبد الرحمن وعمارة ليسوا عند الأزهر أغلى من مصر ولا أعز عند الأزهر من الإسلام بطبيعة الحال..فاستقم يا فضيلة الإمام - يرحمكم الله - واتقِ الله ولا تأخذكم العزة بالإثم وإلا فلتتوقفوا عن النصيحة يوم الجمعة وغير الجمعة !
الجريدة الرسمية